السبت، 15 أغسطس 2009

أشباح بني آدم مع السكلر!


أشباح بني آدم مع السكلر!



قد تخيفنا هذه الكلمة (أشباح ) وقد تأخذُ بنا إلى القبور والمدافن وتتلو على مسامعنا هُناك أنغام الموت وتجرنا إلى حبات التراب للتنقيب عن آثار الماضين .. وبين هذه الفوضى العارمة يتسلل إلى ذاتنا الخوف من ظهورها فجأة !
بطبعهِ الإنسان يخافُ الأشباح وبطبعهُ يتخيلُ كثيراً شكلها وحجمها وموقعها ووقت ظهورها !

فماذا لو كانت هذه الأشباح من فصيلة بني البشر .. من نسل آدم والقدر ؟!أصبحت في شكلها تشبه الأشباح .. وجهها أصفر .. جسمها نحيف .. وفي كل لحظة تعانق الفراش الأبيض .. تدخل ملاذها الصحي تنتظر دورها .. تمدُ يدها فتعانق بجنون تلك الإبرة القاسية التي اعتادت منذ طفولتها على وخزها وانتظار مفعولها!
إنها شابة في العشرين من عمرها مصابة بمرض السكلر!
لا فرق بين الشمس أو القمر كلاهما يجرُ الآخر إلى منافذ مُغلقة .. والموت نهاية حتمية !

لم يبتعد عنا كثيراً ولا عن زقاق القرية ولا عن وطننا فقد لازمنا طويلاً وأخذ يتسللُ إلى أراوحنا ليخطفها منا بلا سابق إنذار ..
دارت رُحى الأيام وانسكب الحزن يجرُ الأعوام ..
نعم الأعوام التي قضوها مع الأهل ... مع الرفاق .. مع الأحباب ..
أعوامٌ مضت .. وجرت معها الكثير .. وتوقفت عند الذكرى!
شابةٌ في العشرين من العمر فقدناها من أسابيع وهي تحمل مرضها الوراثي ( السكلر) وبصمت ودعتنا !
ومنذ أيام ودعت القرية عريسها الذي فارق شريكة عمره بعد عام من الحب والإخلاص والوفاء .. بعد عامٍ من الاستعداد لبناء عشهما الزوجي .. بعد عامٍ مضى فقط!

قلبي يعتصرُ ألماً لأشباح بني آدم .. لمن أخذهم موج الموت بعيداً بعاصفة هذا المرض ..
لا أملكُ قلباً يتحملُ لوعة الفراق الطويل . فلنا في هذا العام مع السكلر الكثير من دعوات الرحمة لمن هو مُبتلى به !

ليست هناك تعليقات: