الجمعة، 10 يوليو 2009

لغة الأرواح اختلفت لتثبت أن الصبر عنوان المؤمنين .. عند فاطمة اليابانية ..


لغة الأرواح اختلفت لتثبت أن الصبر عنوان المؤمنين .. عند فاطمة اليابانية ..
سنكون صابرين وليكن الله في عوننا ..



ربما ابتعدت حكايتي عن فاطمة اليابانية وزوجها علي كثيراً وذلك للظروف التي داهمت حياتي واخترقت فلك تفكيري .. لكن إحساسي بالواجب اليوم دفعني لأن أكتب ما سمعتُ تماماً ..
عدتُ من المستشفى وأنا شبه منهارة .. (فقط أحتاج دعائكم لوالدي وهذا يكفيني) .. فجلست مع أخواتي .. كلٌ منا تناظر الأخرى وتحاول التخفيف .. لم تخلو عبارتنا من صبر زينب .. وآل البيت وكراماتهم .. ورحمة الله الواسعة .. وفي الحديث عن الصبر .. صدمتنا أختي الكبرى بخبر مر عليه زمن طويل ولأسباب عدة لم تخبرنا .. وكما صدمنا سيصدمكم ...
في اتصالاتها دائماً ما كانت تقول لنا :
علي بخير..
علي عاد كما كان ..
علي يعيش حياته العادية ..
علي .. وعلي .. وعلي ..
ونحن في فرحة عودة علي وبيده فاطمة ..
الأحلام الأماني والأفكار والهواجس والصبر والحب والألم والأمل وشراكة الحياة الطويلة .. لم تنتهي عند فاطمة اليابانية .. عند موت علي ..
نعم .. مات .. مات منذ شهرين ونحن بلا علم ..
بررت فاطمة إخفائها هذا الخبر بصبر لا حدود له .. لتثبت لنا بأنها دخلت الإسلام روح لا جسد يحكمها..
الغريب في صبرها .. أنها ورغم (موته).. حبيبها وروحها وزوجها وعمرها وما جرى فيه .. مارست حياتها وافتتحت المركز الإسلامي وباشرت مهمتها في نشر الإسلام وتعليم مبادئه ..وحتى اتصالاتها لم تنقطع عنا .. وكلما سألناها (كيف حاله ؟)أجابت( علي بخير) ...
صبركِ أعطاني جرعة أمل .. (إن الله مع الصابرين ) ...
وما فعلتِ كان برهان حق على صبرك وتحملكِ لكل شيء من أجل الإسلام .. من أجل الحق .. وأظن بأن علي كذلك تماماً .. دخل الإسلام على يديك .. وبعدها باسبوع دخل في صراعه مع المرض .. وبعدها بشهرين جاور ربه .. وهو يحمل راية محمد وعلي .. وأثبت أن إسلامه لم يكن لإنسانة عشقها وذاب في حبها .. لا بل أثبت أن الإسلام دين الحق .. بصبره وصراعه لمرض كان البلاء والدواء لشفاء النفس من علل الدنيا ..
يا فاطمة .. لغة الأرواح اختلفت لتثبت أن الصبر عنوان المؤمنين ..
سنكون صابرين وليكن الله في عوننا ..

هناك تعليق واحد:

واحة خضراء يقول...

زينب عليها السلام بقوتها الايمانية وقفت عند ابا عبد الله وهو مضرج بدمه ارواحنا له الفداء قالت " اللهم تقبل من هذا القربان "

وفاطمة اليابانية رغم فراقها في ذلك الوقت وهي تخبركم بكلماتها " انه بخير " ليست كلمة بسيطةً على قلبٍ مفجوع


عظم الله اجركم واجرها