الجمعة، 28 أغسطس 2009

قلبي من بعدكَ قطعة إسفنج تُطعن ولا أثر للطعن !


قلبي من بعدكَ قطعة إسفنج تُطعن ولا أثر للطعن !



لم يمت إحساسي فيكَ بعد ..
لكن أشواك الشوق التي حصدتها بعد موتكَ ما زالت تعبث بأصابعي ..
أراها تنقشُ اسمكَ لتموج الأحزان في خاطري ...
أتعلم بأمنيتي وأنتَ على فراش المرض ماذا ..؟!
أمسكَ بيدكَ الحنونة وأتجولُ معكَ هنا وهناك ..
لأجد نفسي تلك المدللة التي أعطيتها وزرعت لها الكثير ..
أتظنني كنتُ أبحث عن بديلٍ عنك..؟!

أبداً..
فكلما استقبلني الغير بأحضانه كدمية فقدتها صاحبتها ..
أموت ..
لأنني أشقى البنات ..
ولأنني آخر عنقودك منهن ..
ولأنني بتولك التي دللتها كثيرا ..
ولأنكَ الرجل الوحيد في حياتي ..
أعدكَ بأن أنثر الورد باسمك ..
أعدكَ بأن أرافق الشمس لأنسج ظلك ..
أعدك بأن أسامر القمر لأحدثه عنكَ فيسمعني ويغرق بدموعه ..
حتى هذا الجهاز الذي من خلاله أعبث بحروفي وأشكلها كما أريد يعلمُ بجميلكَ ..
وأنا على فراش مرضي ..
وأنا لوحدي ..
وبمزاح أخي ..
فاجأتني ..
بتول انزلي هناك مفاجأة ( هكذا كان اتصال زوجة العم الأصغر لي ) ..
ربما تثاقلت في النزول ..
فالحمى التي رافقتني أثناء سفر والدتي ..
جاءت على قوايّ ..
وجعلتني طريحة الفراش لأكثر من أسبوعين ..
حتى المدرسة حينها فارقتها لمدة طويلة ..
واعتقدت بأني سأموت !
راودني حينها تخمين واحد .. ( إلى المستشفى ) ..
وأنت والجميع يعلمُ بأني أكره هذا المكان ..
لكن ..
وكما فاجأتني من قبل ..
فتحتُ باب القاعة .. كنتَ تجلسُ وفي حضنك ابنةُ أخيكَ التي أقبلت على دُنيانا بعد سبعة عشر عاماً من الانتظار الطويل ..
وابتسمت بوجهي ..
لأرى ما أحببت أن تفاجئني به ..
( جهاز محمول ( لابتوب ) ) ..
قلت لي : كم بتول أملك في حياتي ..؟!
يا لغبائي حينها لمَ لم أنطق بها لك : وكم أب أملك في حياتي أنا ؟!

اليوم يا والدي الجمعة .. وهو يومكَ الذي لا تفرط فيه من أجل إخوتك وأخواتك وأحفادك وأصحابك ورفاقك ومن تُحب ومن يعزُ عليك ..
لم أعد أتحمل الجلوس معهم ..
ولا أستطيع فعل ذلك ..
لأنني أتذكر قبلاتك للصغير والكبير ..
لبنات العم ..
لبنات العمة ..
أتذكر جلوسك مع شقاوة الأحفاد ..
مع علي الشقي وأحمد ..
مع ( لولي ) ..
مع آلاء .. مع إيمان ..
مع فطوم ..
ومع آخر أحفادك ( زهراء ) ..
...
هناك شيء آخر اسمع حروفي وهي تنطقُ به ..
قلبي من بعدك قطعة إسفنج تُطعن ولا أثر للطعن !
ذاكرتي مثقلة بالتفكير فيك ..
أنا وحُلمي وأملي .. وأنت .. سنكمل الدرب ..
أليسَ كذلك ..؟!
صباحي بدأتهُ بكَ ومسائي معك ..
كُن قُربي فأنتَ الأهم في حياتي ..

هناك 3 تعليقات:

واحة خضراء يقول...

تأملتُ في العنوان حتى الآن احاول ان ابحث عن معانيـه التشبيهية الادبيـة .. " قلبي من بعدك قطعة اسفنج تطعن ولا اثر للطعن " فكثرة ثقوب الاسفنج قد لا تؤثر فيه اي ثقبٍ او طعنةٍ جديدة

.. قد يكون لهذا العنوان معاني متسلسلة لابعد من الطعن لكون الاسفنج مادته تحمِلُ الماء كالآلام يحملُها قلبك ..

وكأنكِ تريدين ان تقولي لابيك تعال واعصر الاسفنجة ( قلبي ) لتخرج مياه الآلام منه ..

فما اجمل هذا القُرب والتشبيه للأب الحنون

للسمو يا حكاية ..

رحمة الله على والدُكِ ..

صدى الاهات يقول...

اختي وزميلتي بتول كم تمنيت ان اقدم لك شكري الجزيل لك والي خط كلماتك المتالق وعندما نضرت لي اول مره لكلمات ظهرت الي عالم ومجتمع بحريني باجمعه ربما تكون ليست هي اول كلمات تنشر ولكني انا لي اول مره انظر الى كلماتك التي دخلت الي صميم قلبي وبعدها وانا ابحث ظهرت ليي هذه المدونه الرائعه التي لطالمابحث في هذه الشبكه الواسعه الافاق والمعلومات لم اقرا اعذب واشعر من كلماتك التي سكبت دمعت عيني حقا لن تفي يدي من التعبير لك باعجابي باسلوب خط قلمك الامع في ارجاء هذه العالم المليء بالاقلام لكن انتي اتحفتي ناضري وقلبي وبعثي الامل في قلبي لكي اخوض هذه الحياة بدون عثرات تكدر علي صفاء عيشي في وسط دنيا مليئ بالهموم

بيلسانهـ يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.