الأربعاء، 3 مارس 2010

إنهُ يقتربُ منا !


إنهُ يقتربُ منا !


بطبعها تسخر من الآلام وتضحك كثيراً .. تتحدى وقفات المرض .. فتجعلك تضحك وأنت في قمة ألمك !
أحب أن أجلس معها لفتراتٍ طويلة .. فكلما جلستُ وتحدثتُ معها تذكرت بأن للحياة وجهان أبيض وأسود ..
تفاجأت حينما سمعتُ منها بالحرف الواحد ( إنها تقوم بتغسيل وتكفين الأموات من النساء ) ..
كانت تقولها بقوة لا تراجع فيها !!

أنصتوا لقوتها وأنتم تقرأون لعظمة أول عملية تغسيل وتكفين في حياتها !
تقول :
عند باب المغتسل .. وقفت .. أناظر جثمان إحدى النساء المتوفيات .. من بعيد كنتُ أنظر للجثة !!
لم أحرك ساكن .. قمتُ بالصلاة على محمدٍ وآله عشر مرات .. واقتربتُ من هذه الجثة .. اقتربت أكثر ..
كشفت عن وجهها وبدأت بقوة عملي في تغسيلها وتكفينها !

سألناها : ألم تشعري بالخوف ؟!

قالت: أبداً فكأن الله منحني قوة من السماء .. جعلتني قوية .. قوية جداً وأنا أقوم بعملي هذا في كل مرة !

وماذا عن خفايا تغسيل الموتى ؟! هل ترين أشياء غريبة تكشف عن هوية المتوفية ما إذا كانت مؤمنة أم لا ؟!

أجابت : بلى .. نرى الكثير الكثير .. وكلها هدايا من الله حتى نقترب منه أكثر !

وماذا عن أصعب موقف ؟!

قالت :عندما قمتُ بتغسيل وتكفين إحدى الصديقات ليلاً .. كنتُ أحبها كثيراً فقد كانت من أعز الصديقات على قلبي .. إلا أنني كنتُ مجبرة بأن أقوم بتغسيلها في تلك الليلة .. دخلت بقوتي .. وباشرت عملي ..
لكن ليلتها وأنا على فراشي .. كلما فتحت عيني .. تخيلتها تنام بجانبي .. بل ربما كانت بجانبي وأنا لا أعلم !


لحظة !!


هناك حكاية ما أخفيتها في زاوية من زوايا ذاكرتي !
حكاية الحاج الطيب الجار ( عبد الحسين ) ..
هذا الرجل في بداية عُمره مات ثم عاد للحياة مرة أخرى !
قالوا عنه : مات .. رحمه الله
أخذوه إلى قبره وكفونه بالأبيض ..
وعند حدود القبر.. عطس وأفاق للحياة مرة أخرى !
وكان عمره ( 20 عاماً ) فقط!
بعد 50 عاماً من الكفاح في قتل غرور الدُنيا ..
أخذوه إلى قبره ..
وانتظروه حتى يعطس ويقوم للحياة مجدداً ..
لكنه خيب آمالهم ..
و رحل مُخلفاً وراءه الكثير !
أكتبها .. حتى أقرأها باستمرار وأذكرُ نفسي بأن الله فوق كل شيء وبيده أن يقول لأي شيء نراهُ مُحال : كُن فيكون !

الغريب في أمري أنني حلمتُ بشيء ما !
أفقت من نومي وأنا أفكر فيما رأيت .. سردتهُ لصديقتي في صباح يومي هذا !
وعند المساء قالت لي ابنة خالتي : رأيتكِ في منامي البارحة ( وسردت لي تفاصيل منامها )
تعجبتُ لهول ما سمعت فكأنها تحكي لي ما رأيتُ أنا في منامي !!


حيرتني !
يا عمر .. كل ما تطول ودمعك يشاهد هالمشاهد والشتات!
يا موت أمرك عجيب !
حولك ألوف وعينك تشوف وسمعك يراقب بالترايب كل وداع ..

فقط أحببتُ أن أعتذر لكل من أحب .. فربما يتحقق المنام وأنا على غفلةٍ من أمري ..

هناك 3 تعليقات:

إيمان محمد يقول...

اللهُ وحدهُ يدري بخاتمة الأمور...


سلامتِك من الموت (f)
و يقولون الموت في الحلم طولة عمر :)

واحة خضراء يقول...

يتفكر في رحيل من حوله
يفكر في ذلك الوقت الذي سيكون هو المحمول وليس الحامل

كثيرين هم الراحلون عن الدنيا بل منهم اعزاء اعزاء ، تتناثر دموع محبيهم ، لكن الناس اعتادت على رحيل الاعزاء ، فهل ساكون انا ممن سيعتادون على رحيله ؟



اقرأ هذه الكلمات على جوفك المشتاق لسرعة اللقاء هناك .. فهذه الأحلام تدور في مخيلة من يتفكر في تلك الاحوال ..

وكل انسان سيكون لذويه واهله واصدقاءه ورفاقه ومحبيه وقفة اخلاص لروحه عندما يرحل


ودمتم

جناح الشمس يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.