الخميس، 2 يوليو 2009


لم أجد عنواناً مناسباً يشبه كلماتي تماماً ..



ساعتي تشير إلى الثالثة والنصف مساءً.. لتعطيني الضوء الأخضر... وتزلزلني نداءات أمي : إلى متى .. تأخرنا ..
حسناً .. قادمة ..
أحمل حقيبتي السوداء التي أصبحت ملازمة لي .. ولا أعلم لماذا .. ربما لأن لونها يقرب لما أراه هذه الأيام .. رغم النقاط الشفافة التي ما خذلت دموعي وبكائي في كل ليلة ..
أحملها فأحس بثقلها وفي كل يوم .. أحاول التقليل ..
أرمي بدفتري الصغير جانباً..و بقلمي .. بمحفظتي.. وبعض الأغراض التي كانت تلزمني ....لكني أعاود حمل المحفظة .. لأنها تحمل ذكراه .. !
في طريقنا ... تأخذني ذاكرتي لأيامه...
أحاول كتم دموعي .. فأكتم أنفاسي ... تأخذني نداءات أختي ..
بتول .. وصلنا ..
تبدو خطواتي ثقيلة جداً ..
نصل إلى المصعد .. أضج في داخلي .. : أفف يقتلني هذا الكم الهائل ..
تصارعني حبات الهواء الخانق .. فأصرخ بصوت أظن أن نفسي لا تسمعه : يا رب سئمت المجيء إلى هنا ..
نصل إلى غرفته وفي الطريق .. أحاول رسم ابتسامة مصطنعة .. أفتح الباب .. فيبدو لي وجهه البشوش .. أتقرب إليه .. يمد يده وكأنه يحتضنني بحنانه .. أقبله على جبينه .. فأموت وأنا أراه يفترش سريراً أبيض خلا من حركته وراح يصارع شهرين من المرض ..
والدي أأنتَ بخير ..؟
الحمدلله .. وأنتِ .؟
أنا بخير ما دمتَ بخير ..
يناظرني .. فيبتسم .. بتولي .. ما أخبارها ؟
لا أستطيع لملمة جواب مقنع .. أأقول أنني بخير وأنا أراكَ على هذا الحال ..
ماذا أقول ... أأقول بأنني مشتاقة إليك .. أحتاجكَ في كل شيء .. أأقول بأنني ودعت النوم منذ زمن لأني لم أعد أسمع صوتك في كل مساء ؟ أأقول بأنني لم أعد بتولك التي لا تفارقها ابتسامتها حتى وهي تضج بالبكاء ..؟!لا أعلم ما أقول ..
أقولها بعد صمت مؤلم : الحمدلله .. ما دمتَ أنتَ بخير فأنا كذلك ..
....

وها أنا اليوم أخرج من غرفتك لعدم مقدرتي على أن أراكَ كما رأيتكَ اليوم .. أين من يقبل الجميع على رأسه في كل جمعة ..؟!
أينَ من يحضن الصغار .. ويلم الكبار ؟!
أين من يهتف بدخوله الجميع : نور البيت ..
لا أحد .. اليوم قطعت قلبي ..
لمَ لازمت الفراش طويلاً وقلتها : لا أستطيع الحراك ..؟!
لمَ ناظرتنا وكأنكَ تقول : لا تنظروا إليّ ..
لمَ لم تعد تجلس بالقرب منا وقد كنت ترفض أن نبعد عنك ؟!
ضعفَ قلبي وهو يراك على هذا الحال ..
أخذت نفسي .. وفي ذلك الممر ..بكيت .. ولم أجد من يلمني بين أحضانه إلا ذاك الجدار الأبيض ..
لم أستطع الجلوس أكثر .. أخذت نفسي بعد توديعك .. إلى ذلك الشارع ..
كنت للناس مشهد مؤثر هذا اليوم .. لأول مرة .. أبكي بشدة أمام مرأى الغير ..
ما عاد يهمني شيء سواك ..
وحدها يد حفيدتكَ الصغيرة مسحت دمعي وهي تلاعب في أحضاني وكأنها تشعر بأني على وشك الموت حينها ..
بربي ثقتي كبيرة .. ستعود يوماً ما كما كنتَ تماماً ..
أنا في انتظارك ..
لا تنسوه من فيض دعائكم ..
سأبقى أرددها (حمداً لله)..

هناك تعليق واحد:

واحة خضراء يقول...

في هذه الايام المباركة حيث تزداد رحمةُ الله سبحانه وتعالى على العباد

هي كفيلةٌ برفع مناجات القلب الى الحبيب