الجمعة، 26 فبراير 2010

كيف لا أعود !


كيف لا أعود !




احتفظتُ بمعنى الشوق لفترةٍ طويلة وجعلته عمودي الفقري الذي أخذ يُحركني كيف ما يشاء ومتى يشاء .. تآكل الجزء الوسط فيه فرحتُ ضحية الجفاء لحكايتي .. ذلك المرض الذي جعلني طريحة الأوراق .. حتى متكأي الوحيد ( قلمي ) صار قاسياً هو الآخر لظروف الأيام التي تزاحمت عليه فابتعدتُ عنكِ حكايتي الحبيبة ..
والجامعة ( مستقري الجديد ) كانت المحطة الأصعب في ذلك ..فهي من أبعدتني عن كل العوالم التي ما كنتُ أفارقها أبداً ..
يبدأ الصباح عند الساعة السابعة والنصف وينتهي فيها عند الساعة الرابعة عصراً على مدى ثلاثة أيام من الأسبوع .. وأعودُ مُثقلة بالكثير من الأمور .. يزاحمني الوقت .. وأكون بقرب جهازي لمدة نصف ساعة تقريباً وفي الصباح فقط .. أكون بجانب الأخبار المؤلمة في صحفنا الموقرة .. وهكذا هو الحال في كل يوم !
لا أستطيع إنكار هذه الفائدة التي أبعدتني عن عالم الإنترنت وأعادتني لأحضان الكتب وما فيها .. وهو شيء جميل .. أخذني في رحلةٍ جديدة لا أعلم بعد أين مستقرها !

طالبة إعلام !

قبل أن أجيب على سؤال الدكتورة .. سكتُ للحظاتٍ طويلة أفكر في كيفية الإجابة !!
تناظرني وأناظرها ..
ابتسمت قائلة : أنتظر معرفة اسمكِ الكريم والتخصص ؟
بادلتها الابتسامة نفسها .. ما زال بقية الطلبة ينتظرونني حتى أعرف بنفسي ( تخصصنا يتطلبُ منا هذا الأمر في بداية كل محاضرة بعيداً عن الخجل )
الاسم و التخصص والهوايات والطموح ووو الكثير !
لم أكن أشعر بالخجل أبداً .. لأنني معتادة على هذه الأجواء إلا أنني كنتُ أشعرُ بغصةٍ في خاطري .. للمرة الأولى كنت أود أن أحتفظ باسمي لنفسي وبطموحي وهواياتي وتخصصي .. كنتُ أتمنى أن أحتضنه بين أسراري ..
أعادت السؤال مرة أخرى ..
فاكتفيتُ بـ : طالبة إعلام .. سنة أولى ..
وماذا عن التخصص ؟
أجبتها بما أطمح ..
اووه ممتاز .. بالتوفيق .. الصحافة عالم يتطلب أن نكشف عن أنفسنا أكثر حتى نستطيع الإبحار في موجه وحتى لا نغرق !
ابتسمت وأخذت أخط ما بخاطري بين سطور دفتري الصغير ( ما زلتُ أشعرُ بأني في بداية حلمي .. والطموح قريبٌ بعيد !
.. كيف سيكون الغد .. بشمسٍ حارقة أو قنديلٍ مضيء !!)

قف فأنت مُجرم لأنك صريح !


دكتور (التغطية والكتابة الإخبارية للصحافة) دخل معنا في صراع حول مصداقية الصُحف في البحرين ..
الغريب في الأمر أنه وافقنا في كل ما قلنا ( أنا وصديقة الطموح ) إلا أنه تراجع عن رأيه عندما عقدنا المقارنة بين إحدى الصحف الصادقة وبقية الصُحف الصفراء ..

وتراجع أكثر حول الأخبار والشائعات التي تَبثها صحفنا حينما عقدنا المقارنة على موضوع جميعة الوفاق الأخير !
للأسف وقعت في فخٍ نصبه لي ولصديقتي أيضاً !

جرنا الحديث معه إلى الكشف عن صحفنا المفضلة وصار النقاش طويل عن الوفاق وما فيها .. شعرتُ بمكرهِ تجاهنا !
وفي اليوم الثاني وبينما كنتُ أتحدث مع إحدى طالبات الإعلام ( سنة أخيرة ) انصدمت هي لهول النقاش الذي دار بيننا وبين الدكتور وقالت بكل حسرة لي : ضاعت درجاتش من أحين !

الصدمة التي لم أكن أعي حجمها هي أن حضرة الدكتور يكرهُ ما نُحب ومشهور في نصب العداوة لأمثالنا ( البحارنة ) !
أفكر في كيفية الحفاظ على درجاتي وأعلم أن الله معي .. ولا بأس في أن تكشتف مثل هذه الاكتشافات في بداية عُمرك الجامعي !

بعيداً عن الشجون !

أشعرُ بأني أعدتُ بعض ما فقدته من أيام المدرسة في بداية الأيام مع صديقة الطموح ( درويشة ) أصبحت حضرة الإعلامية شقية لحد الجنون !
تأكل وتضحك والدكتور غارق في شرح تفاصيل المقرر المطلوب !

وقفة مع نفسي !

الأسبوع الأول من عُمر هذا الفصل الدراسي انتهى ! وكل لحظة من لحظاتنا تمضي مع الزمن لنكتشف أنها أهدتنا هدية غريبة ..
غلفتها بورقٍ أبيض وراحت تكتب عليها إهداءها لنا ( كونوا بخير بعد كل يومٍ يمضي من عُمركم)!
والغريب في أمرنا .. أننا نستقبلُ هذه الهدايا كالأطفال .. نركض ببراءة حالمة لنستلمها عند حدود الزمن ونهم في فتحها .. ولا يهمنا ما كُتب عليها من إهداءٍ صادق .. خرج بُحب .. إلا بعد أن نستيقظ من سبات الطفولة !
مؤخراً اكتشفتُ أن ما تبقى من العُمر لا يُشبه ما مضى في شيء ومن الأفضل لنا أن نحتفظ بهذه الإهداءات الغالية حتى نقرأها في كل لحظة عابرة في حياتنا تحمل معنى مراحل العُمر !

أخيراً ..
أقدمُ إعتذاري لكلِ من كان يطرقُ أبواب حكايتي ولم يجد جواباً على ذلك ..
حكايتي ..
لأن العُمر يمضي .. سأشعل الحروف بمعنى حكايا الآخرين ..
تُصبحين على خير ..

هناك 4 تعليقات:

واحة خضراء يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
واحة خضراء يقول...

لا تتنازلين عن اي موقف لك امام اي احد اذا كنتِ مقتنعة به وخصوصا امام الجراثيم الخبيثة " دكاترة الجامعة "

حتى وان استخدم سلاح الدرجات لا يكون هذا هو انهزامكم


ولفـتة صديقتك حقيقية خصوصا انت في تخصص يتطلب التحدث بكل واقعية في خضم برنامج اكاديمي طائفي ، فليكن الحذر ايضاً نصب عينك .


درسني مادة قانون تجاري بالانجليزي احدى الدكاترة الاردنيين ، ومن شدة التحقير الذي يستعمله للطلاب يجعل الطالب مهزوز النفسية امامه، فقد حدث بيني وبينه موقف في مكتبه الشخصي بان تطاول بلسانه مستهزئاً من شخصيتي لانني عاتبته بسبب عدم وفاءه لوعده بتسجيل اسمي في قائمة الاسماء !



بداية موفقة مع كورسات الجامعة

الله معكم

غير معرف يقول...

موفقة لكل خير

=)

Unknown يقول...

بعض الكلمات في هذه المدونة تشعل فتيلة التمرد في ابجديتي... آه مضت سنين عندما كنت اراقص الابجدية على انغام احلامي الرمادية... آه زمان والله زمان

احببت كلماتك..
علني اوافق على بعضا منها
اتمنى لك التوفيق

من اثار حبري
"وما حياتنا الا تجربة...
منها نعاني
ولنا من العمر نصيب..
يعد بالثواني"