الأربعاء، 24 فبراير 2010

من الصعب أن يتحد المجانين !


من الصعب أن يتحد المجانين!

وصلة المقال :





(من الصعب أن يتحد المجانين)... هكذا يقول أحد الكتاب ويذكر مثالا على ذلك: قام مدير إحدى المصحات بمرافقة شخصية كبيرة في جولة على أقسام المصحة وعند وصول الضيف في جولته إلى الشرفة المطلة على الجناح الذي يضم أشد المجانين خطرا من ذوي الحالات الصعبة والخطر، وكان يرعاهم جميعا ثلاثة حراس فقط!
لاحظ هذا الضيف هذه الحقيقة فانتابه الذعر والذهول واستدار إلى مدير المصحة قائلا: ألا تخشى أن يتألب هؤلاء المجانين الخطرين على حراسهم؟»
أجاب مدير المصحة بهدوء: «كلا لا أخاف من أمرهم شيئا... فالمجانين لا يمكن أن يتحدوا».
يذكر الكاتب أن هناك درسا بليغا في هذه العبارة ومن الواضح أن الكثيرين منا مروا مرور الكرام على الحكمة المجلجلة منذ القديم التي تقول «إن في الاتحاد قوة» والتي تقول أيضا «في اتحادنا عصبة: نستطيع الوقوف والنهوض. وفي تفرقنا أشتاتا: نسقط جميعا».
أضف إلى ذلك أن كل عاقل يكمل الآخر بوحدة أهدافه وشعوره وفكره ولو اتفقنا على هدف ما بفكر وشعور متقارب سنتحد وسنحقق شيئا ما يوحدنا ويقربنا إلى الهدف المقصود، أما في حال المجانين فهم في حالة صدام وتباعد دائم تولد على اثرها المواجهة والصراع الدائم.
لذلك لم يخشَ هؤلاء الحراس من قيام المجانين بأي عمل خطير قد يؤذيهم في شيء فلا أمل في اتحادهم أبدا... فيمكن أن ترى أحدهم يضرب رأسه بالحائط والآخر يلقي بنفسه على الأرض بقوة! ولكل منهم حالته الخاصة التي تبعده عن الآخر وتشغله بإيذاء نفسه قبل أي أحد!
وحال لصوص خيرات الوطن تشبه كثيرا حال المجانين والتي تحتاج لحبكة ما وأيادي خفية تقوم بالتنفيذ، وأعينٍ تراقب الأوضاع وتفتش عن أبطال العدالة لتلقي القبض عليهم وتضمهم جميعا في سجون متفرقة... وأمثلة بلادنا كثيرة... (ولكم أن تختاروا أبطالها كما تشاءون فهم أكثر مما نتوقع أو نتخيل حتى)... مجانين السرقات قد يوهمون أنفسهم بالاتفاق والوحدة في بادئ الأمر... لكن لنلقي عليهم نظرة من ثقب عدالة محاكمهم المزعومة!
الزعيم: يموت ويحيا من أجل الحصول على كل الخيرات وقد يحتاج إلى أصحاب ضمائر ميتة (أي أنه يبحث عمن يختلف عنه في فكره وهدفه ويشبه كثيرا في حالته الجنونية من أجل سرقة الوطن وقد يتوصل إلى مساعد أول وثانٍ وثالث ورابع إلى ما لا نهاية في ذلك)!
لا عليكم ليس من باب الوحدة حصوله على رفقاء درب في مسير تجزئة الوطن وأكل خيراته... بل من باب المصالح المشتركة، فحين يقترب خطر ما منهم ويكتشفوا ويكتشف الجميع معهم أن لا وحدة تجمعهم أبدا وحينها كل واحد يقوم بتهمة الآخر وضربه من حيث لا يتوقع!
إذا (من الصعب أن يتحد لصوص الأوطان وخيراتها ومن الصعب جدا أن يتوصلوا إلى مآربهم والشعب كله بضمائر حية واقفة في وجوههم تصرخ مطالبة بحقوقها المغيبة في طاولاتهم وخلف جدران مكاتبهم المظلمة... وفي خضم أفلام سرقات البحار السريعة لابد أن نلقي نظرة على صف الضمائر الميتة فلن نجد الوحدة شيئا سوى المصلحة والتي لا تتعدى نهب الوطن وأصحابه، وصرخة واحدة «موحدة» من صف الضمائر الحية ستقلب المعادلة بأكملها!
ومصحة السرقات تضج بمجانينها فضجوا أنتم بضمائركم الحية لأجل الوطن وخيراته وتراثه.


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

في الصمييم
أتوقق لرؤية أسمك يضيء صحيفة الوسط.. فمواضيعك لا تقاوم..
لك أسلوب مميز يشدني حتى آخر نقطة .. ويشدني أكثر لأعيد القراءة .. واصلي فنحن لازلنا عطاآآشى..