الثلاثاء، 16 يونيو 2009

الأرواح الطاهرة دائماً تودعنا ..!


الأرواح الطاهرة دائماً تودعنا ..!
انتهى صوت الدعاء المرفوع إلى أعلى السماء ... انتهى برحيلها ..


الأيام الماضية كانت في حياتي من أسوأ الأيام على الإطلاق .. فلا جديد فيها إلا الصدمات والعراقيل والدموع وهذا لا يهم في شيء .. واليوم يكتمل المشهد تماما !
برحيل تلك الروح الطاهرة يكتمل مشهد الحزن في عيني أروع اكتمال .. منذ زمن طويل مضى وأنا لم أرها تتمشى في دهاليز القرية ... واليوم أسمع خبر وفاتها وهي ترقد منذ أشهر في دار المسنين .. تلك الدار التي يصطحب الأبناء أمهاتهم وآبائهم إليها في نزهة مودعين عالمهم الخارجي !
أبنائها الكبار أخذوها بعد وفاة زوجها المسن إلى دار المسنين لعجزهم عن رعايتها ويا للأسف أكانوا يظنون أنفسهم بأنهم لا يفارقوها وهي في دارها ..؟!كلا.. بل كانوا يزورنها في السنة مرة واحدة أو مرتين لا أكثر .. كانت تعتمد على الجيران وأهالي القرية في تلبية حاجياتها البسيطة ... وكان منزلها باباً للحسين (ع) لا تسمع فيه إلا صوت البكاء على آل البيت ..وأيضاً كان هذا المنزل يشع بنور القرآن الكريم فقد كانت تعلم الصغار والكبار ...
للأسف بأن هؤلاء الأبناء الذين اليوم بالتحديد سيزعمون الحزن والأسى لفارقها سيحملون جثمانها وقد عُدمت الرحمة في قلوبهم ..
ما كل هذه القسوة .. وما كل هذا الجفاء ..؟!أسألكم بالله .. أهذه رحمة الوالدين ؟!
أهذا هو الحب و رَد الجميل لهما ؟!كيف لقلوبهم المتحجرة أن تصطدم بنبأ رحيلها وهي لا تعلم برضاها من عدمه؟!
ألا يخشون الزمان في تقليب هذه الأحداث ؟!
ما عدتُ أبتسم في وجه شيء إلا الدموع ...
ربي ارحمها برحمتك .. وأدخلها واسع جناتك ..
انتهى صوت الدعاء المرفوع إلى أعلى السماء ... انتهى برحيلها ..
وداعا (أم ...)!

هناك تعليق واحد:

واحة خضراء يقول...

أأسف شديد الأسف لهؤلاء / فمن سعى لأجلك يوماً تنكره في الثانية !

يؤسفني ان عمي حاله هو هكذا، فقد اصيب بالصرع ووضعوه أبنائه في دار العجزة ، انا اقول ان النفسية لا تتحسن بل تتدمر ، فأي جميلٍ يراه المُسن بين اولاده وزوجته ام بين غرباء من المسنيين والممرضات !!