الاثنين، 2 يونيو 2008

الإختيار ما بين النار والجحيم ...!


الإختيار مابين النار والجحيم ...!


اِقترب .....أكثر ....بل أكثر ......فقد ماتَ جسدي عذاباً لأجلكَ .... وحَطت روحي مَحل روحكَ المتعبة ...!اِقترب دعني أُقبل شفتيكَ بروح ِالشوق ......دعني أرتوي بنظراتكَ التي فَلت إلى عصر الأزل ....قبل وداعي ...!الحب ُيا ملاكَ روحي ....سُمو ....بعيداَ بعيداَ عن مسميات الفراق .....هكذا يجبُ أن يكون ....وأنت عارف ...! أليس كذلك ؟..أتَذكر .....عند تلك البحيرة ..؟
وجدنها معاً ....فوضعنا كل شيء لأجلها ....أم أنك نسيت ؟...لا تقلها إن كنت كذلك .....أرجوك دعني ألونُ حلمي كما أريد ....لماذا لا تُجب ..؟ ألا تشعرُ بسكاكين ذلك اليوم وهي تقطع أشلاءَ قلبي ...؟ألم تَعد تَحتفظُ بها ...؟زهرة حبنا ......تختلف عن أي زهرة .....في كل شيء .....حتى في لونها ....!وأنت تعبثُ بها .....أفِ لزمانكَ ...........بل أفِ لمحياك في زماني .....آه رباه .....من وحي الخيال أنا ....أم أنكَ من هناك ....بالله عليك أشفق لحالي وتكلم ....لا بل اهمس فهمسك يرِحني لا سكوتك ....!لماذا العذاب وأنت الراحة ...؟لماذا العطش وأنت الماء .............؟لماذا الزفير وأنت الهواء ...........؟
حبيبي ..........أعدك بسكوتي .....لكن أجبني أرجوك فهيجان الشوق قد وصل ذروته ...!وعذاب النفس هتكت حرمته ...! وكل ذلك لأجلك ....!بدأت الحكاية من هنا .....حيث الرمال تكسوه ثياباً وتغطيهِ رداءًَ .....!نعم لم يكن كَلامها وحيُ خيال ...ولا حتى كابوس أيقضها منه الزمان ....بل كان كل ما يجسدُ الواقع بمرارته ...نعم ......هي نقطةٌ لمرتكزاتٍِ هوى إليها الحب ....بل هي الحكاية التي تمثلُ ( النفسجسمية ) بكل تفاصيلها ...!في مقر الأموات ..... وعلى رمال الأهوال ...هناك تحدثت ليجيبها صوت ُنحيبها المتردد ...هنا قبلت رأسهُ المتمثل في تلك الصخرة القابعة على قبره ...!بل وتنفست هوائه التائه في جزيئات الاحياة ....وكل ذلك كان لها حُلم .....!
مازالت تُواصلُ تيهها في زرانيق أملها الميت ....صدحت في ماض كان قبل يوم حياتها .....ومسحت دمعها المحزون الذي كان بلامس دمعَ فرحها المجنون به ...!اقتربَ وحيدها منها ....وقد أشرقت شموس الأمل لأجله ......تناثرت دموعها علي خديها المحمرين ....صمتت قليلاً ...لتهيج ملامحها غضباً من جديد ....صرخت في وجههِ وكأنها تعاتبُ الزمان ...: أنت السبب اغُرب عن وجهي ....كل ما حدث بسببك ..........آخ كم كنت أتمنى آن تكون محله في ركب الموتى ...!سكتَ قليلاً فبدا وجهه الأسمر مكتئبا لقولها محزونا لأمرها.., تردد في الحديث فناظرها للحظات ...جمع قوتهُ وحرك لسانهُ بهدوء وتحدث لها قائلاً بابتسامة حزن : أماه ....إن كنت السبب فأستحق الموت لكنه القدر ...نعم القدر ...ألا تتذكرني يوم أني كنت على فراش الموت وبريق كلامكِ الذي أضفى لمعاناَ على وجهي أنسيتني ؟؟. أو لا تتذكرين ذلك اليوم حين اصطحبك والدي إلى المشفى لإجراء الفحوصات واتضح انه لا أمل في كلتكِ ....؟أو نسيتِ كلماتُ والدي عندما اتضحَ إن الفحوصات كانت ايجابية ولصالحي ..كم كان سعيدا ينتهل أمل العيش الهنيء لي ..؟ لماذا تُحمليني السبب والقدر هو سيد الموقف .... لماذا لم تمنعيه حين قررَ فعل هذا ...؟لماذا هذا الكلام الجارح ...؟ وأنت تعلمين إنني على وشك الرحيل ...؟ناظرته بروحٍ أوشكت على الانتحار ألماً لكلامها له ....ضمتهُ إلى صدرها وأجهشت في البكاء خرج كلامها من جوفها يستعر حسرة وندم :بني كنتُ مابين ناريين النار الأولى والدك .... حبيبي ....بل روحي ....وكل ما يحويني ...والنار الثانية أنت حيث لا غيرك ...أنت تعلم يابني انني أنجبتكَ بعد خمسة عشر عام من الزواج وبعد العلاج الطويل ....كنت أشفق على حالك بأمل أن تكون على ما يرام ....وكنت اعتقد بأن الحل الأمثل هو خضوع والدكَ للواقع حيث كنت أتأمل أن نكون ثلاثي مرح تجمعنا روح المحبة وعناصر الوفاء ...!لكن كل أحلامي غدت عكس ذلك ....بني اعذرني فكلامي لا يطابق ما أفكرُ فيه .....!هذهِ آخر كلماتها ....بل لحظات حياتها .......فالزمن أكمل القصة بنهايةٍ صاحبتها بداية ألمٍ متوقع ...رحلت ...حيث الجد في الحياة ..وأي حياة .......؟؟
هناك ملائكة الرحمة متوجين بعبق جنات الفردوس ...نعم رحلت إلى هناك ..!وظل الابن يستسقي ألم المرض وجرعات اليأس التي أوصلتهُ إلى حائط مسدود .... وهمس الشياطين بالموت تتردد في حديثها .....وهاهي صورُ الفراق تجلسُ في حضنه وتنثر كل ما يحويها من أفراح حَولَها الزمان بِفعل الحياة إلى مصائبُ قدر ...!وهو مازالَ يتساءلُ لِم الموت اصطحبها وتركني..؟ألستُ بأحقَ منها في الرحيل ألستُ المعلول بمرض يقتل كل أحاسيس الحياة في قلبي ...؟
الدنيا تُعلمنا ما لم يعلمنا به احد فهي قاموس حكايات وعبر ....والموت ليس بمعادلة مركبة لكنه واقع ملموس تذوقه أنت إن كان قدرك أقبل ...!والمرض ليس بشرط أن يكون نهايتهُ الدفن في الصغر ...! نعم اِنتظر ليحن قدرك فقد تكون آنذاك استعدت صحتك ...فلتنتظر ....


بقلم :بتول إبراهيم احمد

هناك 4 تعليقات:

i!i Masoor88 i!i يقول...

و الله ابداااااااااع

بصراحة كلمات و صور و احساس و لا اروع..

>.....أفِ لزمانكَ ...........بل أفِ لمحياك في زماني



اعجز أن اقف بين كلماتك ِ معبرا ً..

كل ما اود أن أقوله هو ..

إلى الأمااام دوما ً

بتول إبراهيم يقول...

أخي العزيز (منصور)...
الأروع هو تخللك هنا بين حروفي ...
دمت سالم ..

تحياتي :
حكاية ...!

واحة خضراء يقول...

ألوانٌ لهذه الحيْاة
مُتقَلِبَة ومتغيرةٌ يتيه المرء

التمَسَنا قلمْاً ادبياً قَصْصِياً

نَتَمْنى لَكم اقدارٌ حَسْنَة

شُكراً

بتول إبراهيم يقول...

أخي (مهدي)...
شكراً ..لمرورك هنا بين اختلاجات حروفي .. وبعثرة خيالاتي ...

تحياتي ..أبثها لك ...
حكاية ...!