الأحد، 6 ديسمبر 2009

وماتت أم راشد !


وماتت أم راشد !



ودعناها تحت ظل المطر ..
ومضى كل شيء بلا رجعة ..
كنتُ أتحدث عن المطر كطفلة تعشقهُ حين يسقط وتموت حين ينقطعُ عن الأرض ....
تلقيتُ خبر وفاتها بصدمةٍ قوية ..
للمرة الألف .. ما عدتّ تفهمني ولا أفهمك ..
كنتُ أنتظرك بفارغ الصبر ..
وحين سقطت .. سقطت دموعي معك ..
لن يلفظها أطفال القرية بعد اليوم ( طاح مطر واجد وانزلحت أم راشد ) ..
كانت تقول لنا من خلف الباب ( أراويكم يا الشياطين ) ..
كنا بعنادٍ وشقاوة نلفظها ونطرق بابها ونشرد وكأننا لم نقل ولم نفعل شيء ..
المقعدة عن الحركة رحلت هذا اليوم ..
في كل عامٍ يفاجئني المطر ..
ما أقساها من مفاجآت !!
والشتاء يهمُ في أكل ذاكرتي ببرودته المعدمة من الإحساس ..
ألفظُ أنفاسي وأملي فيك .. ولن أجدك ( أعلمُ بذلك ) ..
سأرحل حين تفوح رائحة التراب والمطر .. كنتُ وما زلتُ أعشقُ هذه الرائحة ..
يا لغبائي .. أعلمُ أنها تختلفُ عن رائحة الأمل ..
وأعلمُ بأن المطر يلفني بضبابٍ غريب .. كان يمازحني وأمازحه .. كان يفهمني وأفهمه .. كنا نتحدث مع بعض لفتراتٍ طويلة .. وفي ختامٍ كل لقاء أقبلُ جبين قوس قزح عند الوردي وأتمنى وأنا أغمض جفوني ما أريد ..
وكان يردُ هذه القبلة على جبين ( اسمي ) !
نتضايق كثيراً من عودة الشمس .. وقد نختلفُ على لونها !
أنا أكره الأصفر وهو يكره الأحمر .. لكننا نعشق الغروب ...
الاختلاف قد يؤدي إلى نتائجه المثمرة ..
همست لي أختي هذا المساء وأنا في قمة حزني على ما قرأت من ( ضيق الأفكار وسوادها ) ..
النجاح يبدأ عند هؤلاء بقذفهم اللاواعي .. تحملي هذا الطريق .. هناك الأسوأ والأسوأ وبعده الأفضل ثم الأفضل إن شاء الله )

سيضمكِ المطر يا أم راشد برحمة الله الواسعة حين يلامس تراب قبركِ ..
وقد يتركني وحيدة !

ليست هناك تعليقات: