السبت، 3 يوليو 2010

أرجو الانتباه : قاعة الانتظار مغلقة !


أرجو الانتباه : قاعة الانتظار مغلقة !


عندما تحب شخصاً ما وتأمل أن تراه في أي مكان .. تبقى تنتظرهُ طويلاً .. تراقب خطوات الآخرين لعلهُ يكون بينهم .. أو لعلهُ يأتيكَ على غفلة .. لتعانقهُ بقوة وتهمسُ في أذنه : لم أطلت الغياب .. كنتُ أنتظرك ..
حينها تنسى الناس والدنيا .. لتبقى أنت وهو .. وذكرياتكما .. تتحدثان وتعاتبان بعضكما .. وحتى إن ارتفع الصوت قليلاً بالصراخ تقطعُ طريقكما إلى الشِجار ابتسامتكما العريضة ..
وإن بكى أحدكما شوقاً قام الآخر بمسح دموعه .. وإن تألم شاكياً بُعده أخذه بالأحضان طويلاً ..
وكلها لحظات صمت .. لا حديث يتخللها سوى حديث القلوب وعتاب الأيام وثرثرة الرموش وعناق الأجفان .. وجمعٌ غفيرٌ من صور الماضي ..
أنت فعلت وأنا قلت .. وكلانا انتظر الآخر ..
ولكن ماذا عن هؤلاء الذين ننتظرهم طويلاً ونحن نعلم أن لا أثر لهم سوى شاهد على القبر .. وصور كثيرة معلقة على الجدران .. وأخرى ترافقنا في رحلة الشوق عند انتصاف كل ليلة ..

أذكر كلام عجوز من القرية .. يرافقها عكازها الصراع في ضرب جدران ( الزرانيق الضيقة ) دائماً ما تقول : مسكين يا بني آدم .
ولطالما تحيرتُ في فهم المعنى وأزعجت والدتي في صغري بالسؤال عن معنى هذه العبارة !
لأول مرة في تاريخي الضيق أكتشف هذا المعنى تحت وسادتي ..
مسكينة أنا ووسادتي وكل أيام انتظاري ..


بقي شيء واحد ..
يجب علينا أن نسرع في مغادرة قاعة الانتظار .. وإلا حدث ما لم يكن بالحسبان .. فقد أُغلقت وبقي بابٌ واحدٌ للهروب ..
هو باب الرحمن ...

هناك تعليق واحد:

أحمد الدكروري يقول...

يا ربي ..;
من أجمل ما قرأت اليوم
ردك الرحمن إليه ردا جميلا و إيانا

مشكورة كتير