الثلاثاء، 10 فبراير 2009


أبحثُ عن مستقبل الصِغار .. عن وَطنهم الصغير !
(حكاية مسائي هذا كانت مؤلمة!)


عدتُ وأنا أحمل بين ثغري ابتسامة غريبة .. تجملت بروح الفرح .. جاملتُ بها نفسي بنفسي .. وربما كانت أقرب إلى الموت والاختناق .. يااه كم كنت أشعر بالضيق و الاختناق ..
فتحت باب القاعة .. فلم أرى أمي ولا إخوتي .. همت على نفسي بالحزن ..
(أ أجلسُ لوحدي لحين عودة والدي ؟! ..
صعبٌ عليّ فأنا لا أتوقف عن الكلام لحظة واحدة! حيناً مع أمي التي سافرت منذ أيام إلى العراق, وحيناً مع أخي الذي يكبرني بـ4 سنين والذي سافر هو الآخر .. فأين ضحكي معه .. ومزاحه معي ؟! .. أين توصيات أمي وحبها ؟!
أفف .. المنزل يكادُ ضيقاً بدونهم .. حتى إخوتي الصغار .. لا أحد .. قد اتخذوها فرصة سانحة وذهبوا مع أبناء خالتي إلى منزلهم !
ناظرت الساعة .. كانت تشير إلى الحادية عشر مساءً.. أكادُ أموت .. فلا أنيس معي إلا هذا الجهاز المعقد .. الذي تارةً ما أحتضنه بأصابعي وأنا أدون فيه أيامي , وتارةً ما أدردشُ من خلاله مع من يؤنسني .. واليوم أكادُ لا أطيق حتى رؤيته..
نعم .. قبل هذا الوقت كنت غارقة في ضعف وطني .. وقلة فرحه .. فأنا من شدة الملل خرجت هائمة على أحلامي مع بنات عمي وابنة خالتي إلى حيث شباب الوطن الضائع .. كانت الشوارع تغص بالكثير من الآلام ... لأول مرة كانت دموعي تخاطب هؤلاء الذي لا يحملون في قلوبهم ذرة إنسانية .. كانت طلقاتهم تجتاح قلبي أنا.. بزيهم الزيتي .. الملطخ بداء البغض والعدوانية !
وما زادني هماً ابن أختي الصغير الذي لم يتجاوز عمره السنة والنصف .. كان يناظر حركاتهم باستغراب عجيب .. يشير إليهم وهو يتمتم بشفتيه الصغيرتين بعبارات اعتقدت بأنني فهمتها .. ظلَ ساكناً بلا حراك .. كان يشير إليهم فقط ... عيناه أصبحت تتحرك معهم .. وقلبه كذلك .. كان خائفاً .. مذعوراً .. رغم بشاشته التي لا تختبئ حتى خلف ستار الخوف .. اعتدت أن أراه مبتسماً دائما إلا إن هذه المرة فاجئني هو بحزنه الشديد ..

و للأول مرة .. يحتضنني بهذه القوة وكأنه يهرب من شيء ما .. وهذا ما زاد من ألمي .. بكيت .. وبكيت .. وما قلته باختناق : عفواً حبيبي .. سترى المزيد .. همتُ بعدها في عالمهِ القادم .. صرتُ أبحث عن مستقبل هؤلاء الصغار ..
عن وطنهم الصغير !!

هناك تعليق واحد:

سيد أحمد رضا يقول...

أنستكِ الملائكة في وحدتكِ هذه ...

و حفظ الله الأجيال ... و سهل لهم مسلكهم في هذا الوطن الغارق!

تحياتي