الخميس، 10 فبراير 2011

أخبرني يا دكتور عن ماذا كنت تتحدث بالضبط ؟!


أخبرني يا دكتور عن ماذا كنت تتحدث بالضبط؟!
أذكر جيداً حديثه معي .. أعني - دكتور الصحافة - عن إحدى صحف مصر حين كان في نقاشٍ  معنا عن  الإعلام و الصحافة في مصر ,كم هي عريقة مؤكداً أن التاريخ العربي يشهد لها بذلك .. شعرتُ بسعادةٍ بالغة حين تعمقتَ معنا في شرح تفاصيل  مشاق العمل الصحفي .. أشرت لي يا دكتوري المحترم بأن الإعلامي في مصر  يُحترم ويُقدر من الجميع  وهذا ما لم يتضح لي منذ أول يوم لثورة مصر , كما أن طريقتك الساخرة في مقارنة الوضع الإعلامي العربي حزت في نفسي كثيراً .. وجعلتني أفتش في صحف مصر عن أسماء بعض الرواد .. وجدتهم يتشابهون .. نعم .. يتشابهون في اللغة .. وفي الفكر .. و في وجع مصر وإن كان ذلك مخفياً بين السطور .. و وجدت من يناقضهم في ذلك ويدعي كما عندنا بأنه للوطن من ألفه إلى يائه  .. ولم أكتشفه على حقيقته إلا بعد جمعة الغضب بالتحديد ..
كم كان من الجميل يا دكتوري أن تتحدث لي أكثر عن خفايا الإعلام المصري وتُثبت لي بأن كلامك حينها كان هو الآخر نزيهاً .. ربما أسأت فهمكَ في بعض المواقف , لأنك في كل مرة تحاول زعزعتي .. ولا أعلم لم كل هذا التحامل على آراي  وخصوصاً حينما تمسكتُ برأيي بأن مصر مثل البحرين فهناك صحف تدار بالأرقام وهناك شاشة واحدة لا تمل و لا تكل من عرض أهم الأنباء .. ( استقبل, و ودع ,و أمر ,و أشار , و خطط , و منح, وتكرم ,و تفضل على المواطنين) ! .. إلا أنها يا دكتوري قليلاً ما تذكر هذه الأفعال( أنجز لمواطينه  , و حقق  لوطنه لا لنفسه  , أعطى الحقوق أصحابها  )..
قل لي يا دكتوري .. كم شعرتَ بالسعادة حين أخبرتكَ بأنني أتابع كل جديد يطرأ على مصر .. وعلى مثقفي مصر ..
قل يا دكتوري .. كم كنتَ فخوراً وأنا أتحدثُ لك عن عراقة مصر .. وأهراماتها .. وحلمي في لقاء أحد أعرق مثقفيها  الأحياء الذي سقط من عيني بعد جمعة الرحيل ..
قل لي ما مدى حجم الألم الذي تفنتت حضرتك في حفره على ذاكرتي .. أين مصر .. وأين نزاهة الإعلام فيها .. وأين الحرية التي تحدثت لي عنها .. وما وجه الاختلاف بين صحيفتكم الموقرة ( الصفراء في مضمونها ) وبين صحيفتنا الغراء في أكاذبيها .. ويا أسفي .. أين وجه الاختلاف بين ذلك الذي كنت أحلم بلقائه وبين أبواق الفتنة عندنا ..؟!
دكتوري المحترم , تذكرتك وجياع مصر يهتفون من أعماق قلبهم المحزون على  وطنهم " ارحل ارحل يا مبارك " وتذكرتك أيضاً حين خر أحد الصحافيين المصريين شهيداً يقارع الزمن في إيصال حقائق ميدان التحرير .. وتذكرتك أيضاً حين أُغلق مكتب قناة الجزيرة في مصر  .. وتذكرتك أيضاً حين رأيت فيديو السيارة التي دهست أحرار مصر .. وتذكرتك أيضاً حين بكى وائل غنيم .. وتذكرتك أيضاً حين شاهدت زفة عروسين من شباب مصر في ميدان التحرير .. و ما زلتُ أتذكر كلامكَ وأنا أتابع إعلام مصر ..
ومع كل لحظة أذكركَ فيها  .. أشعرُ برغبة البحث أكثر عن ذلك العالم الذي وصفته لي , والذي لم أجد له أثراً لا في أهرامات مصر .. ولا في تاريخ فراعنتها .. ولا في مقابرها  .. وأسألك بالله أن تدلني على طريقه إن كنت تعرف معنى أن يُكشف عن الضمير فيلقاه الله والعباد ميتاً منذ سنين !

ليست هناك تعليقات: