الجمعة، 15 أكتوبر 2010

...!

...!

يشبه حضن أمي ويد أبي .. يفهمني .. يسمعني .. يناقشني .. ويحفظ أسراري ..

أتحدثُ له وشفتايّ ساكنة .. أتحدثُ له بسرعة نبضاتي حين تجري خلف الأيام المقبلة .. تبحثُ عمن يترجمها بلا مقابل ..

حين يندفع موجه بلطف مصطدماً بأطراف أصابعي .. ويمسكها بقوة .. أنسى  كل ما يشغلني ..

وكلما قابلتهُ وجهاً لوجه .. ارتسمت ابتسامتي تكتب اسمه الثلاثي .. وخلفها تغيب دمعتي .. أتنفسُ جزئيات الهواء عند أطرافه بعمق ..

وقبل أن ألاعبه بقذف حصى صغيرة أجمع فيها أحلامي وأمنياتي وألقيها بقوة على مسافة يزيد من بعدها موجه الهادئ .. أعود طفلة وأكتب اسمي بحبات رمله الناعم .. اسمي .. أكتبه بعصا صغيرة .. سرعان  ما يخفيه بموجه .. لعله يخشى أن يكشفني أحد ..

يكشفني طفلة حالمة .. مسالمة .. غابت عن الدنيا عند حدوده وتمنت أن تغرق تحت موجه .. هرباً من الظلام الداسم خلفها ..

يا لروعته .. حين تتلاطم أمواجه تنساب كموسيقى هادئة وتغيب صرخات الأطفال من حولي ..


السماء عند حدوده تبدو مختلفة .. يبدو القمر فيها فرحاً مبتهجاً مجتمعاً برفيقات دربه  .. النجمة الأولى تحملُ حكاية أمل والثانية شوق أما الثالثة فتبدو في حيرة من أمرها .. مثلي تماماً .. تفتشُ بين الأقمار عن نجمة تضيء دربها .. وكلما شعرت باليأس أدارت قلبها نحو النجمة الأولى .. تناديه قمرها : هلاّ منحتني فرصةً في الحديث معك .. فيجيبها مستمعاً  ..

يا ليتهُ يسمعني كما يسمعها ..
يتربع عرش السماء بنوره ..
ويمضي باحثاً عن دربه ..
يخشى أن تداهمه الشمس قبل فلوله ..
وكلما سار سارت تلك النجوم خلفه ..
وكأنها تزفه ليلة العمر في عرسه ..
محظوظ هو قمري .. يا ليته يسمعني ..
ويسأل عن خاطري ..
يا ليتني نجمة تسقط في أحضانه ..
كلما دار ودارت الدنيا به ..
انتهت رحلة البحرِ بشوقٍ يلفني ..

لأستيقظ  بعدها من حلم جمعني به لساعة على نداء شقيقتي ..
وأعود مرة أخرى أنتظر موعداً آخر يجمعني به ..
يا ليتني أملكُ قلباً من طين يتشكلُ في أعماقه كما يريد .. أمحو  به جراح الآخرين ..


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

:)
جميل..