الجمعة، 31 يوليو 2009

حين ينزفُ الشوق .. أموت!


حين ينزفُ الشوق .. أموت!


شوقي للبحر يمدُ يدهُ إلى فؤادي ويعصرُ ما بداخلي من أمل ليخرج من عُصارة القلب اسمك ...
أكان يعرفك البحر , أم أنت من يعرفه ..؟!
ظننتَ بأني سأراكَ هُناكَ تأخذني مع أشقائي بالأحضان .. مع رفقاء الطفولة .. التوأم ( الشقيان) وبنات العمة ومع الكثير من المرح ..
وظننتُ السماء سترد دعائي بحبات المطر التي أعشقها وأتمتمُ بقلبي حينما تتساقط ما أتمناه ..
يملكني البحر ويحويني المطر ويعشقني الهواء البارد ..
تركيبةٌ غريبة .. أليس كذلك ؟!
كلا .. بل أنا من أعشق البحر والمطر والهواء ..
في آخر ليلة مخملية حواها المطر الذي أخذ يعصفُ بآمالي كثيراً .. كنتَ معي وضحكت كثيراً على جنوني ..
نعم أنا عند لحظات المطر .. أعود إلى الطفولة .. ومع كل قطرة أردد ( طاح مطر واجد وانزلحت أم راشد )!
شقاوة الطفولة .. عند بيوت الجيران كانت هكذا تماماً !
ضحكاتكَ معي في تلكَ الليلة إذاً كانت تحمل سر الوداع !
يا لغبائي لم أدرك بعد أن كل تلك الأيام الجميلة كانت لحظات وداع !

اليوم كان قلبي يخفقُ كثيراً بالشوق لك .. ولمن غادروا أرض الوطن في أيام رحيلكَ عني .. وعاد بعضهم اليوم ..
وها قد عادت اليوم صديقة الطفولة التي تٌلقبها ( بالمديرة دائماً ) .. عادت وهي تحمل همي فاجأتني بدخولها المنزل عند الحادية عشر مساءً .. كم سُعدتُ بمجيئها ..
حاولت كتم الدموع كثيراً ونجحتُ في ذلك ..
لكن هذه المحاولة لم تنجح في آخر لحظاتها ..
فما ان سمعت صوت والدها الذي دخل منزلكَ حتى صُدمت بالذكريات تُحاصرني من كل حدبٍ وصوب ..
هذه الصديقة .. جارتي التي لم أفارقها بشقاوتي منذ الطفولة وهي كذلك .. أهلها أهلي وأهلي أهلها ..
والدها أقبل يحمل في قلبه آهات لفراق والدي ..
وهذا ما زعزع كياني .. حتى انتفضت روحي ألماً لفقدكَ المفجع ..
أخذتُ بنفسي المنكسرة إلى غرفتك المُظلمة ..
أشعلت الأنوار التي ما عادت تضيء كما كانت أيامك ...
وأخذت بصورتك التي احتضنها جدارك الأبيض إلى حضني , وحدثتكَ عن هذا اليوم الصعب ..
أسمعتني ؟! أشعرتَ بوحدتي ؟! أأحسست بثقل دنياي وهي بعيدة عنك؟!

يا والدي .. الليل يمر من بين عيوني بصعوبة .. فأغفو عندما تطلع الشمس عليّ بأنوارها عند الساعة الثامنة صباحاً .. أتعلم لماذا ؟!
لأنني في كل ليلة .. أتقلبُ الفراش كثيراً وأمددُ أملي فيك .. ولا أتوقفُ أبداً عن الاتصال بك.. فلا أسمع من هاتفي إلا ( لا يمكن الاتصال حالياً بالرقم الذي طلبته ) !
فأدركَ بعد لحظات بأني قد جُننت .. وهاتفكَ يقبع منذ فترة طويلة في خزانتكَ وهو مغلق!
سحابة الشوق ستمكثُ كثيراً في سمائي .. حتى آخر عُمري ..
موعدي مع البحر سيكون في تمام ساعة الجنون وعند انتصاف العمر !
السبت سأكون هناك .. حتى تحين ساعات اللقاء ببعض الذكريات الجميلة التي صنعتها لي وللجميع لتكون بعد رحيلك لحظات وداع كشفها فراقكَ الأخير !
يشاركني وحدتي ( الكتاب) الذي أجدُ بين صفحاته ما يخففُ عني .. أقرأ بجنون حتى أسيطرُ على جنون شوقي لك !

الثلاثاء، 21 يوليو 2009

و رحل صاحب حكايتي ...


و رحل صاحب حكايتي ...
(حكاية اليُتم بدأت )



أغلقت جفني المُتعب عند الساعة السادسة صباحاً وشردت في نومي أبحث عن أمنياتي هناك ..
عند الساعة الحادية عشر و45 دقيقة صباحاً جاءتني الحنون (أمي ) ..
بتول .. حان موعد الصلاة .. انهضي ..
ناظرتها وأغمضت جفني مرة أخر وكأني كنت أتهرب من الساعة الفاصلة بيني وبينه وبين الجميع ... رُحت ضحية الساعة الأخيرة من عُمره ..
(راح الحنون )
أيقظتني عند الساعة الثانية عشر و45 مساءً هذه الصرخات .. حسبتها من ضمن الكوابيس فتثاقلتُ في النهوض .. لكن الصرخة الثانية جاءت على قلبي أقوى!
(راح ... راح .. الحنون .. )!
رميت بفراشي والتقطت نفسي .. الصوت .. انه .. انه .. صوت جدتي .. نعم ووالدتي ...
فتحت باب القاعة بجنون .. التقطت نفساً آخر على أعتاب الدرج .. ربما أحلم ..
وربما يكاد الحلم يموت ..
لكن ..
أخذت أسرع في نزولي حتى كنت على وشك السقوط ..
عند آخر الدرج وصلت ..
فرأيت زوجة عمي تقف ويدها على رأسها ..
لم أعرها اهتمام .. ( فربما أنا ما زلت في كابوسي) ..
دخلت القاعة .. ومن خلف الجدران كنت أسمع صوتها ( أعني جدتي ) ..
تصرخ ... ( راح الحنون ) ..
أخذت أصرخ بجنون: .. كفي عن كلامكِ هذا .. وعدني بالعودة وسيعود ..
جاءتني زوجة العم الراحل ..
أبعدتها .. وأخذت الهاتف .. اتصلت على عمي .. فلم يجبني ..
اتصلت بأختي هي كذلك لم تجبني ..
اتصلت بوالدتي وبعد عناء ردت وكنت على أمل سماع صوته :
لم يمت؟! صحيح ..؟!

مات .. مات .. مات ...
أمي ... أرجوكِ دعيني أسمع صوته .. دعيني ..
ماااااااااااات ..
وانتهى كل شيء !

تذكرت الصلاة ... توضأت ... لبست الحرام ووقفت أمام ربي أناجيه .. اشتد ألمي فسقطت على الأرض .. لكني قاومت الألم .. فنهضت .. نهضت أنتظر عودة الأمل في حياتي ..
تذكرتُ وجهه بالأمس .. كان بصحة جيدة .. لكنه تهرب كثيراً مني .. لم تناظرني عينه .. وكلما تأملت فيها دمعت ..
تذكرت كثرة دخولي عليه .. رددتها كثيرا ( مع السلامة )!
رددتها كثيراً حتى إن أختي الكبرى تعجبت لذلك ..
وكلما أردت الخروج من تلك المقبرة الصغيرة المجهزة بأجهزة الموت عدت لألتقط صورته ..
خرجت بعدها من تلك الغرفة واحتضنت ألمي عليه .. وبكيت كثيراً في ذلك الممر ..
كان الجميع يردد عليّ : لمَ البكاء .. الوالد بصحة أفضل اليوم !

عودة لألم اليوم الأخير ..
18 – 7 – 2009
السبت
الموافق 25 من شهر رجب ( وفاة الإمام الكاظم (ع))
وقفت عند الباب .. كنت أنتظر عودته ..
أبي أنا أقف في انتظارك ..
فما رأيت سوى يتاماه من بنات العائلة وشبابها يدخلون المنزل والأسود التعيس يلوح عل رؤوسهم ..
الأهل .. الجيران .. وأهل القرية .. اجتمعوا وأنا ما زلت عند عهده .. (سيعود )
دخلت ابنة عمي وأنا ما زلتُ واقفة عند الباب .. وما إن سمعت بكائها حتى صرخت بوجهها ..
كفى لمَ البكاء .. والدي لم يرحل .. كفـــــــى!
لم أزل في صدمتي ..
عدت إلى سجادة صلاتي ووقفت أمام ربي ..
فإذا بصوت الحنون أمي ..
ركضت مسرعة .. كانت تجلس عند باب القاعة وصوت بكائها يقطع أوصال أملي بعودته ..
احتضنتها .. أمي .. والدي لم يمت .. لم يمت .. أجيبيني ..
احتضنتني .. مات .. راح الحنون .. راح من كان يحبكِ ويخشى عليكِ من كل شيء .. راح ..
أمي .. مريم .. جدتي .. لمَ هذا الكلام ..
والدي لم يمت .. لم يمت .. التقطتُ النفس الأخير بين أحضان أمي .. وأخذت بجنازة أمل عودته ألوذ بنفسي ..
حتى حان موعد رؤيته ..
الساعة الرابعة عصراً في المقبرة ..

رأيتُ وجهه لآخر مرة في حياتي ..
كان أبيض .. حيانا بابتسامة خفيفة وكأنه أراد أن يقول .. الراحة بين رحمة ربي ..
قبلته على جبينه المعصب بقطعة من الكفن .. انتظرت رد هذه القبلة .. انتظرت مد يده الحنونة .. انتظرت صوته .. انتظرت نظرات الحنان والحب منه ..
للمرة الأولى لا أجد ما انتظر منه ..
أمنته الزهراء وآل البيت .. وخرجت بين المودعين له في انتظار خروج الجنازة .. خرجت مكسورة الخاطر ..

يا روحي وحياتي وأملي .. يا اسمي ومعناي يا هوايّ يا نبضي يا عمري يا كياني أنت ..
يفصلني عنك عُمرٌ بيد الرحيم ..
يفصلني عنك حدود الموت ..
يفصلني شوق أهديتني إياه ..
وتفصلني السماء عنك ..
لم أتقن بعد دور اليتيمة .. وربما لا أستطيع إتقان هذا الدور البطولي الكبير الذي لطالما سمعتُ عنه .. ولكن لقضاء الله وقدره حكمة في ذلك ..
رغم الدموع الساخنة .. ورغم الألم .. ورغم حرارة الشوق والبعد ورغم قسوة الموقف .. ورغم كل الذكريات ..
ما زلت معي .. روحك لم تفارقني لحظة واحدة ..
أنا بتولك .. تلك التي لا معنى لها بدونك ..
عهداً مني أن أكمل الدرب برفقة روحك ..
تغمدك الله في جنانه يا أيها الحنون ..
الكل يذكرك بالخير والطيب من الكلام فيأخذ بدموعي إلى شفتاي وهناك أزرع ابتسامة في وسط صحراء الشوق الممتدة ..
أحبك .. أحبك .. أحبك ..
أشتاقُ إليكَ كثيراً
وبين رحمة الله أنثر شوقي وألملم ألمي على فراقك ..
في أمان الله وملائكته .. يا والدي .. يا صاحب حكايتي ..

الثلاثاء، 14 يوليو 2009

إيران في عيون الإعلام العربي !


إيران في عيون الإعلام العربي !


البارحة وأنا أشاهد إحدى القنوات الإخبارية .. استوقفني عنوان كان على مدار الساعة يعرض حينها .. (إيران وأزمة الرئاسة ) هذا إذ لم تخني ذاكرتي .. المهم .. جرت العادة أن أستمع جيداً لمثل هذه الأخبار وأحاول كتم الأنفاس التي تلازمني في القاعة .. لكن في هذه المرة أطلقت نفساً عميقاً من حرارة ما كنت أسمع وأرى .. الخبر الأول ذكر أن هناك فتاوى صدرت ضد حكم نجاد تطالب بسحب الحكم منه !
وذلك لعدم استحقاقه هذا المنصب بحسب الأخبار المذكورة !
بعدها عرضت صور لمناوشات جرت بين الأمن الإيراني وبين المحتجين على حكم نجاد وفوزه بالانتخابات !
راودني سؤال حينها ..
ماذا لو كانت إحدى الدول الخليجية تتعرض لمثل هذه الأزمة العابرة والتي في اعتقادي لا أرى أهمية كبرى لهذا التضخيم الإعلامي ؟!
ماذا لو كانت إحدى هذه الدول تتعرض لنفس هذه الأزمة ومن الشعب بأكمله ؟!
ماذا لو الحاكم ظالم بكل ما تحمله الكلمة من معنى والشعب مظلوم ؟!
ماذا لو راح الشعب من أطفال ونساء وشيوخ ضحايا لظلم عائلة حاكمة ؟!
ماذا لو كانت انتخابات هذا الشعب تلوح في الأفق بزيفها وخيانتها لصوت المواطن الصالح ؟!
ماذا لو سُحقت فئة معينة من هذا الشعب لصالح الأراضي والأموال ؟!
وماذا لو كان الشعب ضحية لمؤامرة على جزيرة حاصرتها وحوش الطمع والجشع .. وصارت خالية من كل شيء .. من الماء والنخل ومن بحور النفط ؟!

عجبي لقناة إخبارية عربية .. تبثُ ما تبث وتحاول العبث بمصداقية الأخبار لصالح أكبر عدو للإسلام ..
أسفي .. وخجلي .. على ما رأيت البارحة ..
إذاً .. خذوا البحرين مثالاً ..

السبت، 11 يوليو 2009

الممر الأزرق يخنقني !


الممر الأزرق يخنقني !


(ما يؤلم القلوب.. عندما لا تجد يد حنون تمسح عليك وأنت على فراش المرض) ..

الانتظار في ممراتهم الزرقاء تخنقني .. فتأتي على هوائي وتحاول العبث بأعصابي ... ولولا الضرورة لما فارقته لحظة واحدة .. لكن ملاك الرحمة ( ويا لها من رحمة) طلبت مني ذلك .. أثناء قيامها بالفحص الطبي .. أخذت هاتفي وخرجت من الغرفة .. وقفتُ عند الباب لفترة ولم تخرج .. كنتُ قلقة حينها.. وهذا ما دفعني إلى المشي في ذلك الممر الخانق .. وحدي أنا ..
كان صوت حذائي مزعج .. لذا حاولت السير بخفة .. وصلت في نهاية الممر .. وكان باب إحدى الغرف مفتوح .. فضولي وربما شفقتي وحزني على ما كنت أرى جعلني أقف لبضع دقائق عند باب تلك الغرفة ..
أوجعت قلبي أكثر .. امرأة مسنة على سرير أبيض .. ترعاها يد أجنبية ..
(ماما مو جدي ياكلون .. انتي مو بيبي ماما) ..
ياه .. أخذتني دموعي إلى حال هذه المسكينة .. تذكرت ابنتها .. نعم نعم أظنها ابنتها .. جاءت لمدة ربع ساعة وخرجت بالأمس .. رمت بثقل هذه المسئولية على خادمة ربما تخدمها بكل ما تستطيع لكنها تفتقد للحنان والحب ..
بكيتُ كثيراً حينها .. ( ربما لأني أوصف دائماً بالحساسة ) لكني لا أعتقد بأن هذه المواقف تتحمل نظرة شفقة فقط .. لو كان بيدي لدخلتُ وأطعمتكِ بنفسي ..

موقف آخر في ممراتهم التعيسة ..
خرجت من غرفة والدي متجهة إلى (الكافتيريا) لشراء الماء .. وفي الطريق ..
اصطدمت بعجائب الدنيا من رجل مسن خلا من الاحترام .. للمرة الأولى أرى في حياتي رجل في هذا العمر يتلفظ بألفاظ المراهقين ويا أسفي .. هو بين رحمة الله وفي نعمة الشفاء من الذنوب لكنه لا يعي لذلك .. ناظرته باستخفاف وأدرت بظهري ..

موقف أكثر تعاسة ..
بينما أنا أتحدث في الهاتف مع والدتي في الممر التعيس وإذا بصوت أحد المرضى يؤن من شدة الألم ..أغلقت الهاتف وصرت أتألم مع صراخه ..
تعجبتُ لملائكة الرحمة وهم يتسامرون .. إحداهن كانت تتحدث بصوت عالٍ عن حفلة العرس التي حضرتها ليلة البارحة وعن الوجبة المقدمة للمعازيم وعن فستان العروس وحركات العريس !
والأخرى .. تضحك على ما تسمعه محاولة التعليق على كل ما تسمع من زميلتها ملاك الرحمة!
والمريض يصرخ وينادي ولا من مجيب !

صرت أبحث عن مفهوم الملاك في قاموس وزارة الصحة فلم أجد .. إذاً لا ملائكة للرحمة إلا ملائكة الله ..

الجمعة، 10 يوليو 2009

لغة الأرواح اختلفت لتثبت أن الصبر عنوان المؤمنين .. عند فاطمة اليابانية ..


لغة الأرواح اختلفت لتثبت أن الصبر عنوان المؤمنين .. عند فاطمة اليابانية ..
سنكون صابرين وليكن الله في عوننا ..



ربما ابتعدت حكايتي عن فاطمة اليابانية وزوجها علي كثيراً وذلك للظروف التي داهمت حياتي واخترقت فلك تفكيري .. لكن إحساسي بالواجب اليوم دفعني لأن أكتب ما سمعتُ تماماً ..
عدتُ من المستشفى وأنا شبه منهارة .. (فقط أحتاج دعائكم لوالدي وهذا يكفيني) .. فجلست مع أخواتي .. كلٌ منا تناظر الأخرى وتحاول التخفيف .. لم تخلو عبارتنا من صبر زينب .. وآل البيت وكراماتهم .. ورحمة الله الواسعة .. وفي الحديث عن الصبر .. صدمتنا أختي الكبرى بخبر مر عليه زمن طويل ولأسباب عدة لم تخبرنا .. وكما صدمنا سيصدمكم ...
في اتصالاتها دائماً ما كانت تقول لنا :
علي بخير..
علي عاد كما كان ..
علي يعيش حياته العادية ..
علي .. وعلي .. وعلي ..
ونحن في فرحة عودة علي وبيده فاطمة ..
الأحلام الأماني والأفكار والهواجس والصبر والحب والألم والأمل وشراكة الحياة الطويلة .. لم تنتهي عند فاطمة اليابانية .. عند موت علي ..
نعم .. مات .. مات منذ شهرين ونحن بلا علم ..
بررت فاطمة إخفائها هذا الخبر بصبر لا حدود له .. لتثبت لنا بأنها دخلت الإسلام روح لا جسد يحكمها..
الغريب في صبرها .. أنها ورغم (موته).. حبيبها وروحها وزوجها وعمرها وما جرى فيه .. مارست حياتها وافتتحت المركز الإسلامي وباشرت مهمتها في نشر الإسلام وتعليم مبادئه ..وحتى اتصالاتها لم تنقطع عنا .. وكلما سألناها (كيف حاله ؟)أجابت( علي بخير) ...
صبركِ أعطاني جرعة أمل .. (إن الله مع الصابرين ) ...
وما فعلتِ كان برهان حق على صبرك وتحملكِ لكل شيء من أجل الإسلام .. من أجل الحق .. وأظن بأن علي كذلك تماماً .. دخل الإسلام على يديك .. وبعدها باسبوع دخل في صراعه مع المرض .. وبعدها بشهرين جاور ربه .. وهو يحمل راية محمد وعلي .. وأثبت أن إسلامه لم يكن لإنسانة عشقها وذاب في حبها .. لا بل أثبت أن الإسلام دين الحق .. بصبره وصراعه لمرض كان البلاء والدواء لشفاء النفس من علل الدنيا ..
يا فاطمة .. لغة الأرواح اختلفت لتثبت أن الصبر عنوان المؤمنين ..
سنكون صابرين وليكن الله في عوننا ..

الأربعاء، 8 يوليو 2009

حكاية السابعة عشر من العُمر .. انتهت!



حكاية السابعة عشر من العُمر .. انتهت!


وكأن السابعة عشر من العُمر تمضي مع بداية يومٍ جديد !
وها أنا أخوض الثامنة عشر بما تحويها .. ويبقى علمها عند الله ..
في كل عام أغلق جفني وأتمنى ما أريد ببساطة ..
اليوم .. أغمض جفني بصعوبة بالغة .. فما أتمناه أكبر من حفلة أو هدية .. أكبر بكثير !

أهلي .. أحبتي ..
العام الماضي .. احتفلتم بي في أجواء بهيجة ..
عُقد قران ابنة العم ...
وخرج المعازيم .. من قاعة الجميرا ..
وكانت الساعة حينها تشير إلى الواحدة ما بعد منتصف الليل ..
ففاجأتموني بحفلة وردية ..
هنأتموني بعامي الجديد .. فقطعت كعكتي وكأني أمزق سواد ما مضى ..
وتمنيتم لي ما تمنيتم .. وأنا كذلك .. أهديتموني الورد والهدايا ..
كم كنتُ سعيدة حينها بحفلتكم هذه .. لم أتوقع أبداً ..
ما زلتُ أحتفظ برسائلكم القصيرة فما إن حانت الثانية عشر حتى سُعد هاتفي بوصول الأحاسيس عبره .. اليوم طلبي يختلف عما مضى ..!

و في بداية عامي الجديد هذا ..
وقبل كل شيء .. لا أريد أن يلازمني هذا الأسود التعيس ..
أنا أملك قطرة أمل سأهديها لكم .. فاهدوني دعائكم له ..
يكفيني صدقوني ..
كنتُ سأكتب في الأعلى لا طعم للثامنة عشر .. لكن إحساسي بمن يشعر بي ويقدر هديتي البسيطة منحني أملا في أن لا أكتب هذه العبارة ..
بل .. سأكتب وأنا أحملُ أملاً زينبياً لطالما صارع المصائب ..
للثامنة عشر طعم جديد .. يحتاجُ إلى من يكتشفه مع الأيام .. معكم .. وبين هذه السطور أطفئت شمعتي وودعتُ السابعة عشر .. أراكم معي تشعلون شمعة العمر الجديد..
لا تنسوا هديتي .. دعائكم لوالدي ..


الخميس، 2 يوليو 2009


لم أجد عنواناً مناسباً يشبه كلماتي تماماً ..



ساعتي تشير إلى الثالثة والنصف مساءً.. لتعطيني الضوء الأخضر... وتزلزلني نداءات أمي : إلى متى .. تأخرنا ..
حسناً .. قادمة ..
أحمل حقيبتي السوداء التي أصبحت ملازمة لي .. ولا أعلم لماذا .. ربما لأن لونها يقرب لما أراه هذه الأيام .. رغم النقاط الشفافة التي ما خذلت دموعي وبكائي في كل ليلة ..
أحملها فأحس بثقلها وفي كل يوم .. أحاول التقليل ..
أرمي بدفتري الصغير جانباً..و بقلمي .. بمحفظتي.. وبعض الأغراض التي كانت تلزمني ....لكني أعاود حمل المحفظة .. لأنها تحمل ذكراه .. !
في طريقنا ... تأخذني ذاكرتي لأيامه...
أحاول كتم دموعي .. فأكتم أنفاسي ... تأخذني نداءات أختي ..
بتول .. وصلنا ..
تبدو خطواتي ثقيلة جداً ..
نصل إلى المصعد .. أضج في داخلي .. : أفف يقتلني هذا الكم الهائل ..
تصارعني حبات الهواء الخانق .. فأصرخ بصوت أظن أن نفسي لا تسمعه : يا رب سئمت المجيء إلى هنا ..
نصل إلى غرفته وفي الطريق .. أحاول رسم ابتسامة مصطنعة .. أفتح الباب .. فيبدو لي وجهه البشوش .. أتقرب إليه .. يمد يده وكأنه يحتضنني بحنانه .. أقبله على جبينه .. فأموت وأنا أراه يفترش سريراً أبيض خلا من حركته وراح يصارع شهرين من المرض ..
والدي أأنتَ بخير ..؟
الحمدلله .. وأنتِ .؟
أنا بخير ما دمتَ بخير ..
يناظرني .. فيبتسم .. بتولي .. ما أخبارها ؟
لا أستطيع لملمة جواب مقنع .. أأقول أنني بخير وأنا أراكَ على هذا الحال ..
ماذا أقول ... أأقول بأنني مشتاقة إليك .. أحتاجكَ في كل شيء .. أأقول بأنني ودعت النوم منذ زمن لأني لم أعد أسمع صوتك في كل مساء ؟ أأقول بأنني لم أعد بتولك التي لا تفارقها ابتسامتها حتى وهي تضج بالبكاء ..؟!لا أعلم ما أقول ..
أقولها بعد صمت مؤلم : الحمدلله .. ما دمتَ أنتَ بخير فأنا كذلك ..
....

وها أنا اليوم أخرج من غرفتك لعدم مقدرتي على أن أراكَ كما رأيتكَ اليوم .. أين من يقبل الجميع على رأسه في كل جمعة ..؟!
أينَ من يحضن الصغار .. ويلم الكبار ؟!
أين من يهتف بدخوله الجميع : نور البيت ..
لا أحد .. اليوم قطعت قلبي ..
لمَ لازمت الفراش طويلاً وقلتها : لا أستطيع الحراك ..؟!
لمَ ناظرتنا وكأنكَ تقول : لا تنظروا إليّ ..
لمَ لم تعد تجلس بالقرب منا وقد كنت ترفض أن نبعد عنك ؟!
ضعفَ قلبي وهو يراك على هذا الحال ..
أخذت نفسي .. وفي ذلك الممر ..بكيت .. ولم أجد من يلمني بين أحضانه إلا ذاك الجدار الأبيض ..
لم أستطع الجلوس أكثر .. أخذت نفسي بعد توديعك .. إلى ذلك الشارع ..
كنت للناس مشهد مؤثر هذا اليوم .. لأول مرة .. أبكي بشدة أمام مرأى الغير ..
ما عاد يهمني شيء سواك ..
وحدها يد حفيدتكَ الصغيرة مسحت دمعي وهي تلاعب في أحضاني وكأنها تشعر بأني على وشك الموت حينها ..
بربي ثقتي كبيرة .. ستعود يوماً ما كما كنتَ تماماً ..
أنا في انتظارك ..
لا تنسوه من فيض دعائكم ..
سأبقى أرددها (حمداً لله)..