الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

شكراً لأصغر رجلٍ في حياتي !


شكراً لأصغر رجل في حياتي !
كلما طلبت من صغاري الخلود للنوم زادوا في عنادي .. فكرتُ في تلك الليلة أن أهرب بصورته إلى غرفة أخرى .. أحدثهُ عن أهوال الشوق بعد عام من فراقنا .. انتظرت صغيرتي حتى تنام .. تأخرت ليلتها كثيراً .. كنتُ أخشى أن أجبرها على ذلك .. فأنا من علمها أن تنام بأحضاني .. حتى استسلمتْ للنوم .. وضعتْ يدها على يدي وأمسكتها بقوة .. كأنها شعرتْ بأني ليلتها سأهرب إلى مكان آخر .. أما صغيري .. كان يجيد دور الرجل الشديد معي .. يأمرني وينهاني وأنا أنفذ أوامره وأضحك .. أعشق دوره .. يُشعرني بالأمان .. في تلك الليلة بالتحديد .. طلبتُ منه النوم مبكراً .. فصرخ في وجهي :" ماما ليس من حقكِ ذلك فأنا رجل البيت .. اخلدي أنتِ أولاً للنوم مع أختي وإذا تأكدت بأنكما في سباتٍ عميق سأنام "!
أخفيت ابتسامتي عنه .. أخذت صغيرتي في أحضاني وبقيّ هو يراقبنا .. حتى خلدت أخته للنوم .. وبقيتُ أنا أرقب طيف حبيبي يمرُ هذه الليلة .. كنتُ بحاجة إليه .. وكلما ناظرت عقارب الساعة .. ناظرني طفلي "  الرجل الصغير ".. كنتُ ساندريلا الانتظار .. أنتظر أميري يخرجُ لي من ألبوم الصور .. قلبتهُ مراراً وكم تمنيتُ لو أنني أملك مصباح علاء الدين .. ليحقق لي ما أريد .. انتظرتُ طويلاً .. ما زال صغيري .. واقف بعصاه يحرسني أنا وأخته .. طلبت منه مراراً أن يخلد للنوم .. لكنه رفض ..
أغمضت عيوني أبحث عن أنقى رجلٍ أحببته .. كنتُ أراه في ابني .. وكان ابني يبحث عنه .. مرت لحظات وعيوني مقفلة حتى صدر صوت سقوط الرجل الصغير على الأرض .. " حبيبي سقط نائماً من شدة التعب " أخذتهُ إلى أحضاني بشدة .. قبلته على جبينه وقلت : " شكراً يا شبيه حبيبي .. نم مرتاح البال فأنا من سيحرسكما إلى الأبد " ..
أخذت ألبوم الصور معي وخرجت إلى قاعة شقتنا الصغيرة .. جلستُ في الزاوية .. كانت الوحدة تمزق قلبي .. فتحته على أول صورة لك .. وقلت : " أخرني هذه الليلة  عنكَ صغيرك .. أعني صغيرنا .. "
لم أكمل حديثي بعد .. خرج من غرفة النوم و قطع أحبال الشوق والحب والحاجة قائلاً " ماما .. لم تكذبين على والدي .. أنتِ من أخرني عنه في هذه الليلة .. كنتُ أنتظركِ تنامين حتى أحدثه  عن أول ذكرى لعيد ميلاده وهو في قبره ... سمعتكِ تقولين لشقيقتي " لو كنا نملكُ رجلاً لما  احتجنا لكأس من الحنان في كل ليلة " لذلك أردتُ الجلوس مع والدي بمفرده ليعلمني كيف أكون رجل يسقيكِ كأس الحنان هذا "
لم أتمالك نفسي .. ألقيت بألبوم الصور وركضت أضم صغيري إلى أحضاني .. شعرتُ بأنه أنت .. قبلته على يده وقلت له " هذه القبلة خاصة بوالدك .. ها أنا أهديكَ إياها يا أصغر رجل في حياتي .. "
كانت ليلة قاسية عليَّ ..  أحتفل فيها بما شئت من أفراح وأحزان .. أحتفل فيها بذكرى ميلادك وذكرى زواجنا التاسع وذكرى مماتك  أيضاً .. أي قلبِ هذا  يا حبيبي يسعُ كل هذه الآلام !

9-8-2011
9:14 Am

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

لقد ادمعتي عيناي لكن اقول لك ان الله لا ينسى عبده فكاس الحنان ما عو الا فطرة في حوض الحنان

خربشات قلم يقول...

جميل جداً ........طوال المقال وجسدي يعلن قشعريرة غريبة عشت في كلماتك خلالها...وفقك الله وادام أولادك حولك ..وادعو الله ان يجعل في ابنك هذا رجلا حنونا يقف دائما بجانبك
تحياتي