السبت، 26 سبتمبر 2009

الابتدائي.. المرحلة الأكثر عفوية في حياتنا ..

( بحر كورنيش الغوص مع نسيمه العليل )
الابتدائي .. المرحلة الأكثر عفوية في حياتنا ..


نسيم هذا اليوم شكلني بهواه ..

الساعة حينها كانت تشير الى السابعة صباحاً .. سئمت الوحدة ..
(هدايّ) صديقة الطفولة .. الجارة الأعز على قلبي .. ومن خلال هذا الأنيس الوحيد طلبت مني الذهاب لها .. بالفعل .. خرجت ومنذ فترة لم أخرج من المنزل في هذا الوقت المبكر إلى منزلها ..
كأننا لصوص في حركاتنا ..
هششش الكل نايم !
حتى الطريق خالي!
لكن الهواء كان يتسلل إلى أرواحنا فيزيل كربنا ..
تذكرت أجمل صباح مرّ في حياتي حينها ..

أنا وهدى وحكاية التأخير !

المهم .. سيطرت علينا ذكريات الطفولة .. وخصوصاً ( شقاوة الابتدائي ) ..
تذكرتُ حينها :
عندما كنا في المرحلة الابتدائية .. كم كنتُ نشيطة حينها وأحب الذهاب للمدرسة برفقتها .. مما كان يدفعني أن أخرج من المنزل عند تمام السادسة صباحاً وكلي نشاط لأذهب إليها .. طبعاً كانت تغطُ في نومها . فكنت أنتظرها برفقة والدتها إلى أن تستيقظ وترتدي ملابسها ..
لحظة .. هدى ما أظن تنسين ..
اووه لا تسحجين شعري ما في وقت .. يعور!
( حركتها حينها لا أظنني سأنساها أبدا )
كانت تغمض عينها بقوة محاولة الهروب من والدتها التي كانت تكثر المقارنة بيني وبينها )!
الشي الي يصدم ان بعد ما أمر عليها من الساعة 6 الصبح نطلع للمدرسة الساعة 7 وعشر ونوصل بالضبط الساعة 7 والنص .. طبعا تكون الحصة الأولى بدأت .. وكل يوم في طريقنا نلاقي معلمة الرياضيات وبعض الأحيان توصلنا وتعصب .. لمتى بتعقلون كله تتأخرون وبس !
لما نوصل .. تكون بانتظارنا المشرفة ..
آيه عليكم بتول وهدى كله تأخير .. من فيكم الي تتأخر ..
هدى تحاول الهروب : بيتنا بعيد ..
الله عليكم في وين ؟
سنابس بس بعيد ..
ما شاء الله .. اوكي روحوا الصف لا تضيع عليكم الحصة ..
المفاجأة كانت في اليوم المفتوح ..
معلمة الرياضيات لوالدتي : بتول شطورة ومجتهدة .......(وباقي المدح ) بس للأسف تتأخر واجد وهذا الشي يأثر عليها ..
والدتي : شلون وهي تتطلع الساعة 6 من البيت ؟!
المعلمة : معقولة .. عجل ليش توصل ويه هدى 7 ونص المدرسة ؟!
والدتي لي : بتول ؟؟ ليش ووين تروحون ؟!
أنا : لا لا ما نروح مكان .. بس اروح انتظر هدى وامشي وياها ..
المعلمة : يا سلام والله ..
والدتي وهي في قمة غضبها : دواش انتين وهي في البيت ..
آآآخ للأسف الشديد بعدها فرقونا عن بعضنا في الصباح .. فصرت أذهب بالسيارة مع والدي وهي كعادتها تأتي متأخرة إلى المدرسة !


كثيرة الانفعال أثناء سردي للقصص والحكايات!

أما هي فذكرت لي طريقتي في ذكر القصص والحكايات في حصص التربية الاسلامية واللغة العربية فقالت : اني ما انساش اذا تقولين لينا القصص .. صدق الصف يظل كله ساكت والمعلمة تستانس منش عدل بس تذبحينا من الضحك .. تنفعلين مع أحداث القصة الي تقولينها وتسوين حركات عجيبة !
أنا : ههه شلون ؟
هي : يعني مرة وحدة ترجعين خطوات إلى وراء أو تحركين ايديش بانفعال كبير وهذا الشي يذبحنا من الضحك .. يا يمه متنا من الضحك عليش .. يا زعم تمثلين وانتين تقولين !



بنات نظام .. مال أول .. ( زوبة السموحة ) !

أيضاً تذكرنا ما كنا نفعله بعفويتنا ومزاحنا مع زينب .. تلك الشقية التي رافقتنا في عامنا الأخير في الابتدائي .. ( يا زعم بنات نظام )! مال أول ..
طبعاً جو اليوم ساعدنا على تذكر ذاك اليوم الي ما سكتنا فيه من الضحك ..
بما انه كنا بنات نظام أني وأبرار وهدى وزينب فكنا نقعد على الدرج وننتظر البنات ينزلون ( وطبعا نسوي روحنا شخصيات مهمة ) ..
ليش متأخرة ..؟!
بنودي اسمش للمشرفة ..
سكتي لا تتناقشين والله بتحصلين على عقاب!
في ذاك اليوم بالتحديد الجو كان عجيب .. هواه نسيم يرد الروح بس كان قوي كل شي يطير من أوراق وغيرها ..
واحنا ما قصرنا في زينب .. أخذنا سلة خفيفة وخلينها قريب لينا .. انتظرنا زينب تجي وسوينه تحدي الي تقعد عليها قبل لا تطير ..
زينب المسكينة قلم بنسل ( ضعيفة ) كنا متأكدين ان الهوا بيغلبها وبتطيح في السلة نفسها بس ما توقعنا انها بتيطح على الأرض وبتتأذى ...
خلينا السلة على جنب .. وانتظرنا الهواء القوي وعطيناها اشارة ..
المسكينة .. كانت بتقعد جان تطير السلة وتطيح مباشرة على الأرض .. المدرسة كلها ضحكت .. وحتى هي .. بس اكيد من الفشيلة ! وظلت كم يوم تصيح من ألم في ظهرها ..
صدق حسينا بتأنيب ضمير .. بس ما زلنا نضحك من قلب اذا تذكرنا!
( السموحة زوبة )..

صدام حسين .. أيام الحرب عجيبة !

يا ريت الزمن كله يرجع ..
حتى صدام ما سلم من لسان البنات في الابتدائي ...
طبعا كلكم تتذكرون سنة الحرب يا زعم على العراق كنا في صف السادس ابتدائي وكل يوم تدريب بجرس الانذار وباقي الترتيبات يا زعم ..
رغم ان الاجواء كانت مخيفة نوعا ما بس صرنا من نذكرها نموت ضحك ..
في يوم جمع الأكل يا زعم من تمر وبسكويت وماي ..
في الصالة الرياضية ..
كل وحدة منا تخلي اكلها على صوب ..
بس مو يقولون الناس في زلزلة والعروس تبي رجل !
صدق هبالة ..
اتذكر فاطمة تقول لينه :
اذا صارت الحرب اني بعرف الاكل الي جبته .. ما باكل من عند احد ..
احنا : يوو شلون ؟!
فاطمة : خليت عليه اشارة من وراء .. ما امبي آكل وكل وحدة من البنات تقول اكلت اكلي !
اني وهدى : يوو ليش يعني وقت الحرب بنعرف ناكل ؟!
فاطمة : أي .. عجل ليش جايبين الاكل ..؟
زينب : يمكن بيعطونه الجرحى !
...
موقف آخر ..
في يوم كان الجو غبار وعفسة .. وكنا تونا مخلصين فسحة وراكبين الصفوف .. مرة وحدة طاح مطر وهبت عاصفة قوية .. المطر كان اصفر والريح صدق قوية بشكل غريب ..
فالكل قال .. الحرب قامت .. وهذي آثار الكيماوي !
نزلنا الصالة وكل وحدة تصيح وتحضن الثانية .. وتطلب السموحة .. بس هدى رغم صياحي قدامها الا ان هي كانت تضحك عليي من قلب : يووو ليش تصيحين ما في شي يخوف ..
أني : سكتي .. انتين سنورة تخافين منها ما تبيني اخاف من هالجو .. اكيد الحرب صارت ..
زينب : ابويي في الشغل .. وامي في البيت .. يعني ما بجوف اهلي خلاص ..
فاطمة : ولا بجوف اخواني .. خلاص انتهت حياتنا ..
المعلمة : صلوا ع النبي بنات .. ما في الا كل الخير ..
فاطمة : يعني بناكل الاكل احين !
احنه : فاضية .. ادلفي .. احنا بنموت وانتين تفكرين بالأكل ..
..
بعد أن انتهت هذه الأجواء ..
كل وحدة كانت تتطنز على الثانية .. طبعا هدى يا زعم طلعت أقوى وأشجع بنية فينا .. بس اني مستغربة إلى أحين ..
يا هدى يا البطلة إلي ما يخاف من هالأجواء يخاف من سنورة؟!



لغتي الحبيبة .. اعذريني ..
لغتي العربية الفصحى .. أقدم اعتذاري لكِ .. أخذني هذا الجو إلى عفويتي التي أشتاقها الآن بجنون ..
جو هذا اليوم منحني طاقة غريبة .. من خلالها استطعت أن أتنفس بعمق .. وبعد إلحاح على الأخوات العزيزات .. ذهبنا إلى كورنيش الغوص في المحرق .. لم أفارق البحر حينها .. لو لا تعدد الجنسيات التعيسة هناك .. فكلما حاولت الهروب من آلامي أعود في أحضانها بقوة .. أشبه بالإخطبوط في صراعها معي ..
يكفي أني شكوت أحوالي للبحر ولربي .. وتنفست هذا النسيم العليل لأول مرة بعد انقطاعٍ طويل !

هناك تعليق واحد:

عبق الزهور يقول...

ههههههههههههههههههههههههههه
أضحكتني براءتكم ملأ فمي
كم هي رائعة حياتكِ بجميع فصولها..
كما هي أنتِ تشعي رونقاً في جميع جوانبك..

لو عرفتكِ في الابتدائية لأعجبتني عفويتكِ.. لو عرفتكِ منذ الإعدادية لأعجبتني ثقافتكِ.. ولو عرفتك من الثانوية لأعجبني إصراركِ .. وفي جميعهم أعجبني طموحكِ وشخصكِ..

فـ هنيئاً لنا "أنتِ" .. هنيئاً لـ هدى .. هنيئاً لـ زينب وهنيئاً لـ فاطمة..

بخِ لنا ولهم صديقةً مثلكِ
لــ عدمناكِ ـــا