الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

حكايتي .. ها أنا عدت مع ذكريات مدرستي ..



حكايتي .. ها أنا عدت مع ذكريات مدرستي ..



كان الجو أقرب الى اليأس .. فهذه المعلمة تقر الأربعاء الاختبار الأول بدسامة الدروس وهذه تقر تاريخ تسليم المشروع وأخرى تؤكد على آخر يوم لتسليم البحوث ... يااه كنا على وشك الهلاك لو لا ستر الله وصوت (ملاية الصف ) بصراحة جعلتني أحلق بصوتها الى أعلى السماء ... هذه المرة قربتني بذكرها لمقطع من دعاء كميل ( الدعاء الذي دائماً ما يوسع قلبي بالرحمة ) ... أخذت كتبي بعد حل الواجبات ولممتها على جنب .. وتركت كل شيء ثم وضعت رأسي على الطاولة وأغمضت عيني المتعبة .. وسرحت الى حيث الله ورحمته ... طوال الفسحة .. وهي تعيد المقطع نفسه ... !!
لم ينتهِ يومي عند هذا الحد ... ما ان جاءت حصة (الـعلم ) المادة العلمية الثقيلة على قلبي .. حتى انقلب الصف الى عرس عجيب ... فــ (أ) طبالة الصف تجيد الغناء كما وتساعدها (ملاية الصف ) ذات الصوت الهادئ العذب .. والأخريات يجدن التصفيق أما أنا وصديقتي درويشة فنجيد لغة الضحك ..!!

الا ان ما يعكر صفو جونا .. دورية المدرسة كما تُلقب من قبل البنات (لا أستطيع ذكر اسمها ) .. فهي تأتي لترفع صوتها بالصراخ دائماً وعلى الجميع بلا استثناء ..!!
الغريب في الأمر أنها مرت على الصف وكأنها لم تسمع شيء .. الا ان مُدرسة العلم عند وصولها الصف ورأيتها البنات على هذا الحال ..وقفت تناظر الجميع باحتقار غريب .. ربما كانت متعجبة من التصرفات ويحق لها ذلك!!
فكلما كانت تردد علينا بصراخ: ( والأخير وياكم بنات)
ترد (إ) التي تجلس في مجموعتنا : أفا معلمة ما تعرفين والأخير شنو له )
تكمل (ز) ضاحكة بصوتها العالي : نقطة ..!!


يوم آخر ..
الضحك وحده شريك يومنا .. (ز) ملاية الصف تهوى المزاح كثيراً وتبدأ بي .. دائماً
فما فعلهن بنات صفي كثير .. كثيرا جدا ..
وما يضحك أكثر .. عن تصرفاتنا في ذلك اليوم فالفضول يغتال عقولنا .. ( كان يومنا يصادف محاكمة الاستاذ مشيمع ) وهذا ما دفع بعض البنات للهروب من الشرح في الصف الالكتروني الى التجول في المواقع الالكترونية ..
(ز) .. تناديني : بتول .. صار الضرب ..
(و) تقول :.. بنات .. اكو الحرايق قايمة في جدحفص والسنابس ..
(ز) بصوت يشبه الأموات : (سير يا مــ كل الشعب وياك )..
طفح الصبر عند المعلمة ... فصرخت : بنات مصختونها وين قاعدين احنه .. الي فيها خير تطلع وتقولي انها تطلع الاصوات ) ..
(ز) تخاطب المعلمة : يمكن تتهيأين معلمة ما تجوفين الصف بنام من الدرس له ( بصراحة الحصة دائماً أقرب الى الملل )
المعلمة تصرخ غاضبة : والله ما فيكم فايدة ..
بعض البنات : والله فاضية .. نبي نطلع في مسيرات اليوم مو قاعدين هني !
المعلمة :.. والله لو تطلعون تنقلب البحرين .. انتون بروحكم شغب .. بأفعالكم !
(و ) تهمس بأذن (ز) : ما عليش منها .. افتحي الصرح وجوفي ..
المعلمة تقترب من البنات : يا سلام .. بعد فاتحين النت .. اروايكم اني .. خلنا نكمل الدرس بس !!
عند خروجنا من الصف الالكتروني بدأن في الصراخ والتصفيق وبالهتافات السياسية وكأننا في مسيرة حاشدة مؤازرة لمعتقلينا الجدد (سير يا مـ ...) ( خـ شيل ايديك) .. وغيرها من العبارات .. ولكن لم يكتمل فرحنا بعد .. ما ان وصلنا الصف حتى اصطفت المشرفة والمعلمة عند الباب .. وبدأن بالصراخ على البنات .. سألت معلمة المادة عن مصدر الازعاج والعبارات ... فظل الجميع غارق في الضحك !!

بصراحة كان يوما حافلاً بالمسيرات الحاشدة في المدرسة ! فطالبات العلمي احتشدن في الفسحة عند قسم التسجيل مطالبات بحذف احدى المواد العلمية وابدالها بمادة سهلة تساعد على رفع المعدل ..

عبارة احدى المعلمات في ذلك اليوم :
جوفوا بنات العلمي في شنو وانتون يا الأدبي في شنو ..؟!!
بعض البنات : الأدبي فاكين عمرهم .. ومو مهتمين انه عندهم اجا 3 !!
بنات الأدبي : الي يصير بره المدرسة أهم والدراسة بندرس لو شنو يصير .. اليوم المفروض اجازة !!
أما أنا .. وصديقتي (و) نقول : كان يوماً رائعا .. لكن الدراسة ربما تكون أهم .. لو لا الفضول !
(المعتقلين كانوا الشغل الشاغل .. ربما ما يدفعنا الى ذلك قهرنا تجاه ما يحصل في
وطننا )!

اليوم جرت التفاصيل نفسها في الجامعة .. دخلت بعد دقائق من دخول التيجر إلى القاعة ..
ناظرتها .. ابتسمت .. وناظرت زميلاتي ( طبعا 3 وحدات من صفنا وياي في نفس السكشن)
جلستُ أنتظر فرصة لفتح موقع صحيفة الوسط وما ان بدأت التيجر بشرحها على اللوح حتى دخلت الموقع وقرأت الخبر وبجنون : بنااااااااااات .. براءة ..
البنات: ذكرتينا بالمدرسة ..
اني : بس الفرق في المدرسة ان الي توصل لينا الاخبار هي ملاية الصف عن طريق الخلطة السحرية الي الكل يسأل عنها !
بعدها قمت بكتابة مسج إلى رفيقة الدراسة والطموح ( درويشة ) التي ابعدتنا مقاعد الدراسة في الجامعة عن بعضنا البعض ولنا لقاء الفصل المقبل اذا شاء الله ..
ردت درويشة بمسج ايضاً بعد ربع ساعة تقريباً وقد كانت سعيدة ..
محاولتي في مشاهدة الصور فشلت لعدة مرات ..
( لأن تيجرنا رافقتنا اليوم عدل .. تروح وترجع وتتكلم ويانه .. طبعاً من سوء الحظ )!
عندي سؤال اسمي لهدرجة ثقيل على لسانها .. تناديني .. باااااااتول إبراااااهيم .. ( افكر ما تتعب وهي تناديني من كثر ما تمد !)
كم أشتاقُ إلى مدرستي .. معي حكاية جديدة .. فقد زرتها يوم الخميس .. سأوافيكِ حكايتي بأخبارها قريباً وربما غداً ..


( للذين خطوا خطواتهم الأولى في المرحلة الثانوية عيشوها بتفاصيلها فهي أجمل وأروع وأحلى المراحل الدراسية )..

هناك تعليقان (2):

واحة خضراء يقول...

ذكريات المدرسة (=
كالاحلام \ الملاية - المصفقون - مكرفون الطابور \

نتمنى ان نقرأ همسات جامعية ^_

مُتنفس يقول...

أرجعتينا دهرا من الذكريات ..

نتوق لها .. بطعم المشاغبات التي ما بعدها مشاغبة ..

سعيدة بقرائة مدونتكِ