السبت، 28 نوفمبر 2009

إنهُ قائد الثورة!


إنهُ قائد الثورة !


لستُ أتحدث عن الثورة التي عاشتها إيران والتي قادها الإمام الخميني (قدس) وما جرى فيها من أجل دين محمد، والحق ولستُ أتحدث عن تلك الثورات التي خاضتها فلسطين ومصر وبقية الشعوب العربية
لكنني أتحدث عن إجابة طفلة بحرينية قروية صغيرة في المرحلة الابتدائية حين سألتها في إحدى الدورات التدريبية عن شخصية الوالد الشيخ عبدالأمير الجمري (قدس) وعن حب الجميع له بعد أن طلبتُ منها ومن زميلاتها القيام ببحث بسيط عن حياته وتضحياته، فاجأتني بإجابتها غير المتوقعة «إنه قائد الثورة!».
خرجت هذه العبارة بصوتٍ حماسي وكأنها تعرفهُ جيداً وفي محاولةٍ مني في كتم ضحكتي حينها والتي سرعان ما تحولت إلى فمٍ ساكن لا يستطيع النطق بكلمة واحدة، قلت: أي ثورة؟!
أجابت: لا أعلم، والدتي أخبرتني بذلك وأرى الجميع يعشقهُ ويتحدث عنه، وأنا أيضاً أحبه كثيرا وأحتفظ بصورته في غرفتي.
ساقني الفضول لمعرفة سر هذه العبارة، فالتقيتُ والدتها بعد فترة قصيرة وسألتها السؤال نفسه «لم أخبرتِ ابنتكِ بأن الجمري قائد الثورة وهو قائد انتفاضة شعبية وهل هناك فرقٌ بين الكلمتين؟».
أجابت: السبب الأول: وجدت ابنتي تسأل كثيراً عنه وكأنها تطلبُ مني العودة لذلك الزمن حتى نلتقي به (أنا وهي) ونجلسُ معه لكي تحدثه بنفسها، والسبب الثاني: لكونها تفهم معنى الثورة أكثر من فهمها لمعنى انتفاضة شعبية، لذا أخبرتها بأنه قائد الثورة التي مازلنا نعيش على أساسها القوي المفعم بالحب والتضحية... فوجدتها مقتنعة تماماً بما أقول حتى أنها أصبحت تردد للجميع «الجمري هو قائد الثورة».
دعونا نكون أكثر واقعية في هذا الموضوع المهم جداً لكل الأجيال، فأنا لستُ من الذين ضحوا بالكثير مما يملكون من أرواح وحياة واستقرار وأمان... بل كنتُ في تلك الفترة طفلة تتأمل صورته كثيراً وتسأل كثيراً عنه وعن هؤلاء الشهداء الأبرار الذين سقطوا من أجل الوطن، فكانت تقرأ الكثير مما يُكتب على جدران قريتها وتسمع الكثير من الأهل والأصحاب ومن الجميع بلا استثناء.
لذا يجبّ علينا أن نأخذ بتلك الأيادي الصغيرة التي بدأت تتحسسُ مواضع تضحياته جيداً وتكتشف أسرار حُب الجميع له إلى عالمه (هو) بلا حذف ولا إضافة في انتفاضته الحرة الأبية.
«نون الوفاق» تتمنى من كل الأجيال التي عاشت طعم تضحياته وما صنع بكرامته وبحبه للوطن وللشعب أن يأخذ بأيادي هؤلاء الصغار إلى زوايا القرى الحية بحبه، والتي مازالت تعيش آثار انتفاضته المباركة وتحكي لهم حكاياه وما صنع.. كيف ضحى ولماذا ومن أجل من.. وكيف سقط هؤلاء الشهداء؟!
حتى يعرفوا جيداً سر حُب الجميع له...آذانهم تستعدُ كل الاستعداد لكي تسمع عنه ولو كلمة، وقلوبهم الصغيرة تنبض بحبه... حتى عيونهم لا تفارق صوره في كل مكان.
افتحوا المجال لأسئلتهم وناقشوهم، فهو والد جميع الأجيال... والد شعب لم يذق طعم الكرامة والإخلاص والوفاء إلا على يده الحنونة.
ديسمبر بذكرى رحيله عنا قادم بقوة... فهل سنتعاون مع بعض حتى نجيب على تساؤلات صغارنا؟!
لكم الاختيار في ذلك... لكن تذكروا دائماً... حتى نبقى بكرامتنا يجب أن نذكر أهلها باستمرار... وكرامتنا بين ذكراه الطاهرة.

وصلة المقال :

http://www.alwefaq.org/press/index.php?show=news&action=article&id=351

هناك 4 تعليقات: