الثلاثاء، 3 مايو 2011

وداعاً لؤلؤتي الغالية :(


 في اليوم العالمي لحرية الصحافة :
وداعـاً  لؤلؤتي الغالية  L
 " الـ و سـ ط ..   "  

اليوم يحتفل الوسط الصحافي باليوم العالمي لحرية الصحافة - 3 مايو  , الحرية القائمة على قلم متحرر من قيود الملوك والطواغيت و ورقة بيضاء متشبثة برداء الملائكة .. لا يشوبها من وسخ الدنيا شيء .
 هذه البداية مقدمة قد يكتبها أي صحافي يزعم أن الحرية قرينة قلمه .. تشاركه  الواقع أياً كان .. لا يختلف معها أبداً ويحاول دائماً كسب رضاها ومودتها .. يعاملها على أنها سيدة الموقف الحق متحدياً بذلك كل الظروف والأزمان والألقاب والمسميات التي دائماً ما تنقض على القانون وتطعنه من الأمام .. وأمثال هؤلاء كثر .. ليس باستطاعة أحد حصرهم .. هم من سلالة الشيطان , خلقوا من النار , ويعيشون على جثث الأبرياء ويتكاثرون على حقوقهم ولا ينجبون إلا صغار الوحوش التي تتفنن في إعادة سيناريو الحياة الحافلة بالظلم والنهب والسرقة .. هكذا يسيرون على درب الأشرار آبائهم وأجدادهم .. وتبقى لعنة المظلومين تحيطهم أينما كانوا وإن غربوا عن هذه الدنيا لم يذكرهم أحد إلا بالسوء .
وإن أردت أن تقرأ عن وجههم الجميل بفضل الميك آب الإعلامي عبر الصحف الشيطانية لك ذلك فأنت وأمثالك ممن يفضل رغيف حرية يابس على أطباق من اللحوم المسروقة ملعون ملعون , فقتلك وسجنك وتطهير المجتمع من أشباهك حلال حلال .. والسكوت عنك مكروه لما في ذلك من خطرٍ كبير على المجتمع , فإما أن يُقطع لسانك أو يُكسر قلمك أو يُسكب حبرك وتُقطع أوراقك ومعها جثتك وفكرك ويرتاح الضمير الميت بعدها من وساوسك التي تطلقها كلما هاج موج حزنك على أرضك وشعبك  !
حسناً , دعوني أفرغ ما بجعبتي من ألم فكوني طالبة إعلام  في سنتها الجامعية الثانية اختارت الصحافة  طموحها مذ كانت في الصف الرابع الابتدائي بحاجة ماسة لفضاء واسع لعله يسع حجم الأقمار التي صنعها هذا الطموح " المُتعب " .. آه وألف آه .. أبدأ من أين لا أعلم والله ؟
ربما يجب عليَّ أن أبدأ بما انتهى به الوضع الصحافي في البحرين .. اعذروني على ملامح مشاعري الحزينة إثر تعرضها لنكسة ألمت بها منذ ساعات ,, إنما أكتب بدموعي هذه الأسطر .. أكتب عن نبأ إغلاق صحيفتي الحبيبة الذي لم أستوعبه بعد .. أتعلمون من هي ..؟!

كانت ترافقني تحليل الأخبار :(


هي رفيقة دربي تحمل  اسم " الوسط" ..  تسكن في شارع البديع الطويل , فيها كنت أقرأ عن شعبي بكل حرية , على جدرانها حفرت أغلى طموح  منذ خمس سنوات .. كانت ترافقني كل صباح .. في المدرسة وفي الجامعة وفي أي مكان أكون فيه .. شاركتني أجمل لحظات العمر .. ومن باب الجنون ارتبط اسمي بها .. وكلما عصف الألم بي كانت طبيبتي عن بعد .. أبتسم حين أمر بالقرب منها , وأشعر بالأسى حين يخبرني ذلك البائع الهندي الأصل بنفاذها  ..فكيف بي وقد سمعت نبأ فراقها وأنا لم ألتقِ بها بعد ..؟!
ليس باستطاعتي استيعاب حجم جرحها ونزفها بعد الإغلاق القسري .. حقاً ليس باستطاعتي تخيل مبناها خاوٍ من الإنسانية والأقلام الحرة والأوراق الناصعة البياض..


اليوم , تذكروا الفيلم المفبرك الذي عرضه تلفزيون البحرين عن جريدة الوسط .. تذكروا كيف كانت الوسط بين أحضان الدكتور منصور الجمري .. تذكروا جهاد الكلمة .. تذكروا لحظات الوداع القاسية لمعنى المصداقية .. تذكروا أنكم تشتاقون جداً للوسط التي عاشت معكم آلامكم ولطالما احتضنتكم و وقفت معكم .. تذكروها ولا تنسوا أن تذرفوا الدموع على ماضيها..
تذكروا صفحاتها " الصفحة الأولى ,و محليات , وكشكول , و جسور , وقضايا , ,واستراحة , و دولية ووو ..."
تذكروا ملاحق الوسط " ألوان , و فضاءات ,و السياسي, وكتاب للجميع ) !
تذكروا برامج الوسط ( ملتميديا ) ..الوسط لايف , و الناصية .. ومع القراء ,و مجهر تربوي , فريز ,و شؤون بلدية , ومع الحدث ,و صوت الملاعب وووو .......)
في 3 مايو 2011.. كيف يحتفل الوسط الصحافي بهذه الحرية المزعومة ؟! و هل يعقل أن تعتقل صاحبة الجلالة أو السلطة الرابعة كما تسمى وتهان لأنها تؤمن بالحرية ..؟!
وتذكروا أيضاً أنني عشقتها لحكاية جميلة ربطتني بها , غيرتني , قدمتني للحياة إنسانة مختلفة تثمن أهمية الإنسانية بوعي كبير ..
و يا للأسف فكل ما درسته من مقررات الإعلام  بالجامعة كانت تحمل في أولى محاضراتها معنى و أهمية الحرية .. إذ أنها نبض الصحافة والصحافي  كما يزعم دكتور الصحافة المنافق!
وقفة أعتز بها :
لي دكتور عزيز على قلبي قال لي ذات مرة :"  الحب يقود إلى الإخلاص والإخلاص يقود إلى الإحسان وإذا أحب الإنسان شيء أخلص فيه ولم يشعر بالتعب" .  وأنا أحببتُ هذا الطريق ولكن الفراق حال بيني وبين الإخلاص والإحسان .. فلا نشرة وفاق ولا وسط ولا إعلام نزيه !
تذكروا أن 3 مايو هو اليوم  العالمي لكذبة الصحافة الحرة !
وسأظل أذكر الوسط .. وسأظل أقرأ أرشيفها في كل صباح .. على أمل أن تعود ويعود معها وطني .

هكذا تنتهي قصص الأحلام بوجعٍ لا علاج له !
لا أريد أن تطل الشمس حتى لا ترى دموعي , يكفيني سخرية القمر وضحكات النجوم ..

هناك تعليق واحد:

واحة خضراء يقول...

الصمت .. الوحدة
نحتاج الى وحدة علي (ع) 
علي الغريب في هذه الدنيا 
الدنيا التي لا تسع روح علي 
آهات اتذكرها من كتاب علي شريعتي عن الامام علي (ع) ... 
 
الصمت والصبر في هذه المحنة .. يقول شريعتي بان صمت الامام علي ع من اكبر التعاليم والمدارس التي يعلمنا اياها 
علي صمت-سكت لاكثر من عشرين عام ... ويقسم شريعتي سكوت علي لثلاث مراحل ... 

اظن اننا في مرحلة من مراحلها ولعلها الثالثة التي تسبق قيام العدل ، واعادة الامور الى نصابها والتوزيع العادل للثروة ...

الوسط يجب ان تصمت - تسكت والشعب ايضاً فترة لتعود للكلام حينما تجد الساحة مؤهلة لتقبل الكلمة ... 

الشعب يعيش الوحدة والغربة في الوطن بل في الخليج .. الوحدة والغزبة في قبر الدنيا التي لا تسع ولا تستطيع ان تستوعب آهات وتطلعات علي وشيعة علي ... 

معذرة نحيت منحىً اخر 
عن. منحى تدوينك وألم قراء الوسط