الجمعة، 31 يوليو 2009

حين ينزفُ الشوق .. أموت!


حين ينزفُ الشوق .. أموت!


شوقي للبحر يمدُ يدهُ إلى فؤادي ويعصرُ ما بداخلي من أمل ليخرج من عُصارة القلب اسمك ...
أكان يعرفك البحر , أم أنت من يعرفه ..؟!
ظننتَ بأني سأراكَ هُناكَ تأخذني مع أشقائي بالأحضان .. مع رفقاء الطفولة .. التوأم ( الشقيان) وبنات العمة ومع الكثير من المرح ..
وظننتُ السماء سترد دعائي بحبات المطر التي أعشقها وأتمتمُ بقلبي حينما تتساقط ما أتمناه ..
يملكني البحر ويحويني المطر ويعشقني الهواء البارد ..
تركيبةٌ غريبة .. أليس كذلك ؟!
كلا .. بل أنا من أعشق البحر والمطر والهواء ..
في آخر ليلة مخملية حواها المطر الذي أخذ يعصفُ بآمالي كثيراً .. كنتَ معي وضحكت كثيراً على جنوني ..
نعم أنا عند لحظات المطر .. أعود إلى الطفولة .. ومع كل قطرة أردد ( طاح مطر واجد وانزلحت أم راشد )!
شقاوة الطفولة .. عند بيوت الجيران كانت هكذا تماماً !
ضحكاتكَ معي في تلكَ الليلة إذاً كانت تحمل سر الوداع !
يا لغبائي لم أدرك بعد أن كل تلك الأيام الجميلة كانت لحظات وداع !

اليوم كان قلبي يخفقُ كثيراً بالشوق لك .. ولمن غادروا أرض الوطن في أيام رحيلكَ عني .. وعاد بعضهم اليوم ..
وها قد عادت اليوم صديقة الطفولة التي تٌلقبها ( بالمديرة دائماً ) .. عادت وهي تحمل همي فاجأتني بدخولها المنزل عند الحادية عشر مساءً .. كم سُعدتُ بمجيئها ..
حاولت كتم الدموع كثيراً ونجحتُ في ذلك ..
لكن هذه المحاولة لم تنجح في آخر لحظاتها ..
فما ان سمعت صوت والدها الذي دخل منزلكَ حتى صُدمت بالذكريات تُحاصرني من كل حدبٍ وصوب ..
هذه الصديقة .. جارتي التي لم أفارقها بشقاوتي منذ الطفولة وهي كذلك .. أهلها أهلي وأهلي أهلها ..
والدها أقبل يحمل في قلبه آهات لفراق والدي ..
وهذا ما زعزع كياني .. حتى انتفضت روحي ألماً لفقدكَ المفجع ..
أخذتُ بنفسي المنكسرة إلى غرفتك المُظلمة ..
أشعلت الأنوار التي ما عادت تضيء كما كانت أيامك ...
وأخذت بصورتك التي احتضنها جدارك الأبيض إلى حضني , وحدثتكَ عن هذا اليوم الصعب ..
أسمعتني ؟! أشعرتَ بوحدتي ؟! أأحسست بثقل دنياي وهي بعيدة عنك؟!

يا والدي .. الليل يمر من بين عيوني بصعوبة .. فأغفو عندما تطلع الشمس عليّ بأنوارها عند الساعة الثامنة صباحاً .. أتعلم لماذا ؟!
لأنني في كل ليلة .. أتقلبُ الفراش كثيراً وأمددُ أملي فيك .. ولا أتوقفُ أبداً عن الاتصال بك.. فلا أسمع من هاتفي إلا ( لا يمكن الاتصال حالياً بالرقم الذي طلبته ) !
فأدركَ بعد لحظات بأني قد جُننت .. وهاتفكَ يقبع منذ فترة طويلة في خزانتكَ وهو مغلق!
سحابة الشوق ستمكثُ كثيراً في سمائي .. حتى آخر عُمري ..
موعدي مع البحر سيكون في تمام ساعة الجنون وعند انتصاف العمر !
السبت سأكون هناك .. حتى تحين ساعات اللقاء ببعض الذكريات الجميلة التي صنعتها لي وللجميع لتكون بعد رحيلك لحظات وداع كشفها فراقكَ الأخير !
يشاركني وحدتي ( الكتاب) الذي أجدُ بين صفحاته ما يخففُ عني .. أقرأ بجنون حتى أسيطرُ على جنون شوقي لك !

ليست هناك تعليقات: