الجمعة، 17 أبريل 2009

هطل المطر ورحل .. معلناً بأن لا مطر بعده يسقي أرض أوال العُطشى لحياة سياسية هادئة ..!


هطل المطر ورحل .. معلناً بأن لا مطر بعده يسقي أرض أوال العُطشى لحياة سياسية هادئة ..!


الأيام تمر والسنين تتلاحق .. والثواني تضيع في متاهات الدقائق والساعات تُولد على وقع يوم جديد ...
أسبوعي هذا بلا ثواني وبلا لحظات .. وبلا تواريخ معتمدة في صفحات الماضي وبلا فخر يخجل تاريخي من تدوينه ..
بداية الأسبوع الفائت .. هتافات وشعارات تحمل في داخلها هواجس تبدو أقرب إلى الواقع .. ففي الاثنين الماضي خرج المساجين من قيود الطغاة وهطل المطر بشدة يرسم ملامح السعادة .. هطل .. وأخذ يزيل أوساخ أيام كانت سوداء لملمها ورحل يودعنا .. بأن لا مطر يسقي أرض أوال العطشى لحياة سياسية هادئة ..
هطل ... ورحل ..!

بين الصفوف احتشد الرجال والنساء .. الصغار والكبار .. القلوب والعقول ...
بين الصفوف .. أخذتني ابنته تبحث بجنون عن والدها الذي طال غيابه بين السجون ..
ظهر ولاح .. فتناثرت الدموع .. وأخذت الجماهير الغفيرة بالهتاف ..
يا مشيمع ارفع الراس .............
كانت لحظة صعبة .. بدت ابنة المناضل الكبير ( المُشيمع) تبحث عن والدها .. منذ دخول الفرسان ساحة الاستقبال ... كانت تُمسكِ يدي بقوة .. لتعلنُ للملأ أن من تنتظره يعني كل شيء لها .. هو الوالد والأخ والصديق والحبيب ..
ولتسمح لي .. بكلمة ( صديقتي .. هو والدكِ .. نعم .. لكنه والد شعب .. والد أمة .. كم كان شعوري مقارب لشعورك حينها .. فكلما مسكتي يدي بقوة .. أحسست بانقباض في قلبي ..( عفاف) .. حمداً لله على سلامة الوالد .. أعتقد بأنكِ لن تنسيّ ما قمتِ به لحظة دخوله .. وأعتقد بأنني لن أنسى ولن أنسى تلك اللحظات) ..
وما يؤلمني ويفرحني في ذات الوقت .. هو عبارته التي أخذت تجرُ دموعي من مآقيها ... تشدُ على شرايين قلبي .. ( مثلما قالها الوالد (الجمري ).. أقولها لكم .. اشتقت لكم اشتياق يعقوب إلى يوسف .. اشتقتُ لكم اشتياق الحبيب إلى محبوبه ) .. ونحنُ كذلك يا قائدنا .. ونحنُ كذلك ..
لم تنتهي فرحة الشعب المحروم عند هذا الحد ولم ينتهي الشكر للحظة واحدة .. فالعودة إلى الأصل دائما تبقى بجذورها في الذاكرة ..

الأصل في الفرح .. الأصل في تحقيق المطالب .. الأصل في السعي وراء الحقوق .. الأصل في رفع راية الشعب .. الأصل فيهم ومنهم .. الأصل هم ..
سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم .. قائدنا ..
سماحة الشيخ علي سلمان .. وفاقنا ..
والشكر .. للشعب وحده .. من لا يأبى صراعات القيود ونزاعات أهل القمع والجبروت الملطخ بالغرور والكبرياء الأسود ..
هكذا هم دائماً أحرار .. أبطال وثوار ...
تبقى البحرين في عرسٍ غامض ... العريس وحده يَقلبُ كل العادات ليدخلَ هذه المرة قاعة الأفراح بلا عروسه !!
تبقى البحرين .. بلا أثواب فرح وهذا ما يعاكس طبيعة العروس في ليلة زفافها .. البحرين التي دائماً ما نراها بزي المآتم .. أحزانها لا تنتهي ..

واليوم بذكرى الشهداء نزفت .. فراح نزفها يُخبئ مرارات لا طعم لها إلا الحُزن ... سَقط شهدائنا .. فرفعت أمنا البحرين كفيها .. إلى رب السماء .. شاكية .. جور الطغاة أصحاب القلوب المتحجرة ..!
نعم سقط الكثير من الشهداء .. وسقطت الكثير من الدموع .. ونزفت الكثير من الجراح .. لكنها تأبى كلمة السقوط لوحدها .. هي البحرين .. دائماً هكذا ..
لها أحرارها .. لها مطرقة العدل في إسقاط حقائقها على أرضها ..

دُمتِ بسلام .. بحريننا ..!

هناك تعليق واحد:

واحة خضراء يقول...

كم باتت البحرين في ذلك اليومُ أفراح الانفتاح مُجدداً .. فكأنما ذكرى الانفتاح عادت بصورها ..

الله الكريم الغفور الرحيم برحمته انعم وبمحمد وآل محمد بارك على ارضنـا فارتوت تُرابَهَا وارتوى ظمأ الولهى لأبنائهم .. لأزواجهم .. لأحبابهم الذين خرجوا كالطيـْر في السماء ..

اللهم صل على محمد وآل محمد