الأحد، 21 مارس 2010

معرض الكتاب .. جنة !


معرض الكتاب .. جـنـة !



الذهاب لمعرض الكتاب يعني زيارة قصيرة لجنة الكتب .. فأنت هُناك تبدو مختلفاً عن غيرك وأنت تُقلب صفحات أي كتاب يزخر بالكثير من لغتنا الحية التي تشبه جوانح الملائكة فتجعلك تحلق بعيداً عن أعين الآخرين إلى ما وراء السطور ..
مع جوٍ هادئ .. وموسيقى تُعزف وأسماء كُتّاب ورواد أدب .. وهؤلاء الذين يصنعون بأفكارهم الكثير .. أشكالهم معروفة .. وكلما قابلتُ أحدهم شعرت بالفرحة ..
ابتسموا قليلاً ..
يبدو في الستين من عمره .. شعرهُ أبيض طويل .. يرتدي نظارة كبيرة ..يحللُ شخصيتكَ من الكتاب الذي تحملهُ بين يديكَ وأنت تتصفحه .. يناظرك قليلاً ويقول : هل بإمكاني مساعدتك في شيء؟!
فتشق ابتسامة خَجلة .. لا تعرف ماذا تقول .. تُغلق الكتاب وتجيب : لا شكراً .. كنت أبحث عن كتابٍ ما .. لم أجده بعد ..
وببساطة لا مثيل لها .. يتناول الكتاب الموضوع في بداية الرف ويقدمهُ لك : هاا لم البحث وهو أمامك !
يا الله .. تشعرُ بأنكَ تجهل هذا العالم الذي يضجُ بالفكر والرؤى .. فواأسفاه . ما دمت تبحث عن كتابٍ مثل هذا وتقول بأنك لم تجده وهو أمامك ..
شعرتُ بالاستياء من نفسي .. إلا أنني تعلمتُ أمراً ما وأنا هناك " يجبٌ عليّ أن أضع حداً لجهلي بهذا العالم وما فيه .. بالقراءة والاطلاع طبعاً "

كان برفقتي شقيتان إحداهن تعشقُ القراءة والأخرى تبحث عن الألعاب لصغر سنها .. في بداية الأمر كنت قلقة من اصطحابهما معي .. فشقاوة الأطفال في مثل هذا المكان لا تُطاق !
لكن اكتشفتُ العكس تماماً .. فالأولى وهي من تعشق القراءة كانت في سبحانية الكتب تقرأ العنوانين وتخمن المحتوى .. والثانية جعلتني أضحك حين أخذت كتاباً يتحدث عن قراءة الكف .. كيف ظهرت ولماذا .. ووو الكثير ) وقالت : خالة يعني الي يقرأه يعرف وش مكتوب على ايده ؟
ضحكتُ حينها وقلت : لا خالو .. قصته طويلة .. بعدين بقولها ..
ناظرتني غاضبة وأخذت تناظر يدها .. شعرتُ بأنها تضايقت .. فأخذت يدها وقلت لها : فطوم .. إذا قلت انش راح تصيرين دكتورة وبتزوجين وبصير عندش 3 صبيان واحد اسمه أحمد والثاني علي والثالث حسين .. بتصدقيني ؟!
قالت : لا ما يصير .. لأني توني صغيرة .. وانتين ما تدرين وش بصير لي بس الله يدري ...
ابتسمت لها وقلت : وصلنا خير .. هذا الكتاب يتكلم عن هالأمور .. شلون نقرأ الايد ليش ومن طلع هالسالفة وهل لازم نصدقها أو لا ... وانتين بعقلش قلتين لا ..
بعدها وضعت الكتاب مكانه وراحت تتابع مسيرتها في البحث عن القصص الخاصة بالأطفال ..

كنتُ سعيدة برفقتهما برغم صغر سنهما .. واشتريتُ كتباً مختلفة ..
1. الكتاب الأول: سلسلة تعلم اللغات.
2. الكتاب الثاني : قصص وحكايات من عالم الفتيات لكمال السيد .
3. الكتاب الثالث : تكلم حتى أراك لأنيس منصور .
4. الكتاب الرابع : أيضاً لأنيس منصور معنون بـ " تعال نفكرُ معاً "
5. والكتاب الخامس : لأنيس منصور أيضاً تحت عنوان " قلبك يُوجعني "
أما الكتاب السادس فهو موسوعة أدب المقاومة اسمها نصر معنونة بقلم رصاص ولكل جزء منها عنوان خاص .. اقتنيت 3 أجزاء على أمل أن أذهب غداً لأقتني البقية .. وهناك الكثير من الكتب التي شدتني ولكن الوقت لم يُسعفني في ذلك وغالبيتها لأنيس منصور .. غداً إذا شاء الله لي ساعة لقاء هناك حتى أُكمل جولتي ..

نصيحة .. عندما تذهبون إلى هُناك .. عند المدخل اركنوا أجسادكم وحلقوا بأرواحكم بين الرفوف .. صدقوني ستشعرون بأن لا حياة إلا مع القراءة ..

سؤال يفرضُ نفسه على أمة محمد .. لماذا أمة اقرأ لا تقرأ !
شيءٌ موجع عندما تقارن بين معرض الخريف السنوي ومعرض الكتاب .. أيهما يفضلهما الناس ؟!
بالطبع معرض الخريف !

لأمي في عيدها ..
صغيرةٌ أنا أمام عظمتكِ وحنانك .. صغيرة حين أنحني باكيةً بين أحضانكِ .. أعدكِ يا أغلى الأرواح وأحنها .. أنني سأفعل المستحيل حتى أرى بريق عينيكِ يفخرُ بكل أشيائي البسيطة ..

هناك تعليقان (2):

رضي صالح القطري يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

بتوووووووول لي عودة سأضع كتبي هنا
معرض الكتاب أفضل المعارض .. أتمنى لو لا أخرج منه البتة ..
سأعوود فانتظريني