الأحد، 1 يناير 2012

لحظة من فضلك يا عام 2011 ..


لحظة  من فضلك يا عام 2011 ..
قبل أن تحمل حقيبتك وتمشي عني بغرور أنصت لي جيداً :
في أيامك تعلمتُ معنى الكرامة , ودرستُ العزة كمنهج ومبدأ , وأتقنتُ لغة الإنسانية من 14 فبراير حتى آخر ساعاتك ..
ماذا أهديتني ؟؟
لا شيء سوى الأوجاع والصدمات .. لكنني رفضتها بأكملها و تحديتك كما تحدى نصب اللؤلؤة آلات القمع والقتل .. وكما تحدى صدر عبد الرضا بو حميد رصاص الجيش .. وكما تحدى ظهر  محمود أبو تاكي شظايا الشوزن .. وكما تحدى آخر الشهداء السيد هاشم  قنابلهم المسيلة للدموع ورفضها لينهيكَ بتفاصيله المشرفة ..
نعم أبكيتني كثيراً , وجلستُ تشرب قهوة صباحكَ من دموعي .. كنتَ تأكل قطع الكرواسون من قلبي .. لكنكَ لم تحطم نصب آمالي بالله  أبداً ..
فاحفظ ما أقول لتنهي صفحاتك الصفراء بانكسار وخذلان ..
من أروع أيام حياتي  16  فبراير 2011 .. اليوم الذي كان فيه الشهيد محمود أبو تاكي زميلاً لي في المركز الإعلامي بميدان الشهداء ( دوار اللؤلؤة )  .
ومن أروع الأشياء التي أملكها ( حرز صغير ) كنت و مازلتُ أرتديه وفيه أرى صورة الشهيدة الحاجة الحنونة زينب التاجر .. كانت ترتدي مثله وتعلم أني أرتدي مثل ما ترتدي ( بحكم علاقتنا بها ) .. وكم كنتُ سعيدة بذلك ..
أيها العام الحزين ..
في آخر شهورك رتبتُ أحلامي من جديد ومزقت بعض الأوراق البالية من دفتر حياتي .. لطالما جرحتني و لعبت بأعصابي .. وخذلتني ..
كنتُ أنهض من وجع الصدمات ليلاً  أبحث عن وسادة  تكتم صوت بكائي .. وأعود لذكرياتك أتخيل رأس الشهيد أحمد فرحان على رف طاولتي .. وجثة الشهيد عبد الرضا بو حميد في أدراج مكتبتي .. أسمع صوتهم .. و أتخيل حرقة قلب من يحبهم ..
وبقى كل شهيد يمضي إما مقتولاً أو مدهوساً أو مخنوقاً يمرُ على قلبي .. يزرع ورده ويمضي ..
في أيامك فتشتُ عن الوفاء فوجدته قليل .. كنتُ أعد فيكَ أفراحي فأجدها قليلة لكنها رائعة .. طبعت في ذاكرتي صور وذكريات تستحق مني الاحتفاظ بها ..
لن أطيل حديثي مع حكايتي هذه الليلة ولن أشعل شمعة العام الجديد .. يكفيني أن أذكر الشهداء وأعدهم فتشع حياتي نوراً وأملاً وحباً وحياة ..
لن أقول لأي أحد كل عام وأنتَ بخير .. بل كل عام بكَ يكون بخير ..
آخر ما قرأته في ليلتكَ الأخيرة " ليست الحياة مجرد ممر مستقيم يسهل الخوض داخله بحرية , بل هي متاهة يتعين علينا البحث داخلها عن طريقنا وقد نضل الطريق , ونتخبط داخلها , وبين الحين والآخر ندخل في ممرات مسدودة .. ولكن إذا كنا مستمسكين بالإيمان , فسوف يفتح الله الباب أمامنا , وقد يكون هذا الباب غير الذي كنا نفكر فيه , ولكنه بالتأكيد هو الخير , كل الخير لنا " .
31 ديسمبر 2011
11:30 مساءً
مساء السبت

ليست هناك تعليقات: