الخميس، 5 أغسطس 2010

تنفستكَ بلسماً للجراح , فكنتَ شفاءً إلى كل داء ..!



تنفستكَ بلسماً للجراحِ , فكنتَ شفاءً إلى كل داء ..!


كنتُ مثلهم لا أعي معناك ولا أفهم لغة حبك وأجدُ صعوبة بالغة في الإبحار في غموض غربتك , حملتُ حقيبتي وفيها كنتُ أحملُ قلبي الصغير وعقلي الذي بدأ يكبرُ معي ,, و شيء يُشبه غُربتك ..
ما إن وصلت حتى وجدتُ نفسي أبحث عنك .. لهفة غريبة وشوقٌ يغلب كل الأحاسيس .. أنا في ضيافتك .. كم كنتُ خائفة بأن أكون ضيفة ثقيلة عليك , وأن أنك ترفضني وترمي بقلبي وما فيه لأعود باكية شاكية وحاشاك ذلك ..
أحسنت ضيافتي .. فغمرتني بمطرٍ خفيف أزال كدري في اليوم الثاني , ومنحتني راحة في الحديث معك .. ثرثارٌ هو قلبي لأنهُ يا سيدي منذ فترةٍ طويلة جداً يلتزمُ الصمت ولا يتحدث لأحد .. ومعك تحرر من صمته ..





صحن الغدير ..
هناك .. تعرفت على عائلة عراقية وتقتربت من جراح العراق كثيراً وأنا أسمع قصصهم .. تساءلت في ذاتي .. أيهما أعمق جرحاً أن يقتل الوطن أو أن يُطعن..؟!



ليلة النصف من شعبان ..
في الصحن الشريف سمعتُ هذه الصرخة تتعالى بخوف , حُب , حنان , وخلفها تتلاعب الدموع برموش عجوز :
شيرين يمه .. وينج .. راحت ابنيتي .. راحت .. شرين يمه وينج ..؟!
عراقية تحملُ جزء من جروح عراقها وآخر لضياع ابنتها !
رافقتها حتى آخر الصحن الشريف وهي ما زالت تصرخ وتنادي ابنتها : وينها ابنيتي .. وينها .. شرين يمه وينج ..؟!
آه لو كنتُ أستطيع عمل شيء حينها لفعلت ..
فتحت هي باب غرفة الشكاوى والأمن بقوة فلعلها تجدُ ابنتها الضائعة إلا أنها أغلقتهُ والخيبةُ تلطمُ وجهها : ابنيتي راحت مدري وين .. شرين وينها يا ربي .. مدري وينها ..
طريقي يختلفُ عن طريقها .. التفتُ مرة أخرى رأيتها تمسحُ دموعها بطرف عباءتها : ابنيتي وينج .. تعالي يمه متمحل فراقج ..
داهمني هذا السؤال الغريب ممزوج بإحساس أكثر غرابة .. ماذا لو كنتُ أماً وفقدتُ ابنتي بين هذا الزحام ..؟!





حين تتحدث الطبيعة إليك .. أنصت فقط ..











بازار الغدير ..


كنتُ أذهبُ إليه برفقة صديقتي أو شقيقي شبه يومياً .. استمتعنا كثيراً بين أحضان الكتب و المكتبات .. وهذا ما اقتنيته :
1. يوميات الحزن العادي لمحمود درويش .
2. كتابات غير ملتزمة ,و رعشة الحُرية , وتسكع داخل جُرح لغادة السمّان .
3. عظماء الغرب يعتنقون الإسلام .
4. تفسير الأحلام للإمام علي ( ع ) .


عن شعب إيران لا أعمم ولكن ..

الشعب الذي يمتازُ بالاعتماد على نفسه في كل شيء وبالتحرر من قيود التعقيد تماماً يفتقدُ إلى بعض الأخلاق وأهمها , وأكررُ أنني لا أعمم ..
يمتازُ باعتزازه بلغته , وباعتمادهِ على نفسه في توفير جميع احتياجاته و على أيديه العاملة الإيرانية بالدرجة الأولى ومصدر قوته يكمن هنا , وبسيط جداً .. كثيراً ما كنتُ أبتسم حين أرى المرأة وزوجها وبعض الأحيان طفلهما, أو رجل الدين المعمم على الدراجة النارية بلا قيود مجتمعية تفرضُ رأيها عليه ..
ولكنهُ يختلفُ عن الشعوب العربية من حيث أخلاقه , فهناك لا وجود للاعتذار أو الاحترام ولا مجال للذوق والأخلاق .. من الطبيعي أن يدفع الرجل بالمرأة ولا يعتذر , ومن الطبيعي أن تدفع المرأة بالمرأة ولا تعتذر ومن الطبيعي جداً أن لا تُحترم بعض الأوقات لأنك عربي !


أشعرُ بالحنين إليك سيدي , و أتساءل كلما دارت عقارب شوقي للقياكَ مجدداً هل سأعودُ إليك , وبأي حال ..؟!

هناك تعليقان (2):

واحة خضراء يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
واحة خضراء يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الاكبر قال ذات مرة : ان من يزور الامام الرضا (ع) سيشعر بجاذبية في قلبه اليه ..

صحن الغدير صحن التعارف بين الملل على قولة الايرانيين روابط بين الملل .. ونتمنى ان اكلتم من مضيف الامام الرضا ع ..


من المفترض ان تذكريها بان تنتخي بالامام الرضا (ع) للحصول على ابنتها ..

بازار الغدير - الحمدلله انكم افترصتم فرصة رخص الكتاب



الايرانيين نشاهد مسلسلاتهم التي هي قمة في الاخلاق والمحبة، لكن عندما تجاريهم كشعب فهم دون الاخلاق ودون المحبة اغلبهم وللاسف

في احدى البازارات كنت سادخل مع جيراني الى احد الدكاكين وما ان دخلنا حتى قال البائع " برو برو " بلهجة عنصرية ضدنا كعرب !!


الاشتياق له لن يفتر من قلب الزائر وسيتجدد مع الاعوام للعودة اليه . .

زيارة مقبولة

والحمدلله على السلامة