الجمعة، 6 يونيو 2008

(الإرهاب لا دين له )...!



(( الإرهاب لا دين له ))...!


عندما تكثر الآلام في اصطفافها الطويل عند دار حياتك ...عندما تبصر النور والأمل والبسمة ..تُقتل عن فناء راحتك وسعادتك ....عندما تتألم بذكرياتك و حياتك جثة على قارعة الطريق المشحون بأمثالها ...بعد أن كان مرآة لناظريك ..وساحة للعب أحبائك الصغار ...عندما ينتشل الموت جثة أملك الصغير ... بعد عشرين عاماً من التعب ...ماذا تصنع ..؟..وأنت فاعل كل هذا ,,,؟!
محمد طفل ولد بين الدموع... دمعة فرح تتعدى كونها كل شيء في الوجود ..تربى بين ترتيل القرآن وتعلم دروس الحياة وعبرها منذ أن كان طفلاً صغيراً .... والدته المشلولة بحبها له عاجزة كل العجز عن التعبير عن باطن قلبها تجاهه ... ووالده ..ذاك الذي لا يفارق بيت الله..كان مؤمناً بحق .. القرآن لا يفارق يديه .. والدموع لا تنهمل إلا من قلبه الخاشع ...
محمد ..عندما أصبر نور الحياة في يوم مولد رسول البشرية ...كانت بهجة لا مثيل لها .. لكن ..وبعد مرور الأعوام وتصادم الأحداث .. تغير كل شيء .. كل شيء .. إلا محمد ..
انغلق باب الفرح ... والطمأنينة .. تبعثرت أوراق حياتهم .. الزوجة والإبن والزوج ... ضاع كل شيء ....
بعد أن كان الإيمان ..يسير في مسلكه الصحيح .. بدى اعواججه واضحاً ... إذ أن الجهاد والإسلام أصبحا تحت مسمى(( أقتل أعداء الاسلام بشقلبة غريبة))..!! .. ..ما عاد الجهاد جهاداً ولا الإسلام سلاماً ..

بدت مخططاته هو وأتباعه واضحة .. كيف ولماذا ومتى .. وإلى أين ..؟ غريبة هي الأجوبة .. إذ أنها .. تتصدر .. ((إلى جنة الله))! .. , وأي جنة .. ؟
أكان محمد رسول هذه الأمة ..يقتل .. ويدعي الجهاد .. ويسلب ويفجر ..؟!
من قال ... ومن ادعى .. ذلك فهو لا شيء .. إذ أن محمد كل شيء ...

يدخلون بيوت الله ليجمعوا شباب محمد بكلمات وعبر وقصص لا صدق فيها فيحثونهم على الجهاد المبطن بخلايا دمار الإسلام والمسلمين ...!

زوجته اليتمية بتضحايتها .. كثيراً ما كانت تنصحه ..وتعينه على إزالة غشاوة الضياع والإنهيار والإبتعاد عن الله لكنه كان يصدها بدافع .. أنها ناقصة عقل ودين .. وهل لنقاصات العقل والدين .. من رأي؟ !!
معتقدات .. تقلبت .. وأفكار انصدمت .. وروح ضاعت .. إلا محمد ..

ماذا بعد الكفر والطغيان إلا من جور الزمان وتواتر الاحزان .. هكذا هو حال لسان الزوجة .. في كل لحظة .. فالتلفاز وما يبثه من أخبار .. بشعة ببشاعة أرواح هؤلاء المتخلفين عن دين الله .. والصحف وأولى صفحاتها تزف نبأ استشهاد الكثيرين ..
ودعوات المظلومين تحلق في سماء الرب الرحيم .. أن جدد الأحزان على الكفار والمشركين ... ..

كان المخطط الأقوى هو تفجير مجمع سكني .. من خلال بث الرعب اولاً .. ورصد تحركات القاطنين .. والمكان الرئيسي هو تلك الحديقة الملاصقة له ..

يوم حالك ..بدأ .. بخروج محمد الإبن الوحيد .. مع رفيق دربه إلى ذلك المجمع القابع هناك ... وخرج قلب أمه معه ..: انتبه لنفسك .. عُد بسرعة .. لا تذهب إلى مكان بعيد .. سأنتظرك على العشاء .. حبيبي ... في أمان الله الكريم ..

خرج وخرجت معه روحه مودعة كل شيء .. أركان المنزل .. ولعب الحياة .. وسلامة العودة ..

الأم في اتصال للوالد المشغول بتفجير أبرياء الإنسانية .. ولا من مجيب .. الساعة تشير الى الموعد .. حيث لا محمد .. مع ولادة سيد الكوننين .. لا يُعرف سبب اختيارهم لهذا اليوم .. بالتحديد .. أكونهم يعلمون بأن محبي الاسلام على اجتماع كبير في هذا اليوم ..؟!!

وصل محمد الإبن .. وحان الموعد .. المكان في تهيأ للإنفجار ولا أحد يعلم ..
الجماعة الإرهايبة تقترب .. والوالد يعبث بذاك المنظار .. ليطمأن وجماعته من أمان المكان وسلامته ...

محمد ورفيقه ..عند بوابة ذاك المجمع السكني في حديث طفولي .. والوالد الإرهابي يتجه بمنظاره اللعين يمنة ويسرى .. ليهيأ نفوس الكافرين .. ان استعدوا .. فجـــ...ــروا ......يتقطع نفسه .. يلاحظ ..روحه تقف هناك .. يصرخ .. يركض .. يسقط ... يحاول السيطرة على الوضع .. لا فائدة .. تكتمل الكلمات ..لتشتعل النيران وتتعالى أصوات المتفجرات ... ويرى أشلاء روحه تتطاير عالياً .. يكابر الحياة :.. لم يكن بني ما رأيت ... لا لا يزال في المنزل .. نعم .. محمد في المنزل ... تنتفض روحه ألماً ..يضغط على أزرار هاتفه .. ويتصل بالأم بلهفة مجنونة : أمحمد في البيت .؟
الزوجة : لا قد خرج منذ وقت قصير مع رفيقه عماد .. , هنا يصرخ ..: محمد .. بني .. حبيبي .. روحي .. عقلي .. حياتي .. دنياي .. عُد .. عد .. عد ..عد ..

ولا من مجيب .. يسقط الهاتف من يديها فتخرج هي الأخرى مجنونة .. إلى ذلك المجمع السكني .. فلا ترى إلا غبار متطاير .. وسماء سوداء .. وقمر قد فارقت روحه دنياه .. وتبعثرت نجومه حزناً واسى ... تلطم رأسها .... وترفع صوتها إلى السماء...: رباه ...ها قد وُلد الفراق ليفارق محمد حياتي .. ها قد ولد النور لينطفأ النور في حياتي .. ها قد ضاعت العشرين من عمري ... لتخلف ورائها عشرين ثانية رحل فيها الحبيب .. أمحمد ..يُقتل ..يُفجر ...يُقطع أشلاء .. بروح الإرهاب ..؟!
بين وعود الزمان الزائف ..وزحلاقات السلام ..الراحل …تقبع ذكريات تلك المنوطة بالهموم …وتتأرجح ذكرياتها في جحر العقل المدفون ..تقف لتناظر أشلاء روح فلذة كبدها …..تبصر أهوال الثكل ..بلا وجه آدم المزيف …كان يدعي أنه إنسان أفرط في حبه لربه ..لدينه ..بزيف أسود …كانت تحتضن حلمها …بين جوانح قلبها الدافئ وتكثر الدعاء دائما له لكنه رحل ... مع من رحلوا ..هذه الكارثة …تبقى باعوجاجة بسمتها تلطم خديها وصدرها وتحاول العبث في شعرها ..أي تزجر آهاتها …قهراً وندماً على ما غرب عن حياتها …تحاول الصمود في وجه الحياة ..لتسقط بسقوط دموعها ارضاً ..وتناظر البعثرة حيث كل شيء …قد راح ضحية لمسمى قربان لوجه الله .., وها قد عادت هدية محمد الرسول في يومه ..إليه جثة ..بعد ان كانت روحاً ملئت كل شيء ...فرح وأمل ...


وتبقى رايات محمد الأمي ترفرف عالياً .. أيقارن محمد ورسالته بجهاد مزيف ..؟!
إن الله يعدُ الظالمين فيفي بوعوده .. وما حصل إلا إنذار أول لسالكي درب الإرهاب ..
فدعوهم .. يمزقون أطراف ثيابهم ويجعلون من لحاهم تطول ليطول معها العذاب ..
ودعوهم يبثون الرعب بإسم محمد ليجعل الله من قلبهم تحت تراب محمد يترجى الشفاعة في يوم لا أمل فيه إلا أجنة من الرحمات .. قد ماتت ..!

تعتريه نوبة ألم وندم .. ولا فائدة ..فها قد رحل قمر حياته .. بزعزعة بدر الإسلام وتمام المرسلين .. محمد ..
أيقارن جهاد محمد الأمي .. بجاهد الكفروالطغيان ..؟!
هيهات ..ينكس الله رؤوسهم ليبقى رأس وراية محمد عالياً ..
هيهات يا دعاة الاسلام ..فمحمد باقٍ لم يمت ..
هيهات ...!

بقلم : بتول إبراهيم أحمد

ليست هناك تعليقات: