الأحد، 12 سبتمبر 2010

شكراً لمخترع الكاميرا .. ولكن !



شكراً لمخترع الكاميرا .. ولكن !


منذ بداياتي في هذا العالم وأنا أعلم بأن الأخبار والأحداث بلا صور لا تعني شيء للقارئ .. ولا تهمهُ بعض الأحيان حتى لو كانت أخبار مهمة .. إلا بوجود صورة تؤكد تفاصيل ذلك الحدث وتُعبر عنه بلا كلمات ولا جمل ..
فشكراً جزيلاً لمخترع الكاميرا .. ولمن يُتقن فن التصوير بأنواعه ..

بعض الأحيان يؤسفني جنوني في كتابة أدق تفاصيل حياتي .. وأشعرُ بأن هناك من لا يستحقُ أن يقرأها حتى بصورها القديمة .. وقرأها وترك أثراً حفظته الأيام .. كما يؤسفني أني كتبتُ أهمها وأقربها إلى قلبي وتركتها للزمن حتى عبث بها فضاعت صورها .. وتركت أثراً يوجعني ..

من تلك الذكريات بقت صور متناثرة .. تتحدثُ لي عنه..
صحيح .. عن ذلك الشخص .. ما عدتُ أخجل اليوم ,, أعني منذ عام أن أعلن للجميع بأني أحبه أكثر من شيء .. وخجلي هذا اغتالهُ ذلك اليوم ..
عودة لصوره .. بقت صور كثيرة .. كلها تضجُ بحكايا تلك الأيام ولا تسع آلاف الكتب لتحتضن أحداثها .. لا عنوان يجمعها .. لأن لكل منها عنوانين متفرقة .. وهو واقف .. جالس .. نائم .. وهو يشاهد التلفاز .. وأنا بجانبه .. على وجبة الغداء .. في السيارة .. في المجلس .. وأنا في أحضانه طفلة .. أقبلُ جبينه .. وأنا في الدكان برفقة رفقاء دربه .. وأنا وأنا .. إلى ما لا نهاية , إنها صور .. يعني ذكريات .. يعني شي انتهى و مات !

حتى أفلام الفيديو شيء رائع يرجعكَ إلى أجمل أيامك .. أخذت الـ ( السي دي ) وأنا غافلة لا أعلم ما يحوي .. فتحته .. وإذا به آخر عمرة له عند بيت الله الحرام لعام 2008 !
تفاصيل ضحكاته .. مزاحه .. صوته .. طريقة أكله .. نظراته .. مزاحه مع أصدقائه .. كل شيء جميل في حياته ..
خلت من شيء واحد .. أنه لا يراك ولا يسمعك ولا يوليك اهتمامه .. لأنه في نهاية الأمر " تسجيل فيديو .. أحداث مصورة .. شريط ذكريات " لا أكثر ولا أقل !


يا الله ,, تذكرتُ أهم الأشياء ..
فقدتُ منذ أكثر من 5 سنوات ألبوم صوري وأنا طفلة .. منذ ولادتي وحتى المرحلة الابتدائية , وقبل شهر من الآن وجدتُ منه صورة واحدة فقط تجمعني في قماطي تحملني أختي ويقبلني أخي .. وعمري حينها يوم واحد فقط ..


بالأمس :


خالو صورينا ..
وصورتهم .. واليوم بس كنت أطالع صورهم .. حسيت بشوق للأمس .. شلون العمر كله .. وفيه أغلى وأرقى ما نملك من ناس ..؟!

إلى مخترع الكاميرا :
شكراً جزيلاً وجداً وإلى الأبد ولكن لم لم تفكر أن الكاميرا أداة من أدوات تعذيب الزمان للجميع , وأنك في كل لحظة تُعذبنا وتجعلنا نفكر في ماضينا وأحبتنا وذكرياتنا وفي كل لحظة مقبلة تحمل من أحداثك الكثير ..؟!
غريب في نظري أنتَ ومخترع القنبلة الذرية تشبهان بعضكما البعض فكلاكما تفجران كل شيء فينا بلا حسبان .. بلا اهتمام وبلا اكتراث !!

ومع ذلك ألف شُكرٍ لك عزيزي ..

هناك تعليقان (2):

واحة خضراء يقول...

بلى
فقد ابكى الملايين
لاسيما مذابح لبنان وغزة

بلى
اقرح جفن زوجته وبناته، عندما شاهدو لاول مرة لابيهم المتكسر وجهه جراء حادث صورةً، بحّت اصواتهم

بلى
اجمع الاصدقاء في لوحةٍ مبروزةً

كُلها من اختراعك يا مُخترع الكاميرا

::أنيـــــــــن الــورد::Moon Shine يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..

لا اعتقد بأنه مذنب ولا يصح ان نقارنه بمكتشف القنبله الذريه...

حيث اننا نستخدم الكاميرا بملئ ارادتنا ورغبتنا ونحن من نتحكم بنوع الذكرى..!!

الا ان انفجار القنبله هو رغما عنا...!!

بكلا الحالتين انا ممتنه لهذا الشخص...........فهو اخترع شئ لاغنى عنه وخصووصا في وقتنا الحاضر ومختلف العلوووم....


استمتعت وانا اقرا فكرك ..ومؤسف ان تفقدى ذكرى جميله كألبوم صور الطفوله...

ورحم الله فقيدك وفي جنات الخلد ان شاءالله..

احترامي