السبت، 12 ديسمبر 2009

الثامن عشر من ديسمبر !!


الثامن عشر من ديسمبر !!


البارحة فقط شعرتُ بطعم اليُتم المر .. منذ أن وصلنا حدود قريته المقاومة شعرتُ بانقباضٍ في قلبي وألمٍ حادٍ في ذاكرتي ..

كانت صور أخيكَ أبا سامي تبعثُ من قلبها ما كنت تبعثهُ للجميع .. ولأننا كنا بجانبك وكنت بجانبنا .. نعلمُ بأنكَ لن تنسى شقيقكَ من دعاء الخير .. ( أن يمن الله عليه بالصحة والعافية ) حتى يعود لمواجهة الطُغاة ..
كانت كلمات قائدنا الصغير ( الشيخ علي سلمان ) تنخرُ في عظام العشق الذي ما زال ينمو مع الأيام .. بعدها محطة العودة للماضي .. صوره وذكرياته .. صوتهُ .. صلاته ..
يا وطني .. جعلتنا في ضيقٍ لا حدود لهُ من بعده ..
وصلنا للمحطة الثالثة .. مع تلك الموسيقى وعذب الكلمات لأصداء الغدير ..
شيخي .. كل شيء يعجزُ عن الإبحار في حبك .. كل شيء .. حتى لغتنا ما عادت تتسعُ لوصف قلبكَ أبداً ..
حن الشتاءُ للمطر ..
والصيفُ ودعهُ القمر ..
ذكرى يبوحُ بها الوتر ..
يا شيخنا السامي ..
حنت لذكراكَ كل البشر ..

لم ينتهِ بعد دور أبناءكَ .. وجاء دور القائد الثاني ( الأستاذ حسن مشيمع ) .. يرسمُ لنا لوحة حبٍ أخرى لك ..

كانت أرواحنا معهم .. يسيرون نحو قبرك في مسيرة حبٍ أخرى .. تمنينا أن نمسكَ أيادي بعض ونفرُ إلى هناك ..
أودعتكَ حبي وروحي .. ومعنى إنسانيتي .. وعدتُ لقريتي لأحكي لها حكاية ديسمبر بلون الشوق ..
الثامن عشر من ديسمبر .. سيكون الشهر الخامس لفراقي الطويل عن روحي .. وسيكون عاماً آخراً من الحسرة والشوق والألم على رحيلك عنا ...
يا وطني .. لا تقسو علينا .. دعنا نلمُ بعضنا في هذا اليوم .. حتى نخففُ أوجاع قلوبنا المفجوعة ..
سنرحل .. حين لا نجدُ ديسمبر بكل تفاصيله ..

ليست هناك تعليقات: