الأحد، 7 فبراير 2010

لنصنع شخصيتنا بحروف زينب«ع»

وصلة المقال :

لنصنع شخصيتنا بحروف زينب«ع»..



كثيرةٌ هي التحديات التي تخوضها المرأة اليوم، وكثيرة هي المواقف الصعبة التي تحتاج منها وقفة تفكير جادة قبل القيام بأي عملٍ كان قد يستهدفها بالدرجة الأولى بلا قصد منها.
وكثيرة هي الأقدار بشباكها، فحين يتألم الغير من حولها تُسرعُ في علاجه لرقة قلبها وحنانها الفائض، وحين يصرخُ أحدهم بوجهها تأخذ في البكاء بدموعٍ ساخنة تجرها للاعتذار حتى لو لم تكن مخطئة.
وحين ترى الذئاب تنهشُ في حبيبٍ لها تنقضُ عليه بأظافرها الناعمة وتقطعهُ إرباً إربا.
ومن أمثلتها:

المرأة المسالمة المغلوب على أمرها، التي وللأسف تظهر في مسلسلات شهر رمضان بشكلٍ كبير!

المرأة الجريئة، التي أصبحت تأخذ دور الرجال في الكثير من الأمور!
المرأة الغيورة، التي تكون بطلة الأفلام القصيرة للحياة الزوجية الفاشلة!
المرأة المفكرة.. المثقفة.. التي تظهر على شاشتنا كسيدة أعمال لا تستهويها الحياة الأسرية وما فيها «المنغلقة على عالمها» بعيداً عن الحياة الاجتماعية وكأنها خُلقت لتقرأ وتكتب وتعمل وتحقق النجاح لنفسها فقط!
ووو الكثير.. ممن أصبحن «القدوة» في الشكل والتصرفات وطريقة الكلام وكأنهن شيء عظيم!
تريثوا!
هناك نموذج أكثر أهمية وأسمى وأرقى بكثير من هذه النماذج.
هناك نموذج المرأة الكاملة بعفتها وعظمتها ورقة قلبها وإيثارها وسمو خلقها وأهدافها.
ومن المؤسف جداً أن نملك نموذج هذه المرأة التي تكللت شخصيتها بجميع الصفات الحسنة والمحبوبة والنادرة من حبٍ وشجاعة وثقافة ونهج ومبدأ وقوة وصلابة وصبر وتضحية وعنفوان وننسى ذكرها!
إنها من سلالة محمد (ص) وعلي (ع)... إنها ابنة الزهراء عليها السلام التي أبت أن تعيش الحياة بلا كرامة فراحت إلى حيث أرض الطفوف.. مع الأطفال والنساء والرجال لتخلف بعد تلك الحرب المؤلمة جثث آل البيت وتعود مع صغارها في مسيرٍ طويل بلا كافل.
إنها من قالت «ولئن جرّت عليّ الدواهي يا يزيد مخاطبتك... إني لأستصغر قدرك».
إنها السيدة زينب (ع)، من حملت على عاتقها إكمال دين محمد، بعد أن فقدت روحها الحسين وكافلها العباس وشبابها الأكبر والقاسم.
إنها من قالت بصبرٍ وهي تجثو أمام جسد الحسين الممزق: «إلهي... تقبّل منّا هذا القربان».

أمازلنا بعد نفكر في كيفية صنع شخصياتنا وزينب بيننا ومعنا؟!

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

أين نحنُ من زينب .. فكمالها لا مثيل له أبداً ..
مقال جميل ..
بالتوفيق عزيزتي .. نحو الأفضل دائماً ..
واصلي .. فنحنُ دائماً ما نقرأ لكِ .. قلمكِ مميز ..

فآطِمهْ يقول...

عظيمه ، عظيمه ، بـ حروفكِ تلك
هنيئاً لنآ بـ "زينب" و أمهآ الطهور
أحسنتِ ، و بآرك الله بكِ
رزقنآ و إيآك سترهآ و عفتهآ و صبرهآ ~

واحة خضراء يقول...

رسالة حقيقية للعالم

فهل من متمعن ؟

ايتها الوجوه المغلفة في اعلامنا

لماذا لا ترسمون اهدافكم بريشـة زينب (ع) وامها عليهم افضل الصلاة والسلام !

غير معرف يقول...

أحسنت الإختيااار بجد
واصلي .. ولا تنقطعي عن حكياتك .. التي يبدو أنها أصبحت حكايتنا أيضا لشدة تعلقنا بها..
زينب .. وأي زينب؟
تلك الشخصية العظيمة التي لم تعد تفارقني خطبتها .. رغم أني شاهدتها كـ تمثيل في موكب الإباء .. فماذا لو شهدتها حقيقة؟

قبل أن أختم ردي
لفتني رد الأخ واحة خضراء في قوله
"ايتها الوجوه المغلفة في اعلامنا "
إن كنت سأؤنب البشرية نيابة عنك لما قلت إعلامنا .. بل قلت ديننا .. أخلاقنا .. فكرنا .. أحاديثنا .. مجتمعنا .. مجالسنا ومن ثم إعلامنا ..
ولا أقصد بذلك العامة بل الخاصة ممن لم ينتموا لدين زينب .. فهناك فئة كبيرة اليوم تسير على درب زينب حتّى في إعلامنا ..