الاثنين، 2 نوفمبر 2009

من منا لا يشتاقُ للمدرسة ؟!


من منا لا يشتاقُ للمدرسة ؟!



في كل يوم أستيقظ على الفوضى العارمة التي يُحدثها شقيقاي وهما يصارعان الوقت للوصول للمدرسة .. أرى الصغير منهم يعاندُ والدتي ويتمردُ كثيراً على النهوض والاستعداد للمدرسة بينما الذي يكبره بعامين فقط يقوم بنشاطٍ أكثر منه بقليل ..
أفتحُ جفني وأعود للماضي .. أضم وسادتي .. لعلها تعود بي إلى ذلك الزمن ..
أسمع طرق الباب يخترق قلبي ..
بتول .. وين كتابي ؟!
أتجاهلهُ .. أشردُ إلى عالمي ..
بتول .. تأخرت .. افتحي الباب ...
يا الله .. ما أكره هذه اللحظة التي تحلقُ فيها مع أجمل أيامك على وقع صوتٍ آخر ..
أقوم متثاقلة في ذلك فأنا في كل ليلة لا أنام إلا عند الساعة الثالثة صباحا .. أنهض سريعاً ..
لحظة ..
يااااه .. تذكرتُ وعدي له .. أشعرُ بالإحباط .. وعدتهُ أن أعيد ترتيب دفتره ولسوء الحظ نسيت فعل ذلك ..
أتردد كثيراً في فتح الباب خوفاً منه .. أعلم جيداً بأنه أكثر دلالاً من بين أشقائي فهو آخر العنقود فينا .. أخاف منه .. أعني أخاف من والدتي فقد تخلفتُ عن وعدي له ليلة البارحة ..
أفتح الباب ..
ما عدلت الدفتر !
لا تقولين .. انا اعتمدت عليش .. ( يبدو محبط )
اليوم بعدله ..
بس الاستاذ بياخذه اليوم ..
أشعر برغبة في ضمه إلى أحضاني ..
( تذكرت حينها ذلك اليوم الذي كدتُ فيه أن أموت بسبب عدم حلي للواجب وأنا في الصف الرابع الابتدائي وكيف وصلتُ بدموعي إلى البيت بعد أن صرخت معلمتي بوجهي : ما توقعت ما تحلين الواجب .. طحتين من عيوني .. وين الشطارة !
تخيلتُ هذا الموقف مع أخي .. فشعرت بتأنيب الضمير ...
لكن .....
عدت من الجامعة ..
وأنا قلقة .. فتحتُ باب القاعة ..
هاا شصار ؟
بتول .. غاب الأستاذ اليوم ..
اوووووه زين .. هذا من حسن حظنا ..
شعرتُ حينها بسعادة لا توصف .. وهو كذلك ..
( لكن مصخها واجد)
فبعد أن عدتُ منذ قليل من اجتماع مرسلون اليومي ..
طلب مني إعداد تقارير وبحوث قصيرة لثلاث مواد ( الدين+ اللغة العربية + العلوم )
لا أخفي عليكم كم سعدتُ بذلك وتخيلتُ نفسي أعد لمدرستي .. لكني تظاهرت بالضيق حتى لا يعاود طلبه هذا مني مرة أخرى ويعتمدُ على نفسه في ذلك ..

شعرتُ وأنا أعدها بأني ما زلتُ طالبة في المدرسة ..
بالله عليكم .. ألا تشعرون بالفرق بين أن تكون طالب جامعي يحمل الكثير من المسؤوليات وبين أن تكون طالب في المدرسة لا يعي حجم أهمية تلك المسؤوليات ويفعل ما يشاء بدون حسابٍ يُذكر !

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

العزيزة بتول ..

دعيني أولاً استنشق نفسا عميقاً يأخدني لعبق المدرسة وأيام الطفولة ..

لا ادري ماذا اقول هل هو اليوم ( يوم ذكريات المدرسة العالمي ) منذُ قليل كتبت مدونة ارجعتني بذكرياتي لمدرستي لمدرساتي وبالخصوص مدرستي العزيزة ماما غالية ..

ياه على تلك الايام حقا نصرخ ونطالب بمضيها وبعدها نحن لها ..

أيام ياريتها تعود ..

اطلت عليكِ غاليتي ولكن الاشواق اخدت مأربها مني ..

يحياتي