الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

قريتي .. كفانا فقداً ..




قريتي .. كفانا فقداً ..


ما بالهُ قلبي اليوم ,,.؟!
وما بالي وعواصف التفكير ؟!
في طريقنا إلى الجامعة صباح هذا اليوم كنتُ أحدثُ صديقتي عن كوابيس الليل وأحاسيس النهار , عن الدموع وعن التفكير .. في ساعتنا المقبلة ,, في يومنا المنصرف ,, في عامنا الجديد ,, في كل شيء قادم!

عدتُ مرهقة أكادُ أموت رغم ابتسامتي العريضة أمام الجميع , رغم ما سمعت من مفاجآت ورغم ما قابلتُ من صدف زينت لي دربي..
قلتها وأنا أموت : أخاف من كل شيء سيأتي وسيمضي بعد لحظة ليصبح ذكرى!


نعم .. عدتُ وحاولت كتم أنفاس هذا الصراخ الذي كان يجتاحُ منافذي بالنوم ..
ربما ستكون الموسيقى دوائي ..
للأسف زادتني حُزناً!
افف ما بالها وسادتي .. لم أعد أستشعر دفئها !
سئمتُ كل شيء ..
أخذتُ أفتش بين المواقع الالكترونية .. أبحثُ عن عالم يُشبهني .. لم أجد!
أخذت أتصفح أحد الكتب لعلني أنسى ألمي لهذا اليوم ,, لكنهُ زادني ألماً على ألمي !

وماذا بعد ؟!
قلتها .. أخاف من كل شيء سيأتي !
عند الساعة الرابعة والنصف عصراً ..
باب غرفتي يُطرق ..
أخي : بتول .. استيقظي ..
نعم .. لستُ نائمة , ماذا تريد ؟
أسمعتِ ؟!
عن ماذا ؟!
لقد تُوفي السيد سعيد..
قمتُ مسرعة وفتحتُ الباب على أمل أن أكون قد سمعتُ بالخطأ اسم هذا الرجل الطيب ..
من .. قلتَ من ؟!
السيد سعيد توفي بعد حادث صباح هذا اليوم !

وقفتُ منكسرة , تذكرته جيداً ..
ملامحه الحنونة التي شكلتها أثقال السنين , خوفه على الجميع , طيبته ..


ويلنا من هذه الأقدار التي تشكلنا على مزاجها !

كان يجلسُ عند أحد دكاكين القرية ويلم الجميع بقربه فكلما مررنا بقربه قالها بحنان : يا بناتي لا تمشون في وسط الشارع خطر ,, خلكم على جنب لا يصيدكم حادث سيارة .. الله يحفظكم ويخليكم ..

سيد سعيد .. سأفتقدُ سؤالك لي عن أحوالي .. سأفتقدُ سلامك .. سأفتقدُ ابتسامتك التي كانت تملأ شوارع القرية ..
خوفكَ على الجميع .. من أطفال ونساء وشيوخ وشباب من حوادث السير , حملك جثة صباح هذا اليوم بعد حادثٍ مؤلم ..
فمن يدري .. قد أموت على وقع ما أخاف منه !
في لحظة ما ..
في مكان ما ..
نحنُ ضحايا الأقدار !
فكما فقدتُ سابقاً من أحبة ها أنا الآن أفقد ..


أقولها بأعلى صوت ..
أخاف من كل شيء سيأتي .. وسيمضي ليصبح ذكرى !
رحمكَ الله وأدخلكَ فسيح جنانه ..

هناك تعليق واحد:

واحة خضراء يقول...

لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

قرأت هذه التدوين فذهبت مسرعاً الى الوسط اون لاين فقرأت الخبر ..

الطيبون في هذه الدنيا يرحلون ..

عظم الله اجوركم واجرك يا حكاية

وفي جنان الخلد ان شاء الله