الثلاثاء، 13 يوليو 2010

نعم أكرهها .. والثامن عشر من يوليو يشهد على ذلك ..



نعم أكرهها .. والثامن عشر من يوليو يشهد على ذلك ..


18-7 -2010 .. اليوم الذي رحل فيه والدي يقترب .. لذا أحببتُ أن أحتفلَ به على طريقتي الخاصة .. فأرسلتُ ما يوجع قلبي إلى صحيفة الوسط التي نشرت بعضه اليوم .. تجدونهُ في كشكول الوسط ( ص 12 ) ..




وهذا أصل ما كتبت ..

نعم أكرهها والثامن عشر من يوليو يشهد على ذلك ..



إلى السيد يوليو المحترم ..
رحم الله من رحل فيكَ وبعد ..
أود أن أُخبركَ عن اجتياح الشوق لقلبي , وعن وجع الذكريات الذي يزيد من ضيق ذاكرتي .. وعن الألم الذي تتفننُ فيه سيدة العصر بالتضييق على أنفاسي , كما يطيب لي أن أخبركَ عن السر الذي يكمن وراء كرهي لها ومحاولاتي في القضاء عليها , وها أنا الآن وبين أحضانكَ في طريقي نحو عامٍ جديد من حياتي يحملُ بقايا انتظار وزهور حبٍ ذبلت بفعل رياح الماضي وشوكة ألم طعنتَ أنت بها أحلامي .. فلتعذرني ولتنصت لي .. أستأذنكَ الآن راجيةً منكَ قراءة تفاصيل ألمي ..
أنا يا يوليو ما زلتُ أملك رغبة الصراخ في وجهها ووجه من يتنفس الصعداء بها .. فعلى يدها فقدتُ والدي وجزء من روحي وقلبي وعقلي في الثامن عشر منك في العام الماضي ..
وبعد أن رحل أصبحتُ أراها دائماً .. هي تعرفني وتعرفُ كم آذت قلبي إلا أنها أصبحت تتظاهر بأنها لا تعرف من أكون ..
ليتني أستطيع قلعها من الجذور .. ليتني أستطيع تمزيق قلوب من يعشقها .. ليتني أستطيع مسح تاريخها .. ليتني أستطيع فعل أي شيء يبعد شرها ويردُ لي ما سلبتهُ مني .. أوجعت قلبي وراحت تشدُ بأغلالها على حياتي .. جعلتني مجنونة في كرهها وأنا التي تخشى أن تكره .. تحسبُ نفسها شيئاً مهماً وتجلس دائماً في صدر المجالس .. تخاطب الآخرين بغرور .. ماكرة .. خبيثة .. لا أعلم بعد لم يعشقها الشباب ويلاحقها في كل مكان .. لا أعلم لم يفضلها على حياته ..و يضحي بماله وبشبابه وبأقرب الناس له من أجلها ..؟!
أعلمُ بأنك تقول الآن بأن الغيرة هي التي دفعتني لأن أصفها بهذا الوصف فأنا أنثى يفيض قلبها بالحب ويغرق من الغيرة بطبعه !
أبداً.. فلا علاقة تجمعني بها سوى أنني كنتُ أراها دائماً تحتضن أصابعه , ولم أعرفها على حقيقتها إلا منذ عام تقريباً .. كانت مشهورة جداً وما زالت .. تملك قاعدة جماهيرية كبيرة غالبيتها من الشباب .. تتصدر قائمة الأسباب الرئيسية لذلك الخبيث الذي يشتركُ معها في جريمة ألمي ..
أما زلت تفكر من هي ولم أوجعتُ رأسك بوصفي هذا ..؟!
حسناً سأخبرك لعلك تعذرني على هذا الوصف ..
راودني إحساس خانق وأنا أتصفح الوسط عند نشرها لصور المقلعين عن التدخين .. رحتُ أبحث عن صورته بينهم .. فقدت فقدته بسببها ...
اسمها وشكلها وتاريخها قبيح .. تصدرت في ذلك اليوم إلى جانب صور المقلعين عن التدخين صفحات الوسط بغرورٍ كسرتهُ كلمات هؤلاء الذين طلقوها بعد عشرة طويلة كشفت لهم عن الخيانة الكبرى .. عن المستقبل القادم باسم أمراض السرطان والقلب وكل الأمراض التي تسلب وتسرق وتنهب وتنهش كل القلوب القريبة الحانية التي نشتاقُ لها كلما مرت الأيام ..
ولو كان باستطاعي أن أصرخ وأصفق و أزغرد في ذلك اليوم الذي قرأت فيه ما قرأت عن طلاق البعض لها لفعلت ..
من هنا أحببتُ أن أقول لك و لكل ما زال يترنح حباً وعشقاً لها .. كفاكَ فخراً فهي التي ستقدمكَ للموت حتى تبقى .. وهي التي ستجعل منك عبرة للآخرين حين تمضي إلى عالمٍ بعيد لا نراكَ ولا ترانا فيه ..
أيها الشهر القاسي لِمَّ تناقض نفسكَ بالتصديق على شهادة ميلادي و ممات والدي في الوقت نفسه ..؟!
إن كنت تملكُ جواباً يعينني على الصمود أكثر أمام شبح الذكريات فأخبرني لعلني أعود لروحي المرحة وأردُ ابتسامتي التي ما كانت تفارقني منذ صغري ..

أما أنت يا أبي .. فقد مر العام سريعاً جداً ومضى يحمل معه من ذكرياتي معك الكثير .. مضى يُنذر لي أن لا عودة لك بعد انتظاري الطويل .. فلستُ من تبحث عنك في كل وقت يمر فقط .. بل قريتي وأهلها .. أصحابك وأنا وبعض الشوق والحنين نبحث عنك دائماً.. فلا نجد سوى رحمة الله التي نرفعها يداً بيد طالبين أن تصل لك مفعة بالشوق الطويل .. فرحمك الله يا والدي الحنون ..

هناك تعليقان (2):

واحة خضراء يقول...

الصديق المكار!
ذكرتني خاطرتك برحيل رجلٌ وخير الرجال، هو خليل ابراهيم حسن أب النائب عبدالجليل، كان هو الآخر صديقاً للزيجارة

وكان هو السبب الأساسي في رحيله . فرحمك الله يا ابا عبد الجليل .. ورحمك الله يا ابا خليل


وبهذه الذكرى عظم الله لك الاجر

a7la ro0o7 يقول...

غَـالِـيَـتِـي ..
وَصَـفْـتِـها .. صِـفات تَـسْـتَـحِـقـها ..
حَـقَـاً .. إنْـهاا تُـضَـيِـع شَـبابَـنا ..
ولَـكِـن .. ليِـسَ بِـ اليِـدِ حِـيلة ..
كَـلِـمااتُـكِ في غاااايِـة الرَوعة ..

يا لَـيِـتَ الجَـمِـيعُ يَـتَـعِـض ..


صَـبَـرَكِ الله غالِـيـتِـي ..
دَعَـواااتُـنا لَـهُ بِـ المَـغْـفِـرة والرَحَـمَـة .. دائِـماً ..
ودَعَـوااتُـنا لَـكِ بِـ الصَـبْـرِ والتَـحْـمُـل ..
ثِـقِـي كُـلَ الثِـقْـة .. بِـ أنَ والِـدُكِ مَـوجوودٌ دائِـماً بِـ جانِـبِـكِ ..
في نَـجاحِـكِ .. وفَـرَحَـكِ وحُـزْنِـكِ ..
ودائِـماً دائِـماً .. يَـفْـرَحِ لِـ إنْـجازااتِـكِ ..

ودْعِـي الحُـزْنَ غَـالِـيَـتِـي .. :)

تَـحِـيااتِـي ..