الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

هاني سيف يروي طفولته عبر مدونتي !


هاني سيف يروي طفولته عبر مدونتي !


حين تغفو طفولتنا على جناح الذكرى ... نغرقُ بحلم العودة .. فهل نعود !
عائلتي الحبيبة منذ أن احتضنتني والدتي وأنا أنام وأصحو على حبٍ ودلال .. في منزلنا ترى ابن العم أخ لإبنة عمه ... هكذا نحنُ تماماً ..
منذ الطفولة وحتى المراهقة .. وحتى الشباب إلى مرحلة الاستقرار وتكوين أسرة مصغرة نبقى أخوة ..
يوم الجمعة نلتقي مع بعضنا اليوم وهذا لا يمنع التقاءنا ببعضنا البعض يومياً إلا أن يوم الجمعة يوم مختلف يحمل الكثير .. ونشعرُ فيه بالكثير ..
جدتي عند الساعة الواحدة ظهرا: اتصلي في فلان لحين ما وصل .. وجوفي علان .. ما ادري شفيهم اتأخروا ...
أوووووووه يوم الجمعة .. ضجة وبكاء أطفال وشقاوة كبار!
مساء الجمعة الماضية استوحشنا كثيراً نحن البنات بعد ذهاب أمهاتنا لمشوار عائلي .. فجلسنا كل منا تندب حظها ..
بنات العم .. وأنا وشاركنا الملل ابن العم ( هاني سيف ) >>>> ( يوزر سيف ) .. مصدق عمره! وزوجته و أبنائه ..
كان حديثنا في بداياته عن وضع البحرين والمنطقة .. حتى وصل إلى النبي يوسف وزليخة ..
لا أخفي عليكم كم غرقنا في الضحك مع ابن العم العزيز وهو بطبعه ( مزوح) ..
هاني لي وأنا أتحدث عن عشق زليخة مع زوجته وبنات العم : احم احم .. ترى وياكم هاني سيف ..
أنا وبنات العم : من!
هاني : هاني سيف !
بعد ان استوعبنا كلامه ضحكنا بصوت عالٍ جداً أعتقد بأن الجيران سمعوه ..
هاني سيف ذلك المحاسب الدقيق ابن الرابعة والثلاثين من عمره ( مو متأكدة من عمره) !
عندما تجلس معه لا تدرك الجد من الهزل وتضحك وأنت لا تشعر بهمك وتكثر من الصراخ حتى يتوقف عن مزاحه ويكلمك بجدية ..
أنا : هاني سيف عندي طلب .. طرش لي ذكرياتك ويه أختي لما كنتون صغار ..
هو : والله أفكر .. على حسب المزاج ..
أنا : عدااال ..أصلا تسكت وتقول ان شاء الله لأنك بتنشهر على ايدي مو على ايد ايران وأفلامها
ابنة العم : هههه لا يصدق عمره بعدين مدونتش محد يدخلها ..
هو : ما عليه أراويكم ..

لكن ..
فاجئني ابن العم هذا المساء وأرسل لي ما طلبته منه لكي أنشره في مدونتي ..
أترككم مع شقاوة هاني .. طبعاً بقلمه هو ..
وهذه الذكريات دونها منذ عاميين تقريباً ..


( هاني سيف و مرحلة الطفولة البريئة! )


يسرد ذكرياته قائلاً :
كثيراً هو حمد الله من الجميع على أي مولود ، فهذا هو الحال حينما يرزق أي شاب بمولوده البكر! فأحمد الله كثير على أمي وأبي وأهلي والحمد لله الذي أخرجني لهذه الدنيا بموفور الصحة والعافية ، ووهبني روحاً وعقلاً وجسداً كي أنعم بهم في حياتي ،،
ولدتني أمي و بدى أن ابتسامتي لا تفارقني (هكذا قيل )، وخرجت من ظلمة الرحم للنور ، وبدأت حياتي كما تبدأ حياتكم جميعاً ، فإما أن ترضعك الأم ، أو ترضعك أخرى لتصبح أمك بعد ذلك ، وإما أن تجد الحليب الصناعي كبديل عن الحليب الطبيعي المغذي والصحّي!
لقد أرضعتني أمي قليلاً لأسباب لا تحضرني ، وهذا ما جعل مني ضعيف البنية بعد أن كنت سميناً ولدي من اللحم الكثير: ،، كان والدي رحمه الله أكثر من يحملني ويحتفظ بي ويفرح كثيرا بي ، حتى أنه يشتري لي الكثير من (ألبسة وألعاب وغيرذلك) و لا يشتريها جميعها لأختي التي تكبرني!
تخبرني جدتي الغالية أطال الله في عمرها بأنه في ساعات المرض وشدته يبكي رحمه الله ويأخذني مباشرة للطبيب (الخاص) ويتعكر مزاجه ويغضب سريعاً ،، حتى أطيب وأتعافى! وفي حال السفر (إيران والعراق مثلا) لا يلتفت يمينا ولا شمالا إلا وسأل عني وتفقدني إن لم يكن يحملني بيديه! حتى في الطائرة!! كما تقول جدتي!!

ازداد فرحه وفرح الجميع حينما خطوت أول خطواتي بعد أن أطلت بالحبو ، وارتسمت ملامح البهجة والسرور حينما تقطرت من فمي بعض الحروف التي تبدأ ب : بابا ، ماما ، ووووووالخ ، وشعرت حينها بأن الجميع يراقبني ويهتم لأمري! فبدأت بتفجير طاقتي وعضلاتي!! ظهرت علامات تمردي وطيشي وتلازم ذلك مع الدلع الغير مسبوق لأحد في عائلتي من قبل والدي رحمه الله (على الرغم من انه كان يحب الأطفال ويفرط في دلالهم )! كان يشرف على استحمامي ويلبسني ثيابي ويمشّط شعري وهذا ما أتذكره كثيراً وقد تركز في مخيلتي! وكانت والدتي تجهزني وأظنها تغار من والدي حيث تقول (لا يكون هذا ولدك بس إنت)!

المهم ، البراءة امتدت لثلاث سنوات ، بعدها أخذت العضلات في التفتت وتجلى حب إثبات الوجود بين أفراد العائلة ، وبدأت مرحلة جديدة من مراحل النمو عند الإنسان البسيط ،، ففي هذه المرحلة إنفلات كبير وتغيير سلوك ووووالخ .

الحلقة الثانية : شقاوة الطفولة ( هاني سيف وأختي وحكاية الانتحار !)

يكمل سرده :
أعود لأكتب لكم عن فترة الطفولة الشرسة ، التي بدأت حينما أكملت ال 3 سنوات ،،، وبوادر ظهور الزعامة على الآخرين بدءً من أختي وابنة عمي ( يعني أخت حكاية الكُبرى )

نشأت بين يدي هذه العائلة الكبيرة المحترمة ،، التي تتكون من أربعة رجال ونسائهم ونحن الثلاثة – أختي وأنا وابنة عمي- وكنت أول الغيث من الأبناء وهذا ما جعلني الطفل المدلل عند الجميع ،، وبالطبع كما الآخرين استفدت من هذا الدلال كثيراً في مشوار حياتي ..

ولقد ترعرعت مع أختي وابنة عمي ، وزاد ارتباطي بابنة عمي لتقارب العمر حيث كنا نتواجد مع بعض طيلة اليوم كل منا أخذ من وقته الكثير في التفكير والتخطيط في كيفية إثبات الوجود ومن أجل السيطرة على الحكم طبعاً ،،

أعزائي ،،، لا غرو أبداً أن الفرد حينما يريد أن يسيطر على مجريات الأمور يشعر بأنه في حاجة ماسة إلى فرض شخصيته بقوة وبدون تراجع حتى لا يفقد هذه الزعامة المزعومة!! وهذا ما صبوت إليه خصوصا وأنا أبحث عن فرض شخصيتي على أختي التي تكبرني بثلاث سنوات و ابنة عمي التي تصغرني بقليل ، ولا أخفيكم علماً فقد كانت ابنة عمي رمز للمقاومة العنيدة التي أخذت في منافستي ولا تزال ليومنا هذا بعنادها وغرورها ،،، واقعاً ،، لقد تكبدت الكثير من العناء والتعب من أجل كبح جماحها وضاعفت الجهد والتركيز عليها لأن أختي لم تستهلك أي شيء من عندي ،، حتى أصبحتُ في النهاية السيد الذي يأمر وينهي برغم العصيان المدني والعسكري أحياناً !!

وإليكم بعضا من المواقف التي مرت علينا واسمحوا لي بتدوينها وجعلها جزءا من يومياتي ،، بس ما أريد أحد يفتّن عليي !!!

كما يقول خبراء الطاقة النووية بأن الخيار العسكري أحياناً يكون الحل الأنجع لأي تمرد أو عصيان ، وفعلاً هذا ما قمت به في أحد الأيام ، ولعل السبب يعود لوجود خلاف حاد بيني وبينها – ابنة عمي – هذا الخلاف لا أستبعد أن يكون متعلق بأشياء مادية ونهب وسرقت ثروات الوطن ،، الأمر الذي دعاني إلى الهجوم السريع والمباغت بغرس يداي في شعرها وما كنت أسمع حينها إلا الصراخ والبكاء والعويل الذي ينطلق من فيها !!
والجميع يصرخ دعها وشأنها وووو إلاّ ، وأنا خبر خير لا صوت يعلوا فوق صوت الأيادي في الشعر! وأظنكم تعرفون ماذا يعني الشعر بالنسبة للبنت ،، كل شي إلا الشعر !! صح؟ كخخخخخ

المقلب الثاني ،، في بعض الأوقات نذهب للخبّاز (اللي صوب المقبرة) لنشتري (سيلان (أبو أربعانات) أو خراخشين أو أي شيء آخر) وكنا نتسابق من يصل أولا للخباز ومن ثم للبيت ، وكالعادة أصل أولا ودائما ما تعود هي بصياحها لتركي لها في الازقة والشوارع وأحيانا كثيرة أكون قد سرقت أكلها أو أغراضها حيث تبدأ من هنا إحدى المعارك ودوما ما تنتهي بالفوز الساحق للرجال على نساء القوم!!

هنالك بعض المواقف الأخرى التي لا تحضرني الآن ،، وربما تخونني الذاكرة في توثيقها بالتحديد لكن والدتي الغالية بحضورها ساعة كتابتي لهذه السطور ذكّرتني بموقف له نكهة خاصة وهو أنه في يوم من الأيام تشاجرت مع ابنه عمي ( أخت حكاية الكبرى ) وذهبت تشتكي عند أمها ( يعني والدة حكاية) لكي تأتي وتوبخني بل وتضربني ، فما كان من أمها إلا أن عاتبتها ووبختها هي بدلا عني .. وفجأة أخذت بنفسها تركض للطابق العلوي صارخة بأنها سترمي بنفسها وتنتحر بسببي!!
إلا أن المفاجأة الكبرى تأتي هنا ، فقد خرجتُ للطريق منتظرا وصولها للطابق العلوي كي أشجعها على أن تلقي بنفسها ووعدتها بأنّي سأتكفل بها حال سقوطها وتأكدَتْ هي طبعا من ذلك حيث رأتني واضعا يداي مفتوحتان و فانيلتي مفروشة لها ،، وأنا اصرخ اقفزي تحديداً عند الفانيلة كي ألتقطك!! وما كان منها إلا أن تزداد جنوناً بجنونها وتعود أدراجها بالخيبة والإنكسار!!

أخيراً ، يبقى لي أن اشهد بأنها بنت عنيد وذات مقاومة راقية ولا تزال حتى هذه اللحظات ، فهي تتمتع بشخصية قوية لكنها على أية حال لا تستطيع التغلب عليّ ولن تستطيع في المستقبل ان شاء الله !! فالرجال قوامون على النساء ،،، أليس كذلك؟؟؟ ههههههههه
انتهى سرد هاني سيف لذكرياته ..
هاني الآن : محاسب وله مكانته في عمله . متزوج وله من الأبناء .. محمد ويقين وفاطمة ..
أختهُ الكبرى : معلمة لغة انجليزية ..متزوجة ولها أبناء .
أختي : معلمة لغة عربية .. متزوجة ولها من الأبناء آلاء وأحمد وزهراء ..
والبقية هي أنهم ما زالوا أخوة .. وأبنائهم يعيدون ما كانوا يفعلون تماماً .. ( فمحمد ابن هاني) يشبههُ تماماً ( فتّان وبشدة ) أما (آلاء الابنة الكبرى لأختي) فهي شبيهة والدتها في حبها للدارسة وتحقيق الطموح وعنيدة جداً وصارمة ..
وأنا أقرأ لك يا هاني دمعت عيني .. لأني تذكرت جمعتنا .. ضحكنا .. بكائنا .. شجارنا .. كم أشتاق لوجود من رحل عنا !
نبقى أخوة وسنبقى دائماً ..
هاني سيف .. أنتظر المزيد .. ( بسك من الخيابة واكتب ) ..


ليست هناك تعليقات: