الجمعة، 23 مارس 2012

كل مارس و نحن بخير ..


كل مارس و نحن بخير ..

إلى أمي وليالي السهر والعناء

 إلى عيوني التي أرى بها كل جمال الدنيا رغم سوادها 

إلى قلبها الكبير ..

احتفلنا بأمهاتنا في العائلة لأول مرة بعد رحيل والدي .. كان معنا , شاركنا ضحكنا وحديثنا وأمانينا .. شعرت بيديه تمر على قلبي , تمده بالأمل ..

ولأننا في بلد أشبه بفلسطين .. تجوب شوارعه المدرعات صباحاً ومساء .. انتهت حفلتنا مساء اليوم على أصوات القمع العنيف !

كل مارس ونحن بخير رغم أنوف المرتزقة :)

الاثنين، 12 مارس 2012

حكاية 14 فبراير ( 5 ) : 13 مارس .. يوم الطائفية الدامي !



حكاية 14 فبراير ( 5 ) :

13 مارس .. يوم الطائفية الدامي !


منذ فترة طويلة وأنا أحلم بوقت أتفرغ فيه لكتابة ما يجول بخاطري واليوم وجدت الفرصة  .. عدتُ من الجامعة مبكراً - بعد محاولاتي الفاشلة في التواصل مع دكتورة الاتصال السياسي بعد اتصالي بها أكثر من مرة إذ أن هاتفها كان مغلقًا -  .لأعلم فيما بعد بأنها اعتذرت عن محاضرة اليوم .. وجدتها فرصة سانحة في الذهاب إلى كوستا  لإتمام بعض الأمور المهمة . جلستُ أدون أفكاري وأعيد قراءتها ,فشردت إلى محاضرة اللغة الإعلامية .. كيف يتجرأ البعض على إهانة فئة كبيرة من المجتمع في كل محاضرة بوصفنا ( بالمخربين والخارجين عن القانون ) ؟
لي زميلة تتفنن في كتابة مقالاتها , وتتفنن أكثر في شتمنا من خلالها بلباقة ؛ ويشجعها الدكتور على ذلك بطريقة أو بأخرى ,فعندما تنسب إلينا الخيانة والتمرد والحقد يقول لها الدكتور مشجعاً ما تكتبه " مفرداتك قوية جداً " !عجبي .. ألا يوجد مفردات أكثر قوة وتأثير كالحب والأمانة والوفاء و التسامح والصدق , هذه المفردات يا دكتوري تخرج من القلب لتدخل القلب مباشرة !

اعتدنا على هذه الصفعات في كل محاضرة منذ الثورة وحتى الآن .. عادت بي ذاكرتي إلى الفصل الأكثر ألماً علينا جميعاً بعد حادثة الجامعة المؤلمة في مارس 2011 ,فقد تعرضنا لمضايقات كثيرة سواء من الطلبة أو الأساتذة ,وحتى الفصل الدراسي الماضي رغم أن موادي كان ممتعة جداً لكنها تحتاج لمجموعة من الزملاء يبادلونني الاحترام والثقة وهذا مالم أجده .. درست أكثر المقررات شقاءًا وعناء و عملت على إنجاز مشروعي النهائي بمفردي ,فقد كان عبارة عن إنتاج ( فيلم وثائقي ) ..قمتُ بكتابته وتصويره وإخراجه بمفردي ولا أنكر مساعدة بعض الزملاء وقت فراغهم .. كنتُ أحمل هماً في قلبي . أجلس في كل ليلة أفكر في كيفية تصوير لقطاته .. حجز الاستيديو .. اختيار الشخصية .. إعداد الأسئلة .. المونتاج .. الإخراج .. الشكل النهائي .. والأصعب من كل هذا .. بعد أن اخترت شخصية الفيلم واتفقت معها رُفض  اسمها !
طُلب مني بعدها اختيار 3 شخصيات للاحتياط وجميعهم رفضوا لأنهم (  خونة )!  يتحدثون لهجتي ويدافعون عن حقوقي .. قيل لي ابتعدي عن السياسة ,فاخترت شخصية ثقافية .. فقالوا لسلامتكِ اختاري شخصية أخرى .. فاخترت شخصية رياضية و رُفضت أيضاً .. أذكر يومها لم أتمالك نفسي .. بقي أسبوع عن موعد التسليم وكل الأسماء المطروحة تم رفضها !!
و لولا توفيق الله لم أنجز هذا المشروع المُتعب مع أحد زملاء الدراسة وهو مذيع بعدة قنوات . كلما شاهدتُ فيلمي  اغرورقت عيناي بالدموع .. ليس لأنه رائع ولكنني أتنفس فيه  دخان الطائفية الخانق .. أذكر معاملتهم .. أذكر حُلمي في إنجازه بشكل أجمل وأقوى .. أذكر فيه كلامهم القاسي .. أذكر زميلاتي من الطائفة السنية .. يمرون بلا سلام ولا كلام ..كم كانت أيامنا جميلة معهم رغم كل شيء !وكم أحنُ إلى ذلك !!

غداً سيحتفل البعض على جثث الشهداء من جديد , وسيبكي البعض على ذكرى مؤلمة عاشوها بتفاصيلها .. غداً في الجامعة سنذكر زملاء كانوا معنا يرون , و يسمعون , و يتكلمون , و يتحركون .. لكنهم  بعد 13 مارس 2011 (يوم الهجوم على الجامعة ) ما عادوا يتحركون مثلنا إما لأنهم في السجون أو لأن الإعاقة قضت على مستقبلهم وآمالهم ..

غداً ستدق أجراس ذاكرتي عند السابعة صباحاً .. كانت درجة حرارتي مرتفعة جداً .. جاءني اتصال ليخبرني بالهجوم على المرفأ المالي عند الدوار .. تحديت المرض وذهبت .. رأيت العديد من الجرحى والمصابين .. ليأتيني اتصال آخر من زميلتي بالجامعة تطلب مني الحضور والمشاركة في المسيرة التي جالت أرجاء الجامعة  فاعتذرت .. اتصلت بي مرة أخرى  بعد وقتٍ قصير لتخبرني بالهجوم على الجامعة .. كنتُ معها عبر الهاتف أسمع صوت الصراخ والبكاء .. لم يكتفوا بقتل وضرب وسجن الطلبة .. بل دمروا أجمل العلاقات الاجتماعية وأقواها .. صدى صوت هذا الشعار يزلزل كياني بعد عامٍ من الثورة وبعد عامٍ من دخول درع الجزيرة , وبعد عامٍ من الهجوم على الجامعة " أخوان سنة وشيعة هذا الوطن مانبيعه " !


ملاحظة :

·         هذه المرة لم أكتب الأحداث بتسلسل .. لكنني سأعود لأسرد بقية تفاصيل فبراير 2011 إن شاء الله .

·         الصورة المرفقة التقطها يوم الهجوم على المرفأ المالي وهو يوم الهجوم على جامعة البحرين أيضاً 13 مارس 2011 .

 

السبت، 10 مارس 2012

لو أنه يحبنا فقط كما نُحبه !




لو أنه يحبنا فقط كما نُحبه !

الأحداث الماضية كثيرة ومعقدة .. كلها على بعضها أوجاع وأوهام وآلام .. سقط قناع الدنيا وما عدنا بحاجة للعبة الوقت .. لن أنتظر حبات الرمل تعد لي أيامي ..

لا ثقة في الناس و لا  في العالم .. صدقوني سيأتي ذلك اليوم الذي يأخذ الله بثأر كل مظلوم .. أقف مدهوشة وأنا أقرأ عن قدرة الله في جبر القلوب المكسورة .. لا يهم بماذا كُسرت .. بكلمة أو بحركة أو بموقف لا إنساني .. المهم أن الله منتقم جبار ..



....

كم ظُلمنا ..وكم تعذبنا ؟ وكم بكينا على عمر مضى منا بلا رجعة ؟وكم تألمنا لأننا جُرحنا ولم يكن هناك من يداوي جراحنا إلا الله ؟

هذا كله لا يهم أمام شابٍ لم يتعرف على مستقبله بعد .. لم يُكمل رسم أحلامه .. لم يُلون جدار آماله .. خطفه الموت سريعاً وذهب بلا رجعة !

كنتُ سأتحدث عن مسيرة أمس الجمعة  9  مارس  .. لكنني مشغولة بالتفكير في عُمر  ( فاضل ) ..

لو أن هذا الوطن يحبنا كما نحبه , ويعشقنا كما نعشقه ويتمنى لنا الخير كما نتمنى له .. لمنح فاضل وعلي الشيخ  و سيد أحمد وعباس ومحمد يعقوب والحاج عيسى وعلي بداح  ومحمود وعلي المؤمن  وووو .. لمنحهم عمرًا يكفيهم لترميم جراحه !