الأحد، 12 ديسمبر 2010

" الإعلام " الحلقة المفقودة في نشر ثقافة آل البيت (ع)

" الإعلام " الحلقة المفقودة في نشر ثقافة آل البيت (ع)

من الصعب تصور هذا المجتمع المكتظ باختلافاته من دون الأقمار الاصطناعية بين دول العالم سياسياً , واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وحتى فكرياً ,لأنه وببساطة أصبح موازياً في أهميته وضرورة العيش به مع نسبة الماء في جسم كل إنسان , فلا عجب من توقف أمور الحياة بتوقف قناة إخبارية أو مجلة أسبوعية تصدح على الأخبار الكاذبة وتهرول سريعاً على أحداث أكثر أهمية من غيرها , داعيةً إلى ضرورة مواكبتها للموضة الإعلامية الغربية الجديدة ومستندة بذلك على جدار الدعم المجتمعي وحتى المؤسساتي في ذلك . فكأن صورة الإعلام انتزعت من إطارها الحقيقي في نقل الوقائع الصادقة بكل شفافية ودقة !
و اليوم ونحن ما بين وقتٍ وآخر نسمع أجراس الإنذارات تدقُ داخل رؤوسنا محذرة إيانا ضرورة تمسكنا بمعنى الإعلام لا صوره , وبأهدافه لا أفكاره , وبجديده لا قديمه , وبصدقه لا نفاقه . يشعُ فجأة ضوء أخضر يعيدنا إلى طرقات الشام .. وعباءة سوداء .. مثلت النقلة الإعلامية الأولى  لما قبل وقائع الطف وما بعده .
فالسيدة زينب  لم تكن عابرة سبيل لطرقات الشام , ولم تتخذ من عباءتها مظلة تقيها من حرارة الشمس أو من نظرات الشماتة , بل كان مرورها يُمثل نقلةً إعلامية تصدرت التاريخ العلوي مؤكدةً بأنها الإعلامية الأولى بلا قمرٍ اصطناعي يروي أحداث حياتها على مدار الـ 24 ساعة وبلا صحف تتصدر صفحاتها الأولى مانشيتات بالخط العريض  تروي أخبارها , وبلا مؤتمرات أو ندوات تنتهي على أصوات التصفيق والزخم الإعلامي .
السيدةزينب ( عليها السلام ) شقت تلك الطرقات لتفسح المجال بأبوابه المختلفة لإعلامها ليس على صعيد السياسة فقط  بل على جميع الأصعدة ,وهذا ما يُميزها عن باقي الإعلاميين  المتحجرين إما عند أخبار الفن والفنانين أو عند أخبار الحروب والنزاعات , وإذا  وجدتهم على غير هاتين الحالتين فستكون أقلامهم مدفوعة الأجر لتكذيب خبر ما  أو لتضليل الواقع  . ولذلك نجدُ صعوبةً بالغة في بلع الأكاذيب الصادرة من وسائل الإعلام عندما تهاجم بطرقٍ مُختلفة إعلام زينب برصدها ثائرة لقت حتفها بعد استشهاد أخيها !وهذه السيناريوهات  في قلب الحقائق وتشويهها ما زالت تتكرر إلى الآن مضللة بشيء من رغبة السيطرة على زمام أمور السالكين لخط الحسين والمتمسكين بإعلام زينب الصادق .
إذاً هي صفارة الإنذار التي لن يكون لصداها نهاية في رؤوسنا ما دمنا نستغل وسائل الإعلام المُتاحة في تمثيل واقعة الطف بالشكل الصوري الخالي تماماً من جوهر الثورة الحسينية وتضحياتها .
نحنُ بحاجة إلى أن نتخطى في قنواتنا الشيعية الخطوط البدائية في وصف حياة الآل , وبحاجة ماسة إلى نقل الفكر العلوي من العلبة البكائية المغلقة إلى باحة الواقع وتكريسها لنشر ثقافة دين محمد (ص) , فلا شيء يمنعنا عن فعل ذلك ما دمنا نملكُ  قناة ومسرح ونشرة أسبوعية وشبكة عنكبوتية ومختلف الفنون الكتابية والأهم طاقات شبابية ووسائل إعلامية متعددة  ,وضمائر حية عاشقة لمسيرة الآل الكرام .. تحتاجُ  منا  فقط إلى وقفة تأمل لكيفية نشر فكر و ثقافة أهل البيت عليهم السلام   . 
 هذا المقال نُشر في صفحات "نشرة موكبي" الصادرة من مأتم السنابس \ شهر رمضان المبارك 2010

هناك تعليق واحد:

واحة خضراء يقول...

" ولم تتخذ من عباءتها مظلة تقيها من حرارة الشمس أو من نظرات الشماتة , بل كان مرورها يُمثل نقلةً إعلامية تصدرت التاريخ العلوي "

احسنت ِ

" وبحاجة ماسة إلى نقل الفكر العلوي من العلبة البكائية المغلقة إلى باحة الواقع وتكريسها لنشر ثقافة دين محمد (ص) , "

احسنتِ


مأجورين