الثلاثاء، 28 أبريل 2009

شوقٌ يفيضُ بذكرِ فاطمة اليابانية ..!


(شوقٌ يفيض بذكرِ فاطمة اليابانية )!


اليوم طال حديثي مع أختي عن فاطمة اليابانية تلك التي تملك من الصبر فضاءات خالية من أي شيء إلا الله .. التفت إلى زمن مضى ونحن برفقتها هنا في وسط البحرين .. وفي قرية مدت أياديها بالحب والخير دائماً ... التفتُ إلى أيام لم أشأ أن اتركها فيها لوحدها .. تذكرت أول يوم أقبلت فيه علينا .. تذكرت إصرارها في تعلم العربية لغتنا الأم .. تذكرت روحها الصادقة في البحث عن الإله الواحد .. تذكرت إيمانها الدائم به وبآل البيت الكرام ..
حينها أحسست بضعفي وبعدي أنا عن هذا العالم ..

تذكرتُ ليلة الأربعين .. عندما كانت تبكي بقلب متوسلة بالإمام الحسين إلى الله في شفاء زوجها ..
تذكرت تلك الدموع الساخنة التي راحت تتساقط كحبات مطر في بداية شتاء وردي ..
تذكرت .. ابتسامتها في اليوم التالي .. تذكرت ألمها .. معاناتها .. ونسيت صبرها .. فتهتُ في عالم التساؤلات .. لكنني عدتُ إليها .. هي ..

لا أستطيع نسيانها .. فصباحي كان يطل على شرفتها المقابلة لمنزلنا .. ومسائي يبدأ بضحكتها في وسط دارنا ..
ينتهي يومي بسلامها .. وطلبها الدعاء لعلي زوجها بالشفاء ..

ها نحن يا فاطمة نتيه في عالمك أنتِ ..
وكأنني فقدت شيء ما يحوي حياتي .. أو ربما كان الخطفُ من قدر مكتوب في دنيانا الضيقة .. تجاوزت تساؤلاتي البالية .. وأغمضت جفني على طيفها .. في وسط المأتم .. في شوارع القرية .. وفي المزاح مع الأطفال .. وفي نظرة الأمل الدائمة التي كنتُ أراها تلمع في عيونها ..
فاطمة .. صوتكِ أضعف قلبي .. فراح يجرني إلى حيث لا أعلم .. سواد مدلهم .. يحكي لي عن غربتكِ .. هنا كنتِ ربما غريبة .. لكنكِ تملكتِ قلوبنا .. وها أنتِ في وطن من أوطانكِ إلا أنكِ تعيشين الغربة بطعمها الحقيقي ...

إذاً الغربة لم تكن في البُعد عن الأهل و الأوطان بل هي الغربة عن الروح عن الإحساس .. عن شخص دائماً ما يبحث ويسأل عن الحبيب ..

أصبحنا وأصبحتِ في غربة الروح .. معكِ ومعنا الله ..

ليست هناك تعليقات: