السبت، 6 مارس 2010

مؤتمر الوفاق الناجح وحفلة الغربان الفاشلة!



مؤتمر الوفاق الناجح وحفلة الغربان الفاشلة !



مؤتمر الوفاق العام الذي عُقد في الثامن عشر والتاسع عشر من فبراير الماضي إلى جانب انتخابات الهيئات، كشف الكثير وأشعل الضوء الأخضر لمسيرة الوفاق نحو التجديد بثقةٍ كبيرة،
وأزال الستار عن بعض التساؤلات التي كانت تراود الأغلبية من الجمهور الوفاقي الذي أثبت أن ثقته في وفاق الوطن مازالت كما كانت رغم كل المعوقات التي قيدتها في الفترة الأخيرة.

وعندما أقول جمهور الوفاق (أعني شباب الوفاق) الذي غلب على الحضور إلى جانب المرأة الوفاقية التي حاولت الاقتراب من أمها الوفاق بعد علاقة جافة دامت لفترة بسبب ظروف الحياة وانشغالاتها الخاصة، لكنها عادت لتحتضنها من جديد وتقدم اعتذارها لها وتُعلن عن رغبتها في تقديم كل ما تستطيع تقديمه لها... ولا أخفي عليكم سعادتنا بتواجد «الرضعان»، ففي يوم الانتخابات تواجد الجمهور الوفاقي على شكل عائلات كاملة (أب وأم وطفل صغير ورضيع أيضاً) كانت هذه بصمة من جيلٍ جديد يقترب نحو أبواب الوفاق لتضمه وتهمسُ له: لبيكَ صغيري مادمت تشم هواء هذا الوطن الحبيب.

ولا يسعني الحديث عن تفاصيل المؤتمر وما جرى فيه إلا أنني أحببتُ أن أقف وقفة احترام لكلٍ قائدٍ وقف خلف المنصة وخاطبنا جميعاً بروحٍ وطنية...
الوقفة الأولى لسماحة الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان حفظه الله ورعاه، هذا القائد الذي تخرج في مدرسة عريقة ذات أصولٍ وطنية بحته من «مدرسة الجمري وقاسم»، فما أعظمه حين أشعل قنديل الوفاق وقال مخاطباً جمهوره «يوماً بعد يوم نزداد إيماناً بكم»... ولن تستطيع نون الوفاق أيضاً نسيان خطابه للمرأة في فتح الأبواب لها نحو الترشح في الانتخابات خلال السنوات المقبلة وإعطائها الضوء الأخضر في ذلك.

الوقفة الثانية للدكتور سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بالمغرب... هذا القائد الذي قدم لنا تجربة وطنه المشابهة لتجربة وطننا وجعلنا نعقد المقارنات ونفكر في كيفية تخطي كل الصعاب في وطننا المقيد في حرياته بسلاسل الأيادي الخفية!

الوقفة الثالثة للسيد سلمان المحفوظ الأمين العام لنقابات عمال البحرين الذي خفف على الطبقة العاملة ذات الهموم بخطابه الذي طرح من خلاله أوضاع العمال وأزمات الفصل التعسفي التي راح ضحيتها كل مواطن شريف يبحث عن لقمة الحلال له ولعائلته.

حقيقةً هذا المؤتمر خرج بدرجة النجاح الكاملة التي أثبتت أن جمهوره الوفاقي لم يتغير ولن يتغير ومازال على نهج الوفاق مستمر بالمطالبة بكامل حقوقه المسلوبة.

الغريب في الأمر أن العرب قديماً كانوا يعتبرون صوت الغراب دليلاً على مصيبة ما أو كارثة ستحل بالجميع ولا مجال في مناقشة الأمر... فترى من يسمع صوت الغراب في أول يومه حزيناً ومتشائماً ويكاد يموت غماً وألماً على ما سمع، ويحق له ذلك مادام أهله وقبيلته يؤمنون بهذا الاعتقاد الغريب!

أما نحن - أعني «جمهور الوفاق» - فكلما سمعنا صوت الغراب صباحاً غرقنا في الضحك.. أعلمُ أن أمرنا غريب أيضاً، لكن اعتقادنا هكذا... وهو اعتقاد أجدادنا وأحفادنا أيضاً. فغربان الوطن تطلق صوتها لأعلى السماء في كل يوم إلا أنه يقع أرضاً ويصطدم بضحكاتنا العالية... «غربان الوطن» ذات الصوت المخيف والمزعج تعلمُ جيداً أن صوتها لا يخيف من اعتاد على سمع صوت السلندرات، والرصاص الذي يتطاير ليخترق أجساد الأبرياء في تسعينات الوطن المنصرمة، وتعلم جيداً أنها اعتادت على الهندسة الصوتية الضعيفة التي تمتلكها الأيادي المعادية لهذه الجمعية السياسية العملاقة، وتعلم جيداً أن الجميع سيضحك حين تبدأ الغناء معتقدة بأن صوتها يجلب الفرح والسعادة! لكنها لم تعلم بعد أن حفلتها الغنائية الأخيرة التي تراقص عليها بعضٌ واتفق على وجوبها بعضٌ آخر، فاشلة... فاشلة... فاشلة.
وصلة المقال :

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

ربما لم نكن هناك حيث مؤتمركم .. ولكننا مع الوفاق ونشد على يديها .. ولكن منعنا ضيق الوقت والـ "مواصلات".. ولتعلم الوفاق أن الحضور لم يمثل سوى أقلية مؤيديها رغم كثرة الحضور .. فمحبيها كثُر .. أكبر من أن يحصرهم مؤتمر ..
عزيزتي .. موضوعك متكامل في جميع جوانبه .. كما اعتدنا منك..
واصلي فنحن نتنفس حروفك يوميا ..
وللتنويه: كما الوفاق قد يكون حضور مؤتمراتها أقل بكثير من العدد الحقيقي لمؤيديها فالعديد معها قلبا ولكن ضيق الوقت منعهم من الحضور .. هكذا هي مدونتك .. أنا وغيري الكثير يستنشقون كلماتك يوميا ولكن ربما لا نعلق لأن كلماتنا ضئيلة تحت جبروت كلماتكِ.. فلا تتوقفي يكفي أن تعلمي أن هناك متابعين خلف الستار..

غير معرف يقول...

مؤتمر الوفاق ..

نقلة نوعية في تفكير الجماهير التي بدأت تعي الثقافة الحزبية

جمعية الوفاق ..
كنت في مؤتمركم بقلبي وروحي في البعد عانقت تلك الذكريات الجميلة

شباب الوفاق ..
بارك الله جهودكم فأنتم الرهان وقت الشدة

نون الوفاق ..

مباركة جهودكن ونون في كل مكان في الوفاق عنصر موفق فــنون ليست متقوقعة في نون وانما في كل الاماكن .. الشباب , الامانة , الشورى