الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

خُذنا إليك ..



خُذنا إليك ..


إنها المرة الأولى التي أشعرُ فيها بضياعِ شيء ما بداخلي .. فوضى عارمة تقودني إلى محطة مُثقلة بفقد أمير المؤمنين وأنا أتصفح كتاب " نهج البلاغة " ..
حقاً هذا اليوم مختلف .. كئيب .. أشعرُ بقربي لزينب ..
أسمعُ صدى صوت الأخويين .. وأرى العباس يشدُ قلبه نحو أخته ..

باحة ذلك المنزل .. خلت من أنفاسه .. وما عاد هناك شيء يجعلُ زينب ويتاماها يبتسمون ..
حتى وصاياه تُشبه الثكالى .. وصرخةٌ واحدة من بعيد .. جاءت تسأل عن سبب رحيله ..؟!



ما بالي هذا الصباح ..؟!
أتساءلُ كارهةً لكل المشاعر المكبوتة في قلبي .. أودُ لو أصرخ بأعلى صوت .. وأقلب تراب هذه الأرض .. أود لو أغمض عيوني وأرحل بعيداً بعيد ..


إذاً كان هناك سبب لصمتي الطويل .. كرهتُ الكلام .. وتوجهتُ أبحث في نهج البلاغة عن سبب هذا الصمت المُخيف ..
يا الله .. كلما حاولت الكلمات أن تخرج مني .. أشعرُ بذات الغصة في خاطري .. ما زلتُ أتخيل منظر رحيله .. وأفكرُ ملياً في حال الحسن والحسين .. في حال زينب..

سيدي و مولاي ..
لا تتركني طفلة يسمع صوتها الجيران .. لا تتركني وردة قضت حتفها تحت الأقدام ..
امسح بيدكَ على رأسي كما كنت تفعل ليتاماك .. لعلني أشعرُ بدفء حنانك ..
إنها المرة الألف التي أقرأ فيها سطورك تلك ..
لكنها المرة الأولى التي أفهم معناها وأهيم في عالمها ..


هناك تعليق واحد:

سيد جابر يقول...

مأجورين مثابين