الجمعة، 20 نوفمبر 2009

رحـمة !


رحمة!

تراها شاهقة ..
أقرب إليك من أي أحد ..
تودُ لو تحتضنها بعينيك ..
تمدُ يديكَ إليها .. فتشعرُ بعالمٍ آخر ..
يا الله ..
أنا هُنا ..
تصرخُ ولا أحد يسمعك ..
تبكي ..
وتبكي بجنون ..
ربي .. جئتك فلا تردني خائبا ..
الأبيض يملأ المكان ..
كُلنا سواسية !
الراحة .. ثم الراحة ولا شيء بعد سوى الدموع ..

النظرة الأولى تكفي لتتساقط دموعك على شكل أنهارٍ لسبب واحد فقط ..
أنتَ بين رحمة الله !

حُب وشوق وأمل في الذهاب !

شيءٌ ما كان يمازحني بخشونة في طريقي للعباس ( عليه السلام ) ..
( المعجزات ) التي كان يتناقلها الناس ..
كنتُ صغيرة ..وأتأثر بسرعة من هذا الكلام ..
كم كنتُ أردد لوالدتي في طريقنا إلى هناك ( لن أذهب للعباس .. أخاف )
لكن ..
عند النظرة الأولى ..
الأمان ..
نعم تشعرُ بالأمان ..
..
وعند الحسين ..
يكفي أن تمسك شُباك الضريح وتتطلبُ ما تتمنى بصمت ..
ويحقُ لك أن تُغمضَ عينيكَ وتغادر هذا العالم ..

هناكَ من أخذ بدنياه ورماها على جنب متوجهاً لحج بيت الله .. وهناك من سيغادرُ أرض الوطن غداً متوجهاً لزيارة الحسين (ع) ..
في كل مرة أطلب الطلب نفسه من جدتي وها قد طلبتهُ منها اليوم وهي ترتبُ حقيبتها ( جدتي ضعيني في الحقيبة .. أود الذهاب معكِ ) ..
لو يتحقق جزء ما نتمناه بلا ألم لكنا في عالمٍ آخر ,, الحمدلله على كل شيء ..

كم أشتاقُ إلى مكة وكربلاء ..
مشتاقةٌ إليهما .. وأود الذهاب ولو بروحي هُناك ..
انقطاعي عن حكايتي كان غصباً عني .. وعن قلمي .. هي الظروف في كل مرة تُداهمك بقسوة ..
نسألكم الدعاء في هذه الأيام وبشدة أيضاً ..

ليست هناك تعليقات: