الجمعة، 5 نوفمبر 2010


ماذا يسكنُ قلبي .. بماذا أفكر .. ؟!
مما أخاف ؟!
ولم أنا صامتة .. كلما تحدث الغيرُ لي التزمتُ الصمتَ أكثر ..؟!
ولم يُجبرونني على الحديث ؟!
يحاولون جري إلى ذلك الوادي في كل حين .. وأنا أقاوم وقلبي الضعيف
أشعرُ بحالة من الاختناق .. أغلقتُ أبواب حواسي .. اتجهتُ لكَ بجنوني .. بدموعي .. حدثتكَ كثيراً .. وطلبتُ منك الوقوف بجانبي .. أنا مُتعبة .. قلبي الصغير يُوجعني وذاكرتي تقاوم تلك الأيام .. صارت أمنيتي أن أغفو  على صدركَ الحنون .. أركضُ لك سريعاً حين تعود و  تناديني ..
في قلبي جرح عميق أحتفظ به لنفسي ,, بلا طبيب .. وبلا ممرضة .. وبلا دواء .. إنه ينزفُ بشدة .. ولا أحد يعلم ..
نزهتي كانت قبرك .. و وحدتي يديك .. ودموعي شوقي إليك .. كنتُ أنتظرُ هذه الليلة حتى أتخلص من قيود الدراسة  ولو لساعات قصيرة .. إلا أنني لم أجد مفراً إلا تلك المقبرة .. فيها أنت .. و بقية الأحبة .. لم أجد أحداً يسمعني إلا أنت .. وحتى أنتَ لم تجبني على شيء وكأنكَ لم تسمع ما قلت ..
أخبرني .. أي الوسائل أقربُ إلى عالمكَ ذلك ..
أخبرني إن كان صمتي يعني شيء ؟!
أخبرني ماذا بعد هذا الصمت ..
أخبرهم بأنني ما عدتُ أتحمل شيء .. وصمتي هذا سيدوم .. يقاوم كل الأشياء المؤلمة ... حتى لو أفنيتُ بقية العمرُ صامتة..
وأخبرهم " أن عيوني لا تكفي لأن تكشفَ ما بي .. كما يزعمون " ..

وأنا عند قبره والهواء العليل يُحرك سيقان الأشجار الصغيرة  .. تمنيتُ أن أقضي بقية الليل بجانبه .. لأنني أعلمُ بأن عودتي لغرفتي تعني وحدتي وصمتي وشيء ما يزلزلُ كياني ..

هناك 3 تعليقات:

واحة خضراء يقول...

جلوسك مع اباك يفتح صفحات الجروح كما اتفهم حيث بثك له الهموم ...........
ليتك هنا يا أبا حكاية لتعينها عل تخطي مصاعب الحياة .......

غير معرف يقول...

لا أدري لماذا يجتمع الأيتام هنا دائماً..!! أبارك لك هذا يا حكاية.. :)

..على الرغم من قداسة الحزن لدي، إلا أنني تخليت عن عباءة اليتم منذ زمن طويل، ربما لقسوة الحياة، ولكن كنت أعتقد أنه ليس من الصحيح أن أستمر في ارتدائها.. (ربما اكون قد دفعت ضريبة ذلك، فأبي لم أره في حلم واحد منذ سنوات، وأسأل الله رضاه!!).

هناك، مثل شعبي يقول بأن الذي مات أبوه لم يتيتم ولكن وحده من ماتت أمه يتيم، ولكن رغم ذلك، كونوا على ثقة أيها الأيتام بأننا لا نشفى من ذاكرتنا، وأن الجوع للحنان شعور مخيف وموجع، يظل ينحر فيك من الداخل ويلازمك حتى يأتي عليك كما تقول أحلام مستغانمي في ذاكرة الجسد، فأحذروا.. :)

صفحات مُلطخّة بحروفي يقول...

ما أقسى الدُنيا ، عندما تقتلع أحبائُنا منّا ونحنُ بينَ أحضانهم .
-
رحِمَهُ الله ، وأسكنهُ فسيحِ جنانه .