الجمعة، 21 مايو 2010

أخاف أن تخرج أختي ولا تعود !


أخاف أن تخرج أختي ولا تعود !



كنتُ صغيرة جداً حينها عند عقد قران أختي الكبرى إلا أنني كنت موجودة في تلك اللحظة وكنتُ لا أعي ما يجري حولي سوى أنني في قمة سعادتي بذلك الفستان ( الوردي القصير ) الذي كنتُ أنتظر أن أرتديه بفارغ الصبر لأكون أميرة تلك الليلة !

أتذكر أنهم منعوني من الدخول بادئ الأمر لأنني صغيرة ولا يجب عليّ أن أسمع ما يقوله الشيخ !!
ولكن بعد البكاء والصراخ والعناد أدخلني والدي معه وجلست متعجبةً لما يُقال ولما كنت أراه حينها فلأول مرة أرى عيون والدي تدمع وأسمع همس والدتي بالدعاء وأرى شقيقاتي غارقات في الدموع حتى ظننتُ بأن أختي ستبتعدُ عنا ولن نراها بعد انقضاء هذا اليوم !


أما عن الشيخ فهو ( الشيخ محمد جواد درويش ) الذي باشر مهمته في عقد القران بأسلوبه العجيب الذي يتسللُ إلى قلبك ويُشعرك بالارتياح الذي لا حدود له ..


ما زلتُ أتذكر نبرة صوته ومزاحه وضحكه في تلك اللحظات ولأنني طفلة مندهشة لأجواء تلك الليلة معتقدة بأن أختي ستهم في الرحيل عنا بعد أن يخرج هذا الشيخ كنت في قرار نفسي أقول : قوم لا تكمل عشان أختي ما تطلع من البيت وتخلينا بروحنا !!


انتهى عقد القران الذي أخذ ما يقارب النصف ساعة تقريباً وبدأت الضيافة وما زال الشيخ في مزاحه مستمر .. وفي قرار نفسي ما زلتُ أردد الكلام نفسه فيكفي أنني رأيت شقيقاتي وصديقات أختي العروس كل واحدة تحتضن الأخرى وتبكي بفرح !!
وأنا في حيرة من أمري : أختي ستذهب ولن تعود !!


أتذكر كيف أنني احتضنتها بشدة وأخذت أبكي وأبكي وأبكي .. وعندما رأيت خطيبها لأول مرة أدركت بأن لحظات الفراق قريبة وأخذت أفكر بحياتي بدونها !


وما زال الشيخ مع والدي رحمهما الله مستمر في مزاحه الذي أضفى جواً من السعادة والفرح على الجميع إلا أنا حينها !
كنتُ أناظر الشيخ جواد وأناظر أبي وشقيقتي وأود أن أصرخ : قوموا فلن تخرج أختي معكم أبداً وأنا بدونها لا حياة لي !!


إلا ان والدتي أخرجتني من هذه الصدمة حين فهمت ما أفكر به وأخذت توضح لي الأمور وما زلتُ أتذكر كلامها جيداً إلا أنني صرتُ كلما أرى الشيخ في دكان القرية أو عند المسجد أقول لصديقاتي : هذا الشيخ ملج على أختي !
وكلما سألتني إحداهن : يعني ويه ؟!
قلت لها : يعني هي ما بتطلع من البيت وبتظل ويانه !!

رحمكم الله والدي وشيخ قريتي ..و طفولتي !

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ههههههههههههههه
رائعة أنت منذ الصغر .. براءة لأبعد حد..
نريد المزيد فلم نرتوي بعد .. قصة واحدة لا تكفي ..

نترقب بـ شغف