الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

مـطـر ..!




مـطـر ..!




المطر خير !
الكل يؤمن بما يحمل المطر من خيرٍ وفير ..
وأنا أحد هؤلاء .. فحين يسقطُ المطر أشعر براحة تتسللُ إلى روحي وتزيلُ أوجاعي .. أشعرُ أني حرة أصنعُ ما أريد وأدعو بما أريد بلا قيود !
وقبل أن تكملوا ما كتبت .. أقرئوا أمنيتي هذه جيداً ( حينما يسقط المطر ارفعوا أيديكم بالدعاء لأحبتي و لي ) ..


طاح مطر واجد وانزلحت أم راشد !


لطالما أخذنا أنفسنا وذهبنا عند بيت الجارة أم راشد أنا والتوأم الشقيان أبناء العم مع بنات العمة والمطرُ يهطلُ بشدة على رؤوسنا ورددنا هذه العبارة حتى إنها كانت ترفع صوتها من خلف الباب وتصرخ ( شياطين أراويكم عند أهلكم )..
نركض مسرعين بعدها إلى المنزل ونستعد جيداً لخلق كذبة حتى نُخفي جريمتنا حينها !

ولا نتردد أنا وصديقتي ( جارتي ) حين يسقط المطر في صعود سطح المنزل واللعب بحباته .. كثيراً ما كنتُ أركب حين يسقط وأراها مع أخيها هي الأخرى فنكمل أحاديثنا من على السطوح حتى تزلزلنا نداء أمهاتنا ( انزلوا الجو بارد )..

ومن عادتي حين يهطل أرتدي معطفي الطويل وأضع سماعة الأذن التي تصدر موسيقى هادئة تتناسب وهذه الأجواء وأغيب لساعات طويلة لوحدي حتى يقرصني الشتاء ببرودته القاسية .. وأفيق من حلم الأمطار .. حتى آخر حبة تسقط ..

ولطالما طلبتُ من أهلي وصديقاتي اخباري بمواعيد سقوط الأمطار التي تتنبأ بها وكالة الأرصاد الجوية !
لا تستعجبوا من فعلتي هذه ..
اتصالٌ عند انتصاف الليل من زوجة عمي من مدينة حمد : بتول يطيح مطر عندنا .. ( بمعنى آخر ) تحسرني!
ومسج عند الفجر من ابن خالتي ما زلتُ أحتفظُ به من شتاء العام الماضي : ( اطلعي الشارع .. المطر يسأل عنش! )

وكم تجولنا في زقاق القرية أنا وصديقة عمري نبحثُ عن رائحة الشتاء والأمطار وعشنا أجواء مغامرات لا توصف ( البرق يصورنا والسماء تضمنا والقمر يغار منا ) !

حتى في المدرسة لطالما تسللتُ من الصف إلى الساحة باحثة عن المطر ..
معلماتي يعرفن أني أعشق المطر لذا من لحظة سقوطه الأولى أخرج ولا أعود إلا بعد أن ينتهي ...

ووالدتي في فصل الشتاء تستخدم المطر كحيلة في الصباح الباكر لكي أستيقظ للمدرسة حين أنام في وقت متأخر فما ان تقول لي ( بتول يطيح مطر قومي ) حتى أفز من نومي .. وأفتح تلك النافذة الطويلة ... فلا أجد إلا نخلة الجيران تحييني!


ها أنا الآن أستعدُ جيداً لاستقبال موسم المطر الخاص بهذا العام .. لكن بلا جارتنا أم راشد فهي مقعدة الآن .. وبلا شقاوتي وجارتي وأبناء العم ( كبرنا ) ولا مغامرتي مع صديقة عمري ..

إلا أنني منذ قليل وقعتُ اتفاقية من القلبِ إلى القلب مع جارتي وهي : في حال سقوط المطر تتصل بي وأنا كذلك .. فربما نعود بالزمان قليلاً إلى الخلف ونلعب ونمرح مع حبات المطر في أعلى سطوح منازلنا!

أعشق المطر ... وأنتظرهُ بفارغ الصبر .. ولعل مدونتي تُمطر خيراً حين تُمطر السماء مطراً ..

تُصبحون على مطر ..

ليست هناك تعليقات: