السبت، 2 مايو 2009

وطننا يحترق .. بذكرى ستعود بقوة !


وطننا يحترق .. بذكرى ستعود بقوة !


ربما لا يجدي نفعاً ما سأكتبه إلا إنني على علم بسواد ما يحمل .. فقد مضى عليه شهر أو أكثر تقريباً .. وما دفعني لأن أكتب ما جرى مؤخراً في قريتنا الجارة ( الديه) التي لا تبتعد عن قريتها الصامدة كثيراً ..

سأعود إلى فاطمة اليابانية في ذكر حادثة لها صدمت الجميع .. لكنها أثبتت وبجدارة أننا الطبقة المنسية والمعدمة في كل شيء ..!
ربما ما سأذكره لم أدونه هنا بين سطور مدونتي لأسباب عديدة .. لكن جاء اليوم الذي أنثر فيه وبدموع حارقة ما جرى لها ..
فعند استعدادها للسفر مع زوجها إلى كوريا .. خرجت من قريتنا وهي تحمل ذكرى طيبة .. وأمل في العودة .. وصلت المطار .. فواجهت مشكلة بسيطة لها حلها في الوقت نفسه لكن شكلها أثار ذعراً في مطارنا الموقر ( يابانية .. محجبة .. مسلمة .. شيعية .. )!
وما ( زاد الطين بله) .. الاستجواب الذي أقامه بعض الأشخاص لها :
أين تسكنين ؟
السنابس وأنا أحبها كثراً ....
ماذا تفعلين هناك ؟!
أذهب المأتم .. أتعلم العربية .. والكثير ....
فما كان من حضرتهم إلا القيام برمي أغراضها والصراخ عليها .. وطردها من المطار !!
أتتنا تشكي الحال .. وتندب حظها.. فغادر علي لوحده وبقيت هي هنا وبعد أي قليلة سافرت !
نعم هذا ما جرى .. نحن لم نعلم ما السبب في طردها من المطار .. إلا إننا وبعد التساؤلات والبحث والنقاش الطويل معها.. تذكرت هي قائلة : نعم .. تذكرت .. فمنذ أن أجبت عن مكان سكني .. أخذ (....) يصرخ ويعبث بأغراضي .. وكأنني مجرمة أو إرهابية!
أحسسنا بوقع الصدمة .. فأخذنا بجنون نضحك .. ولكن هناك جزء من المرارة .. ( ألا تستحق قريتنا الاحترام؟)
ياه .. هذه حادثة تبدو بسيطة لكنها مرة .. غادرت فاطمة اليابانية وهي تحمل شحنات تعجب واستنكار لهؤلاء الذين جعلوا من قرية من قرى وطنهم تقبع كثيراً تحت مسمى الإرهاب والخيانة الوطنية والعبث بممتلكات وأمن الدولة !!
ما مصير الوطن وهو يحترق خلف جدار هؤلاء ..
تتساقط فيه صور الشهداء .. فتغدو شوارعه نيراناً ملتهبة .. شبابه في السجون الدائمة .. خارج الجدران أو داخلها لا فرق بينهما !
وفي نظرة خاطفة لقريتنا الجارة .. تلتهب القلوب .. تبدو القرية حزينة منكسرة .. فها قد فارقها شاب في عمر الزهور .. رحل فخلفَ برحيله ذكرى براءة زرعها الشباب في وسط قريته .. رحل .. لتحتل صوره صحف الوطن الصفراء .. فهذه تثبت تهمته بالتفجير و كأنه كان يبحث عن الموت والإرهاب وأخرى تحاول العبث في موته ..

القضية وحدها ( وطننا المظلوم )!

كل ذكراه عادت ترصد ألم الشعب اليتيم !

هناك 4 تعليقات:

واحة خضراء يقول...

لا يستحضرني الحديث جيداً عن امير المؤمنين (ع) لكن بما معناه : اذا اردت اتباع طريق آل بيت محمد (ص) فارتدي رداء البلاء ..

ولعل حديث الإمام الصادق (ع) يعبر ايضاً عن هذا الحال بما معناه : شيعتنااصبر منا ، فسألوه : وكيف ؟ فقال : اننا نصبر ونعلم بالغيب اما شيعتنا فانهم صابرون ولا يعلمون الغيب !

ولعل صبركِ يا فاطمة اليابانية لهو اكبر تضحية في سبيل المذهب .. فأنتِ على نورٍ يبحر في ظلام البحار

انار الله دُروب بلادكِ واعادكِ الله الينا هنا يحتضنُكِ الوطن

ويرمي الاوساخ خارجه ،،

بتول إبراهيم يقول...

صبرنا صبر أيوب .. وحبنا لآل البيت الدافع الأقوى للتمسك بالصبر الحقيقي .. وما يحصل لفاطمة اليابانية امتحان إلهي يقيس مدى تمسكها بالله وبآل البيت .. وهي أثبت ذلك ..
شكراً لقلمكِ الأبيض دائماً ..

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمته وبركاته

العزيزة بَتول ..


أن تَنظري لِقضيه كَهذه تَحت مجهرٍ ضَيق تكونين على خَطأ جِداً ..

ليست قَريتكِ والقريه الجارة مَن يُعانيان ما كَتبتيه هُناك ،،

على العكس تَماماً ..
فالكَثير من قُرى البحرين تُعاني ..


وليست فاطمة اليابانية الوحيدة التي تذوقت هذا ..
ولكنها نموذج صُب عليه حقد الحاقدين ..



حَمى الله الوطن



لِروحكِ مليون سَلام






زَهــرَاءْ





(f)

بتول إبراهيم يقول...

الأخت زهراء ..
هنا لم أكتب لقريتي ولا لفاطمة اليابانية فقط بل جئت بأنموذجين كانا الأقرب إلي ..
شكراً لمروركِ بين السطور ..