السبت، 9 مايو 2009

ظروفنا تحكمنا .. في نزهة لم تتعدى شارع البديع ..!






















ظروفنا تحكمنا .. في نزهة لم تتعدى شارع البديع .. !







تحكمنا الظروف .. تشد علينا .. فنفترق ...
نعاود بالحنين إلى ذكرياتٍ مضت .. تناثرت فوقنا وكأنها أزهار الربيع .. شيء ما أقوى من الذكرى يُحدثنا .. فكان لنا هذا اللقاء الذي طال ونحن ننتظر أن يكون .. فكان ...!
عدت من اجتماع مرسلون وأنا كلي ضيق غريب .. لم أدخل باب البيت رفعت هاتفي واتصلت على من اشتقت إليها كثيراً ..
أنا : آلو .. هلا حميدة .. وينكم ؟؟ وحشتوني ..
هي : هلا.. مفاجأة .. بنمر عليش بعد شوي .. بنطلع .. برزي روحش ..
( اعترتني الفرحة حينها ) جاااااااهزة .. انتظركم ..

بالفعل كنت مشتاقة إلى الجلوس معهم .. إلى الحديث مع قلوبهم .. بنات خالتي التوأم ( تقية وحميدة) وأختهما الكبرى ( زهراء ) اللاتي ارتبطن منذ فترة فابتعدن عن القرية وعن الأهل لانشغالهن بالحياة الزوجية .. وابنة عمتهم (فاطمة) التي أعتبرها بمثابة الأخت (وفاطمة .ج ) صديقة قديمة ..

رن هاتفي .. ففزعت وهممت بالخروج من المنزل .. وصلت السيارة .. فتحت الباب ..ومن الشوق كدت أحتضنها بشدة .. فمنذ ما يقارب الأسبوعين لما أرها ..
ابتدأ المشوار .. أخذتنا زهراء بجولة بسيطة في أرجاء القرية وكم كنت متعجبة لعدد السيارات التي أراها تزدحم في القرية من أجل اللحاق على موكب العزاء ..
بعدها .. دخلنا مدينة جدحفص التي كنا نأمل أن نرى فيها من يبيع ( الذرة ) فحميدة جنت وهي تبحث عن الذرة في قريتنا التي كانت فيها جميع البرادات والمطاعم مغلقة ( بسبب الوفاة) .. أيضاً هناك لم نجد ..
فاقترحت تقية علينا الذهاب إلى سار لشراء الآيسكريم من ماكدونالدز .. بالفعل ذهبنا .. فمررنا على حُلمي ( الوسط).. وكدتُ أن أجن حينها .. ولم أستطع الهرب من تعليقاتهن !

بعدها اشترينا الآيسكريم .. وذهبنا لساحل أبو صبح الذي منذ فترة طويلة لم نذهب له ..
جلسنا في السيارة فأخذتنا الذكريات إلى عالمنا الماضي ...
زهراء : تذكرون قبل .. كان عجيب ..
فاطمة : أي مو أحين ملل .. محد ويانه ..
حميدة : ويلي .. أني الي ما اقدر انساه .. اليوم الي استشهد فيه الشهيد سلمان .. تذكرين بتول ..
أني : أي .. يوم صعب .. صعب انه ننساه .. معنه كنه صغار .. صغار واجد
حميدة : كنه قاعدين في الشارع بنطلع يوم تفجر البيت له ..؟

تقية : أي اني وانتين وزينب وزهراء وبتول ..
أني : خيال إلي صار .. كان يوم صعب ..ما أنسى صور الجثث ورجال الديرة يشلونهم ..
زهراء : الله الحافظ شلون بنت عمنا كانت توها طايفة وتقول لينه دخلو البيت .. بس طفنا وطافت هي على طول تفجر ..
أني : كان يومك كريه ..
تقية : تذكرين السطارات إلي حصلناها من الشغب يوم يطبون على بيت ابوي العود وياخذون خالي ..
أني : هههههه أي ..
تقية : صدق حصلنه ضرب .. بس يالله .. الله كريم ..
حميدة : خسارة ما كنت وياكم ..
تقية : احد يتمنى ينضرب على ايد دلين .. الحمدلله والشكر ...
أني : حميدة جان تموتين .. بكبرش جبانة وعلى كل شيء تصيحين ...
حميدة : ههههههه أي والله .. لكن تستاهلون ..
( لهذه الذكريات .. بصمة ..سأدونها هذا الأسبوع إذا شاء الله في مدونتي )

بعدها .. قررنا زيارة قبر الوالد ( الجمري) فاتجهنا إلى قرية بني جمرة .. ودخلنا المقبرة بانكسار ..
في الطريق إلى القبر ..
زهراء : يا علي .. يا ريته لحين موجود .. جان حالتنه أحسن من جدي ..
حميدة : راح وضيعنا ..
تقية : أني مو مصدقة انه راح ..
أني : ما في احد مصدق .. بس سكتوا بندخل ..

وصلنا .. وكأن شيء ما أجاد كسر الخواطر .. فتهنا في ضيق عالمنا ..
أخذنا معاً نتذكر كل ما مضى ..
قرأنا سورة الفاتحة وبعض السور من القرآن الكريم ..
حميدة رفعت صورته الكبيرة التي لازمت قبره : تتوقعون بصير حال البحرين أحسن من جدي ..
ناظرنا بعضنا البعض .. بصمت .. وكأننا ندركُ بأن لا جواب يجيدُ تضميد جروحنا إلا هو ..
وهو ... رحل ..

خرجنا من المقبرة ونحن نحمل في داخلنا شحنات شوق .. ألم .. ضعف .. وربما حسرة ..
( وماذا أقول .. كل شيء يشير إلى الهاوية .. )
حميدة : أحس ما أمبي اطلع من هني ..
أني : ولا أني .. يا ريت يصير نقعد عند القبر .. أحس بضيق ..
حميدة : زهراء .. خلينه بنقعد شوي ..
زهراء : بلا جنون ما بقى عن الأذان شيء ..
تقية : يالله قومي نمشي .. الله كريم ..
فاطمة .. أي .. الله كريم ..


ركبنا السيارة .. القرية كانت هادئة إلا من صوت القارئ .. في انشغالها بإحياء ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء(ع)

( بتقولون فاضيين نطلع اليوم . بس والله من دهر ما التقينه ببعض )

لكن كلام (فاطمة.ج) أغرقنا في الضحك : يوو احنه في بني جمرة ..
حميدة : هههههههه يوو ليش حلم يعني ..
اني : هههههه فاطمة ويش فيش .. سبحان الله في عالم ثاني له ..
فاطمة .ج : ههههه ليش وش قلت ..
تقية : يا دافع البلا جايين المريخ مو بني جمرة ..
حميدة : بتول تذكرين يوم نجي كله ويه بعض .. أيام وفاة الشيخ ..
أني : أي ..
تقية : أحين صايرة ما تنظمين لروحت المهرجانات والمسيرات ..
أني : انظم إلى من ..؟ قبل انتون أحين ما في إلا اني وولاء .. نروح بروحنه أبرك لينه ..
حميدة : إذا صار شيء المرة الجاية نظمي في باص وبنجي ..
أني : احلمي .. انتون ما وراكم الا رجالكم .. ما بنظم شيء ..
تقية : ههههههه أي متعقدة بتول منكم .. كله توعدونها وتخلفون ..
زهراء : ( يا ريت بس هي وانتين ويه .. كلكم لا خير ) !

خرجنا من قرية بني جمرة واتجهنا إلى قرية عذاري لنوصل زهراء لبيت زوجها .. وبعدها عدنا إلى القرية ..
قريتي التي أشتاق إلى هواءها في كل لحظة ..



استمتعت كثيرا في هذه النزهة التي لم تتعدى شارع البديع .. وبرغم قصرها وضيقها إلا انها كانت ممتعة بحق ..
انتظروا .. جديد التسعينيات .. إذا شاء الله ...






هناك تعليقان (2):

واحة خضراء يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فاجئتني الصور .. !
لكنها ليست مُفاجأة فالكثيريين ممن احبهم الوالد قد جائوه وما زيارتُكم الا خير مثال على جميل زيارة المرحوم ..

" لو ركبتون الجبل (: راح تلاقون واحد يبيع درة وبارع في تسويتها "

بتول إبراهيم يقول...

وعليكم السلام والرحمة ..
عهداً علينا .. أن نكون بالقرب من قبره دائماً ..

بالنسبة للذرة .. معلومة جديدة .. ( بس بتحل مشكلتنا في المرة الجاية )

شكراً لمروركِ بين سطوري ..