الجمعة، 17 ديسمبر 2010

صعب أتخيل !

صعب أتخيل !

ماذا لو مر العام بلا عاشوراء .. أنعيش على غير حُب الحسين ..؟!
أنقاوم مصائب الدُنيا بلا صبر زينب ..؟!
من منا باستطاعته أن يتحمل قسوة فقد الشباب بلا مصيبة الأكبر أو القاسم ..؟!
ومن منا بإمكانه أن يُكمل مسيرة حياته على ظهر اليُتم منكسراً يتوجع كلما رأى في منامه والده يضمهُ بين أحضانه بلا مصيبة رقية ..؟!
وبماذا تشعرون حين يُخبركم أحدهم بإن إحدى النساء قد أجهضت جنينها أو أنه قد مات أثناء الولادة .. أو أنها أنجبته وبعد أيام مات بين أحضانها .. ؟!
قد تتألمون .. وقد تبكون .. ولكن ماذا عن مصيبة عبدالله الرضيع ؟!
وقبل كل ذلك .. من منا لا يصرخ حين يتوجع من ألمٍ في رأسه أو ظهره أو حتى إصبعه بـ "أخ".. أهناك "عباس" في دُنيانا يُشبه عباس الحُسين .. وكافل زينب .. وساقي عُطاشى كربلاء ..؟!
أتتخيلون حالها ..؟!
ماذا لو كنتم تجلسون لوحدكم في داركم تتحدثون بجنون لأنفسكم عن آلامكم وتتذكرون ماضيكم  .. بلا أنيس ..  وفجأة تنطفئ الأضواء .. وتنهار على رؤوسكم أحزانكم .. وغير الدموع لا تجدون .. تُغمضون جفونكم وبعد لحظات فقط  تشعرون بيدِ أحدهم على رأسكم .. جاء ليخفف  أوجاعكم  ويواسيكم .. أو أن هاتفكم يرن فجأة على صديقٍ لكم شعرَ بوجعكم وهو على فراشه فَهَمّ يتصلُ بكم   ..  ماذا ستفعلون .. ؟!
بالطبع ستبتسمون !
و لكن .. ماذا لو لاحت لكم هذه الليلة زينب عليها السلام وحيدة بلا دار .. بلا أضواء .. بلا يدٍ حانية تمسح على رأسها .. بلا صوت أحبتها .. بلا إحساسهم بألمها  ... تمشي بين جثث الأحبة .. ترفع هذا وتناظر ذاك ..
 ماذا ستفعلون ؟!

ليست هناك تعليقات: