الثلاثاء، 9 يونيو 2009

مشتاقةٌ إليك .. حد الموت ..!


مشتاقةٌ إليك .. حد الموت ..!



كان لا بد لنا أن نحكي ...
نحكي عنكَ ..
عن سنين الضياع التي مرت بين أصابعكَ القصيرة ...
عن معاناتكَ مع الأيام ...
عن حنان يديك ..
عن روحك الحنونة ...
عن عمركَ الطويل ...
عن حبنا لك ...
عن عطفك ..
عن سخرية القدر ...
عن حكاية موتكَ المفاجئ ...
تذكرتُ اليوم الأول لدخولي بوابة المدرسة (أول ابتدائي)! ...
فتذكرت كلامكَ لي ..
(خليني اجوفش نفس ما أتمنى)!
ربما هذه العبارة ... غطتها السنين بغبار النسيان لسنوات ...
لكنني تذكرتها ..
اليوم و أنا أتصفح ما مضى !
ربما ما جعلني ألتفتُ إلى أثر غيابكَ اليوم ..
(مسجات) الأحبة التي وردتني لتباركَ لي .. وشعوري الناقص بالفرحة ...
كنت أظنُ العُمر سيطول معك ..
كنتُ أعتقدُ بأنكَ أول من ستمنحني وردة التخرج ..
وردة انقضاء المرحلة الأولى من العمر ..!
(كنتُ أحلمُ إذا)!
وها أنا استيقظُ من حلمي .. على يومٍ غبتَ فيهِ عني ..
كانت السماء تزخرُ بالمطر ..
كان يهطل ... يهطل .. ودموعي كذلك ..
أوقفتني أحلام الطفولة ..(سيغيب ليومين أو ثلاثة ويعود)!
انتظرتُ طويلاً ..
حتى صُدمتُ بالقبر يكلمني ...
(أنا ما عدتُ حياً أمشي على الأرض) ..
فعدتُ أصارعُ القدر ..
لما أخذتهُ مني ..؟!
صدقني ... لم أستطعم بعد طعم الفرح ..
أنظرُ إلى من هم حولي فأجدهم يهنئون بعضهم البعض (بي) ..!
قد تتعجب .. لكنني أقسم بحبي لكَ عن هذا الشعور ..
لأول مرة في حياتي .. وبرغم انتظاري لهذا اليوم .. إلا أنني لا أشعر بشيء من السعادة ...
رُبما كنتُ أطمح في المزيد .. وربما لأنكَ لستَ معي ..!
نعم .. لأنكَ لستَ معي ..
لا تحرمني من همس روحكَ لي ..
فأنتَ علمتني أن أبتسم لأخلقَ لنفسي عالماً من السعادة ..
هي حكمتك..!
وَحدكَ تعلمُ ما بداخلي !
كنت لي الأخ والصديق ... وأنت( الجد ) الذي يكبرني بأعوام وأعوام ...
بالأمس شعرتُ برغبة غريبة ..
(الجلوس عند قبرك)!
منذ فترة ولم تحدثكَ روحي ..
منذ فترة وأنا أكتنز الكثير من أجلك ..
سأنتظر مسائي يطلُ بقمره لأتخفى عن الجميع وآتيكَ لأقبل صخرة قبرك الجاثمة عن رأسك .. وسأحكي لكَ عن ألمي .. وحُلمي .. وعن ضياعي بدونك !
أشتاقُ رؤيتك .. أشتاقُ إلى تقبيل جبينك ..
مشتاقةٌ إليك .. حدَ الموت ..

ليست هناك تعليقات: