الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

شوق وشوية حنين ..

شوق و شوية حنين  ..

كنتُ أتساءل منذ يومين وأنا أقلبُ في بعض الأوراق كيف لنا أن ننسى ببساطة ما حفرته الأيام في ذاكرتنا من أحداث ..؟!
ليست بالضرورة أحداث سيئة بل حتى بعض الأحداث المُفرحة العابرة لجسر حياتنا بالصدفة, لأنها أكثر وجعاً من غيرها .. وسألت في ذلك إحدى صديقاتي .. أجابتني بكل بساطة " الحياة هكذا إن شئنا أم أبينا .. ولا شيء فيها يمضي سريعاً نحو النسيان .. يجبُ علينا أن نُكيف حياتنا حتى نعيش "
وهنا بالتحديد صعدت بي أنفاسي إلى  عامين عُشتهما بتفاصيل عزيزة على قلبي برفقة ( فاطمة اليابانية ) .. تذكرونها أليس كذلك ..؟!
اليوم اتصلت بنا .. ويا لسوء حظي .. لم يُسعفني وقتي في الحديث معها .. كان اتصالها مفاجأة وكنتُ حينها أستعدُ للخروج من المنزل .. لكن لكم تفاصيل أخبارها .. " وكم هي سعيدة للغاية " ..
فاطمة اليابانية وبعد رحلة عشقها للحسين تعبرُ بحار  معرفته عن قُرب على ظهر سفينة مليئة بالإيمان .. تشقُ طريقها في كل يوم وسط حشدٍ من الجمهور في مؤسسة صغيرة أنشأتها حتى تُعلم من حالفه الحظ وصار سعيداً بدل شقائه على مذهب أهل البيت وبالتحديد قضية الحسين (ع) .
الآن هي داعية ومتحدثة رسمية عن الإسلام والمذهب الشيعي ..  ازدهرت تجارتها حتى عادت الحيوية لمصنعها .. وأصبح وقتها بين الدين والعمل .. بين إسلام محمد وكيفية نشر فكره ورسالته ..
أما عن جُرح فراقها لعلي .. ما زالت هائمة في حُبه .. تقول بأنه ما زال يُشاركها في كل شيء .. حتى أصبحت تشعرُ به في كل خطوة تخطوها .. أختي حين تمازحها وتذكر لها موضوع الزواج برجلٍ آخر تتبدل نبرة صوتها إلى الحزن دائماً فكيف لها أن تطفئ شمعة حُبها بأصابعها التي ما كانت تفارقُ أصابعه ..
أتصدقون .. أنا أيضاً ما زلتُ أشعرُ بأنه معها .. أذكرُ كيف كان يقفُ معي وهي بجانبه .. حين يتحدث يُنصت قلبها وحين تتحدث يُنصت قلبه .. ما زلتُ أذكر أيضاً اليوم الذي عُقد فيه قرانهما .. كان يوماً سعيداً على الجميع .. قبل أسبوع واحد من شهر محرام الحرام حينها ..
وأذكر تفاصيل يوم إسلامه .. لو كان باستطاعتها أن تحلق فرحاً لفعلت .. كان صوته وهم يردد الشهادتين هادئ فيه من حُب الله  الكثير .. كنتُ أقفُ خلف الباب أُنصتُ للشيخ الذي لقنه الشهادتين أنا وهي وبعض النسوة  شعرتُ في ذلك  اليوم بأنه للتو قد أقبل على الدنيا رضيعاً في قماطه .. تلقفتهُ عيوننا .. خرجُ من الغُرفة وهو يشقُ ابتسامة صادقة تحمل بين شفتيه تمتمات الحمد والثناء .. كانت عيونه تُفكر في عالمه الجديد  بلون السماء .. وكانت عيونها ترصدُ ذلك .. حتى قررنا أن نقيم حفلة بسيطة تجمعنا وتجمعهم معنا .. إلا أن الظروف حالت دون ذلك .. فبعد أسابيع بدأت رحلة تبييض النفوس من سواد الدُنيا .. كانت كلما تبكي ترفع يديها إلى الله داعية أن يُعيده عليها وإليها  سالماً معافى ..  كم  زلزلت كياني وأنا أذاكر دروسي حين تأتيني بأخباره المُوجعة ..
علي .. علي .. علي .. و مات علي .. وبقيت هي .. منفردة بما تمنت .. وهذا ما قدره الله لها ..
فاطمة اليابانية شاركتني نصف شقاوتي في المرحلة الثانوية  حين كانت تسمع عن مغامراتنا وتستفسرُ عن أسباب فعل ذلك .. شاركتني عنادي في اتخاذ بعض القرارت  التي  كادت أن تُرفض ممن هم حولي .. شاركتني بعض الأفكار والأحلام .. وشجعتني على الكثير من الأمور .. لا أعلم بعد إن انتهت من كتابة قصتها  أم لا .. لكنها وعدتني أن تهديني أول نسخة تنشرها ..
بحق أنا مشتاقة إليها كثيراً .. أووه صحيح لم أخبركم عن سبب طول غيابها .. " ما زالت تتنظر إكمال أوراقها الرسمية لدخول البحرين .. وقد تحتاج إلى 4 أشهر  للأسف  الشديد .. ها أنا أنتظر منها أن ترسل تفاصيل حياتها كما وعدتني أيضاً..
ما كنتُ أعلم بأنني سأتعلق بها إلى هذه الدرجة .. هي من ضمن الأشياء التي أعادت لي  ما كنتُ أخشى فقده .. أعتبرها مُلهمة وهي لا تعلم .. حكايتها مع الإسلام ومع علي .. ومع الناس والغربة  والصبر .. علمتني الكثير ...

هناك تعليق واحد:

واحة خضراء يقول...

رجعتينا لـ 2008 ومدونتكِ المزدهرة بمواقف وحكايات فاطمة اليابانية..

يالله يوم الي نشوفها بينكم وفي فعالية بمركز السنابس

موفقين