الخميس، 8 أكتوبر 2009

مارد الموت يخطف الرابع من أحبتي ..


مارد الموت يخطف الرابع من أحبتي ..


ما معنى أن تتلقى صدمات الواقع دفعة واحدة .. في عامٍ واحد .. !!
كلما رفعتُ رأسي نحو السماء تلقيتُ أنباء الأحبة بصوتٍ حزين ..
قريتي .. لم أعهدكِ قاسية لهذه الدرجة ... أحبتي .. أهلي .. في تناقصٍ مستمر ..
ومارد الموت يشقُ طريقهم نحو الفقد دائماً ..
ودعنا اليوم رجل طيب كان بمثابة الجد لي .. أتذكرهُ جيداً بحنان كيف كان يجمعني مع أحفاده .. وشقاوتي التي لم تنتهِ عند حدود منزله فقط .. نعم .. نعم .. كان بالنسبة لي كالجد ..
أنا والتوأم الشقيتان (بنات الخالة ) كم كنا نلعبُ بمزاجه برفع أصواتنا حيناً بالضحك وحيناً آخر بالبكاء .. ( كنا نملك غرفة صغيرة بجوار غرفته .. نشقُ فيها طريق طفولتنا ) ..
و بعد أشهر قاسية وأيامٍ سوداء وحزن دفين لطمني خبر وفاته مساء هذا اليوم .. كنت للتو فَرحة بقدوم حفيدته التوأم ( العروس ) إلى منزلنا بعد أسبوع واحد فقط من زفافها .. إلا أن هذا الخبر أوقفني عند حدود الاصطناع ..
اصطنعتُ بسمتي حينها .. قبل أن أمسكَ مقبضَ الباب ..
أختي بصوتٍ خافت حزين : لحظة .. زوج العمة مات وبنات الخالة بلا علم داخل القاعة .. قبل أن تدخلي تأكدي من هذا النبأ ..

وقفتُ أصارع زماني .. لمَّ كل هذا التعذيب .. وكل هذا الفقد ؟!
تعبت .. بحق رب السماء تعبتُ من ألم الفقد المتواصل .. لا أستطيع تحمل المزيد ..
بعد موقفٍ صعب .. أمسكتُ بكفيهما وذهبنا كلٌ منا تندبُ زمانها وقسوته .. دخلتُ منزله .. وكدتُ أموت .. وخرجتُ بعد 3 ساعات من الانهيار التام .. إلى المقبرة .. حدثتُ من تركني منذ شهرين يتيمة ورحل ..
أودعتهُ قبلة على صخرة قبره.. لا أعلم إذا ما وصلته أم لا ..
وقلت له : برحيلكَ عني فتحتَ أبواب الفقد التي لن يُغلقها أي قفل في العالم ..
فقدٌ بمعنى الموت .. وفقدٌ بمعنى الفراق .. وفقدٌ بمعنى النسيان لأجمل الذكريات ..
تنوع مفهوم الفقد عندي ..
ضحكتُ بجنون بعدها .. كيفَ سأموت .. ومتى ؟!

رحمة ربي ستضمكَ بأحضانها إن شاء الله رب العزة والجلال .. فلطالما ارتفع صوتك من منبر المأتم وانتشر ناعياً الحسين ويتاماه ..
في أمان الله ( حجي عبد الحسين )..

هناك تعليقان (2):

عبق الزهور يقول...

يبدو أن اللون الأسود يأبى أن يحلّ عن أيامكِ..

هذه هي الحياة وما كنا نعيشه قبلها محض وهم لا أكثر..

أفتقد الأيام التي يكون فيها أكبر همنا شهادة نتسلمها آخر الفصل الدراسي..

وأفتقد أكثر الأيام التي لا يتجاوز فيها همنا لعبتنا الملطخة..

وأفتقد أكثر وأكثر حين لم نكن..

عزيزتي يبدو أن الحياة لم تغير مفهومها ولكننا لم نكن نفقهه بجميع جوانبه ..
فدوركِ تقبّل الأسود كـ جزء لا يتجزأ من يومياتكِ..

أحببت كثيراً حلّة مدونتكِ الجديدة فظننت أن الوردي سيلطخ حروفكِ..
وما زلت بانتظاره..

راح ـلـﮧْ يقول...

عنيف هو الموت بحد ليس له أقصى ..

لا يعرف معنى الفقد إن انتشل الروح من جسد المحبين ..

حقاً .. " فقد الأحبة غربة " ..

فلا يسعنا إلا أن نقول إلى لقاء قريب في جنة النعيم

رحمهم الله جميعاً وغمد أرواحهم الجنة

الفاتحة لأمواتنا وأموات المؤمنين والمؤمنات ..