الخميس، 11 يونيو 2009

ياه .. يا صفي .. حتى أنت لم تخلو من جدل السياسة !


ياه .. يا صفي .. حتى أنت لم تخلو من جدل السياسة !



للسياسية طعم خاص مع طالبات صفي ..فالحديث عن الحرائق والسلندرات والمسيرات والاعتقالات والتصاريح وأخبار جلسات المحاكمات كان يطول ويطول .. لكن الأسابيع الأخيرة لمحاكمة المعتقلين بين السجون الخليفية كانت هي الأكثر استحواذاً على أحاديثنا داخل الصف وبين الحصص ..
لا تستغربوا ما أكتب ... فأنا من المهتمين كما طالبات صفي بالسياسة وبالأوضاع المتأزمة في بلدنا الحبيب ... لذا فنحن نتبادل الأخبار دائماً ف(ز) ملاية الصف تلتقط أخبار المنتديات السياسة لتقول نشرتها لنا في صباح كل يوم وقبل السلام حتى ..
تدخل الصف وأكون أنا جالسة ... وعند الباب : .. الحقي اليوم مسيرة في الديرة بروح بجين ؟! ولا يفوتش .. الليلة بتقوم الديه والسنابس .. يعني عفسة من الزين ...
لا أكتفي بالضحك فقط .. لكنني أتناقش معها في شؤون السياسة التي تكتظ بها المنتديات .. فنبدأ الصباح بتصريح فلان وصرخة فلان ...
أتذكر في خميس أحد الأسابيع وقد ابتليت بالحمى وبسببها كنت لا أستطيع الحراك فلم أعش هذه الأجواء بعفويتها مع البنات ..اتخذن طالبات صفي من حصص الإبداع مفرا لإخراج مسيرة طلابية من مدرج المدرسة إلى الصف ولم تخلو مسيرتهم من الهتافات ..
(براءة لا مكرمة اسمع يا قاضي المحكمة ) هذه العبارة كنت أغرق في الضحك عن سماعها ....
كنت دائماً ما أجبر ... (و ) و (ن) و(ز) بقولها لي وخصوصاً في أثناء الفسحة .. التي وعلى مسمعها نتلقى الصرخات من المعلمات : بنات اعقلوا احنه في وقعة .. انتون في مدرسة احترموا شوي ...
ولا أنسى ذلك اليوم الذي تمت فيه محاكمة الأستاذ حسن مشيمع والتي تم تأجيل المحاكمة على إثرها ...
طبعاً في الصباح كنا نبحث عن فكرة لتلقي الأخبار ونحن بين جدران المدرسة ... ففي ذلك اليوم كانت الشوارع لا تُرى من الحرائق .... بالفعل دبرنا لنا خطة .. وعند الساعة الثانية عشر مساءً تم تنفيذها ( بس ما بقدر أقول ليكم عنها .. لأنها خاصة وسرية ببنات الأدبي)!
دفعت ( ز) كرسيي بقوة .. فأدرت برأسي إليها والمعلمة تكتب على السبورة ... فإذا بها ( أعني ز) تحمل ورقة بيضاء مكتوب فيها ( تم تأجيل محاكمة الأستاذ إلى ............. ) وأخذت تهمس بصوت منخفض : وأزيدش من الشعر بيت .. ضاربين نسوان .. والشوارع وقعة بعد .. (اسمحوا لي ... فخطتنا المحكمة لا تستحمل الإفصاح عن كيفية تنفذيها )
فقمت بهز كتف ولاء ... والتي فهمت ما أعني فأدارت برأسها وقرأت ما قرأت ...
ارتسمت علينا ملامح اليأس ... ( لم تنتهي الخطة بعد ) فكان عليّ إخبار طالبات العلمي في الطابق الأعلى ...

هممتُ بنفسي إلى المعلمة : معلمة تسمحين أروح إلى بنية شوي .. ضروري ....
المعلمة : تفضلي بتول بس مو تتأخرين ...
أنا : إن شاء الله ....
أسرعت في خطواتي .. وصلت صف العلمي ...
فتحتُ الباب ...
أنا : معلمة ... لو سمحتين بغيت (و) شوي ..
المعلمة : تفضلي ...
و: بشري ... شصار ...
أنا : تأجلت المحاكمة .. والشوارع وقعة ... باي ... مريني بعدين يمكن توصلنا أخبار نيو ...

نزلت صفي .. ودق الجرس ... فقامت العصابة التي تجلس خلفي بترديد العبارات نفسها بصوت مرتفع وإذا بمشرفة القسم تقبل وهي في أوج غضبها : عيب عليكم بنات .. استحوا .. يعني هم في السجن واحنه نبتلش ... وش بتقدرون تسوون .. يعني بتطلعونهم بعبارتكم هذي .. والله كأنكم صبيان .. بوقعكم تعهد ...
البنات : يوو عادي مدرسة النعيم مو أحسن منه !
بعدها .. ولتزايد المخالفات سواء في الزي المدرسي أو في التأخير أو في التأخر الدراسي لصفنا العزيز .. تم بعون الله .. وبإشراف الإدارة المدرسية منعنا من الخروج أثناء الفسحة والشراء من الكافتيرا لمدة أسبوع ونصف!


ولا أنسى اليوم الذي كنا ننتظرُ فيه الإفراج عن الأستاذ حسن مشيمع ..
منذ الصباح استيقظت مبكراً جداً وفتحت صحيفة الوسط لأطلع على الأخبار كعادتي .. فقرأتها وكلي أمل ...
ذهبت المدرسة ... فكان حديث البنات عن انتظار هذه اللحظة .. وفي صفي العزيز .. قامت طالبات الصف بإخراج مسيرة فرح بهذا اليوم .. حتى السبورة لم تسلم فكل واحدة قامت بكتب عبارة عليها تعبر من خلالها عن فرحة هذا اليوم .. وقد هددتني (ز) بجلب الصحفية معي صباحاً لقراءتها ..
بالفعل في اليوم الثاني ذهبت إلى المدرسة ... وأنا أحمل الصحفية التي امتلأت صور الفرحة بهذا الإفراج المزعوم (بالمكرمة)فأصبحت طاولتي ملتقى للطالبات حتى من خارج الصف ... جاءت (ز) .. و بصوت مرتفع عند الباب : مبروووك بنات ... دويه أمس ما ظلت وحدة من المدرسة ما جفتها! ....
البنات : الله يبارك فيش ...

طبعاً المعلمات لم يسلمن من لسان العصابة .. فكل معلمة تدخل الصف تتلقى عبارات التهاني ...( لا ويسألونها عن شعورها وطلعت في الشارع لو لا .. ووش تتوقع يصير .... ) ومو عشان شيء .. بس عشان تضيع الحصة !

ولا أنسى .. الصف الالكتروني في حصة الفوتوشوب التي تستغلها بعض الطالبات في الكشف عن وقائع السياسة في المنتديات وكل ما اقتربت المعلمة منهن .. تظاهرن بالانتباه والإصغاء للشرح!

يااه يا صفي .. حتى أنت لم تخلو من جدل السياسة !
رُبما أعود و أنثرُ المزيد .. إذا شاء الله ...

ليست هناك تعليقات: