الجمعة، 16 أبريل 2010

هربت ولم تعد !


هربت ولم تعد !


يغمرني بتفاصيل أيامه .. ويمضي بعد قليلٍ من الأرق إلى حفلته المُعتادة .. يرقصُ طرباً على أوجاعي .. يستنجدُ صارخاً بكأسه المُصفر .. فأهمُ كالبرق ألبيه .. يرميني بورقته وبعضِ أمواله .. ويرحل !

حكايةُ ليلي !!



ما أروع المطر .. يُشبهنا حين نبكي .. في طفولتنا الراحلة !!
أتذكر عندما حملتُ جنازة طفولتي مع بعض الأصدقاء في حادثٍ غريب .. قالوا عنه : مرحلة جديدة من العُمر !
أخذناها بهدوء .. ورمينا كل شيء .. وبعد قليلٍ من اللعبِ ببعض الدمى .. قالوا لنا : كبرتم !

للعمرِ بقية!



أفكرُ دائماً لماذا اسمي اسمي ؟!
ولماذا أصغر البنات أنا ؟!
ولماذا لا أحد يُشبهني في قلبي ؟!
أفكرُ وأفكر .. فأجدهم يضحكون دائماً في وجهي : لأنكِ آخر العنقود .. دائماً مختلفة !


أقسمُ بالله .. أني لم أقصد ما فهمتم !!



حين كنا نملك ( الربية ) نخرجُ عند الظهر ..الثالثة .. دائماً موعدنا ..
ما بين المأتم وزرانيق القرية .. والمسجد .. ودكان حجي عاشور .. وبرادات موسى .. والجمعية .. والمقبرة .. والسنابس .. وووووو نهاية المطاف سبلبل !

(تعرفهُ طُهر فقط ! )


ذات مساء .. كنا نخرجُ لنغني مع بعض ( حياتنا مسرةٌ .. غصنٌ جميلٌ مثمرٌ ..)
أنا وصديقات الصلاة ... نصرخُ عالياً في الشارع .. فيوقفنا هرنُ أحدهم : لما تمشون في الشارع مرة ثانية انتبهوا ولا تصدقون عمركم!

يا هذا .. كفاكَ فطفولتنا هربت ولم تعد !



عودتني أمي أن تصنع لي فطور المدرسة الساخن .. وعودني والدي أن يقبل جبيني في كل صباح .. واعتدتُ أن أكون الملكة بين شقيقاتي والأميرة بين أشقائي .. فكلهم يعلمون أن من سيجرحني سينالُ عقاب والدي !

ببساطة أنا الوحيدة التي تخجلُ من وضع عيونها في عيونه !


في المدرسة .. كنا نشغلُ الإذاعة .. والمسرح .. والصحافة .. وغرف المعلمات .. والصفوف .. والإدارة .. وفجأة انطفأ كل شيء .. وقالوا أيضاً لنا : كبرتم!

كـــفى .. أكرهُ أن أسمعها منكم !


تقول والدتي بأني أتعبتها في كل شيء .. لحساسيتي المفرطة !!
أبكي حين أضحك ..
وأضحك حين أبكي ..
وأبكي حين أنام وأصحو ..
وأبكي وأنا أرسم ابتسامتي دائماً .. وعندما أبتسم .. يعني أني أبكي !


أنا أبتسمُ الآن بشدة !!



الماضي .. جميل .. والحاضر أجمل .. والمستقبل أجمل وأجمل ..

هذا ما أذكرهُ من كلام معلمتي في المرحلة الإبتدائية !


دخلنا الاجتماع الأول .. وكنا على وشك الانتهاء .. خرجنا بلقبٍ خاص وشهادة ثقة .. وبعد أشهر .. صار الحُلم حقيقة !!

برنامج نون الوفاق !


لماذا حكاية ..؟!
كان هكذا اسمي ومعناي .. ما زلتُ أرصدُ بعيني الثالثة معنى حكاية !!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

"الماضي .. جميل .. والحاضر أجمل .. والمستقبل أجمل وأجمل ..

هذا ما أذكرهُ من كلام معلمتي في المرحلة الإبتدائية !"

تذكرينه فقط؟ أم تؤمنين به؟

دعيني أنثر هنا بعضي أو بعض من ذاكرتي إن سمحت.. "سمحتين ما سمحتين اني بقول P:"

دخلته مرغمة .. كارهة.. ذرفت بعضاً من دموعي.. ولكن لا مجيب!!.. وجدت المكان خانقاً .. هل سأضل أنعى يومي الذي نقلت فيه إلى هنا؟ .. لا!! بالطبع لا!!.. سأنخرط في جوهم وإن كرهوني .. عرفتهم عن كثب وتمنيت لو أني عرفتهم أبد الدهر .. أحببتهم .. أحببت هذا الاختناق .. ومن بينهم "أنتِ" .. أتذكرين؟ نعم أنتِ "مثقفة الصف"؟
ابتسامتكِ التي لم تكن تفارقكِ حتّى ظننت أنها جزءاً لا يتجزأ من "بتول"..
افتقدتها كثيراً لفترة ليست قصيرة .. وها أنتِ تعودين لنا "بتول".. أتعلمين مدى فرحتي؟؟ أجدكِ شيئاً فـ شيئاً تعودين لي كما كنتِ..

لن أكذب وأقول أني متابعة .. بل سأقول أنّي غاااارقة في كتاباتكِ..

بتووول
صدقيني صدقيني وصدقيني أكثر
حين أقول "أحبـــــــــكِ صديقتي"